12 نوفمبر 2025, الأربعاء

إهتمام سعودي بتفاصيل الإنتخابات النيابيّة وتكوين كتلة سنيّة مُتجانسة

Doc P 1441112 638985231741270049
كتب محمد بلوط في” الديار”:رفعت المملكة العربية السعودية من منسوب اهتمامها بالوضع اللبناني بشكل مباشر، منذ مشاركتها الفعالة في “اللجنة الخماسية”، وكان واضحا دورها وترحيبها بانتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتشكيل حكومة نواف سلام . ولم تترجم السعودية الاندفاع الايجابي نحو لبنان بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة سلام، الى خطوات عملية لا على صعيد دعم اعادة الاعمار، ولا على صعيد التسريع في عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، مبررة تريثها بانه مرتبط باولوية تنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة.
ويقول مصدر مطلع على الموقف السعودي، ان الرياض مهتمة فعلا بزيادة وتعزيز حضورها في لبنان من باب مشروع بناء الدولة، لكنها ليست بصدد تبديل الاولويات التي تراها ضرورية، لاعادة الاستقرار الى لبنان .
ويكشف المصدر عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي للبنان الامير فيصل بن فرحان في المرحلة المقبلة، لكن لم يحدد موعدها بعد . ويلفت الى ان القيادة السعودية بصدد اجراء بعض التغيير باستراتيجيتها في التعاطي مع الوضع اللبناني، وتكثيف حضورها على الساحة اللبنانية، وعدم الاكتفاء بحراك سفيرها وليد البخاري. ويستدرك المصدر قائلًا ان تطور هذا التغيير مرتبط بالدرجة الاولى، بتطبيق “حصرية السلاح” وبناء الدولة.
وفي الاطار نفسه، تنقل مصادر مطلعة اجواء مفادها ان السعودية لن تعود الى النهج الذي اتبع في العهود السابقة تجاه لبنان، وان توجيهات ولي العهد الامير محمد بن سلمان تتركز على العناوين المعلنة، بدءا من الالتزام بالطائف، مرورا بالتشديد على “حصرية السلاح” بيد الدولة، وانتهاء باستكمال الاصلاحات، وهي عناصر اساسية وضرورية لتوفير الدعم واعادة وتنشيط الاستثمارات في لبنان. وتكشف المصادر عن ان السعودية تنظر الى الانتخابات النيابية المقبلة في ايار، على انها استحقاق بالغ الاهمية، وهي لن تدير ظهرها لهذه العملية بكل تفاصيلها، وستتابع كل التحضيرات لها، لتشجيع ودعم تكوين كتلة نيابية سنية متجانسة تتفق مع مواقفها، من دون الحاجة الى ممثل حصري كما كان يحصل سابقا، مع تأييدها للمواقف والنهج الذي يتبعه الرئيس نواف سلام .

 

وكتبت لارا يزبك في” نداء الوطن”: تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية اللبنانية زيارةً موعودة للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان (اليوم) إلى بيروت، على رأس وفدٍ كبير يضم أكثر من 25 شخصية من خلفيات اقتصادية واستثمارية.
اليوم، تتعمّد المملكة إرسال وفد فضفاض إلى بيروت في رسالة تحفيزية لها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية خليجية. فالمشهدية الموسّعة ليست صدفة بل هي مقصودة، وتريد منها الرياض إبلاغ بيروت أن كل شيء بات جاهزًا من جانبها للعودة بثقلها إلى لبنان ومساعدته في النهوض من كبوته، لكن هذه العودة تنتظر خطواتٍ عملية جريئة مِن الدولة، عسكرية – أمنية، وأيضا إصلاحية – مالية. بن فرحان، وفق المصادر، سيقول لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء نواف سلام، ما سبق له أن قاله مرارًا: احتكروا القوة وقرارَ الحرب والسلم وافرضوا سيادةَ الدولة على الأراضي اللبنانية كلها، وطبّقوا “فعلًا” وبصورة نهائية، “الطائف” والبيانَ الوزاري وقرارات 5 و7 آب و5 أيلول واتفاقَ وقف النار وامضوا في الإصلاحات الاقتصادية، و”خذوا ما يدهشكم”: ستجدون المستثمرين والسياح السعوديين من جديد في لبنان، إلى جانبكم في إعادة الإعمار وفي تأهيل الكهرباء والمياه والطرقات… يحمل الوفد معه إذًا “جزرة” سيلوّح بها للبنان، ولا يفصله عن الفوز بها سوى حزم سيادي إصلاحي حقيقيّ، علّها تُشجّعه على انتهاجه، ذلك أن ثمن تردّده، سيكون باهظًا. وهنا، يكمن الوجه الثاني الأقل ورديّةً، للزيارة السعودية التي، على أي حال، قد لا تحصل إذا استمرت “الرمادية” اللبنانية، وفق المصادر.

المصدر: Lebanon24