Categories: أخبار

التغذية والرياضة… سلاحان لمواجهة مرضٍ لا يرحم الإهمال

في الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام، يتّحد العالم تحت شعار الدائرة الزرقاء لإحياء اليوم العالمي لمرضى السكري، ذلك المرض المزمن الذي يطال مئات الملايين من البشر دون تمييز في العمر أو الجنس أو العِرق.
السكري ليس مجرّد خلل في توازن السكر في الدم، بل هو قصة حياة يعيشها المريض بتفاصيلها اليومية بين إبر الإنسولين، ونظام الغذاء، والمراقبة المستمرة، والمشاعر المتقلّبة بين الخوف والأمل.
وفي ظلّ ارتفاع معدلات الإصابة عالميًا نتيجة التغيّرات في نمط الحياة، تأتي هذه المناسبة لتذكّرنا بأنّ الوقاية ممكنة، وأنّ التعايش مع المرض لا يُلغِي جودة الحياة إن وُجِد الوعي والانضباط.
في هذا السياق، أكدت الدكتورة رنا العلي، اختصاصية التغذية العلاجية، “أن مرض السكري لا يعني نهاية المتعة في الأكل، بل بداية مرحلة من الوعي الغذائي الحقيقي”.
وقالت د.العلي: “ليست المشكلة في نوع الطعام وحده، بل في الكمية والتوقيت. فتنظيم الوجبات وتوزيعها على مدار اليوم يساعد على استقرار مستوى السكر في الدم، ويمنع الارتفاع أو الهبوط المفاجئ”.
أضافت: “كثيرون يظنون أن تجنّب السكر الأبيض كافٍ، لكن الخطر الحقيقي يكمن في النشويات البسيطة مثل الخبز الأبيض والمعجنات، فهي تتحوّل بسرعة إلى سكر داخل الجسم”.
وأشارت الى “أن تناول كميات وفيرة من الخضروات الطازجة والمطبوخة يمنح الألياف التي تبطئ امتصاص السكر وتحافظ على الشعور بالشبع، ما يساعد في ضبط الوزن”.
شرب الماء بانتظام ضرورة وليست رفاهية، حيث أفادت “الجفاف يرفع تركيز السكر في الدم، لذا يجب على المريض شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، وتجنّب العصائر الجاهزة والمشروبات الغازية مهما كانت مغرية”.
تختم بقولها: “المشي نصف ساعة يوميًا يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في ضبط السكر وتحسين المزاج وزيادة حساسية الجسم للإنسولين. الحركة علاج مجاني، لكنها تحتاج إلى التزام وإرادة”.
من جهته قال الأستاذ سامي الحاج (50 عامًا)، الذي يعيش مع مرض السكري منذ أكثر من عشر سنوات،“عندما شُخّصتُ بالسكري، شعرتُ بالخوف والارتباك. ظننتُ أن حياتي ستنقلب رأسًا على عقب. لكن بعد فترة، أدركت أن المرض لا ينتصر إلا إذا استسلمت له. تقبّلته كرفيق دائم، وبدأت أتعلم كيف أتعامل معه بهدوء”.
أضاف الحاج: “بدأت أقرأ عن المرض وأتابع مع طبيبي بانتظام. تعلمت كيف أفحص السكر، ومتى أتناول الوجبات، وكيف أوازن بين الطعام والرياضة. أصبحت أكثر وعيًا بجسدي، وأصبحت حياتي منظمة أكثر مما كانت قبل الإصابة”.
وأكد أن “الدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء هو ما يمنحه القوة للاستمرا”، ورأى “أن حين تجد من يشجّعك لاستخدام الإنسولين دون خجل، ويشاركك الأكل الصحي، تشعر أنك لست وحدك في المعركة. هذه المحبة تمنح طاقة أكبر من أي دواء”.
يذكّرنا اليوم العالمي لمرضى السكري بأنّ الصحة ليست هبة دائمة، بل مسؤولية يومية. فالوقاية تبدأ بخطوات بسيطة، وجبة متوازنة، مشيٌ منتظم، فحص دوري لكنها قادرة على إنقاذ حياة بأكملها.
وفي عالمٍ تتزايد فيه نسب الإصابة، يصبح الوعي الجماعي ضرورة لا تقلّ عن العلاج الفردي.
السكري لا يجب أن يكون وصمة أو عبئًا، بل حافزًا للتغيير نحو نمط حياةٍ أكثر توازنًا ورحمة بالنفس.

المصدر: Lebanon24

News Desk

Share
Published by
News Desk

Recent Posts

نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان: حوار مع الشباب في الجامعة الأميركية

استتباعاً للمؤتمر الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة أول أمس الخميس، برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون،…

3 دقائق ago

سقوط طائرة “درون” إسرائيليّة في بلدة كفركلا

أفادت مندوبة "لبنان 24"، عن العثور على طائرة "درون" إسرائيليّة، سقطت في بلدة كفركلا صباح…

9 دقائق ago

قوانين جديدة لألوان سيارات الفورمولا وان

صادقت "لجنة الفورمولا وان" التابعة للاتحاد الدولي للسيارات على لوائح جديدة تتعلّق بتصميم ألوان السيارات…

11 دقيقة ago

الحاج حسن: أميركا ليست وسيطاً عادلاً

رأى رئيس "تكتل نواب بعلبك الهرمل" عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن أن…

19 دقيقة ago

الأونروا: الأمطار تفاقم أوضاع غزة والعائلات تلجأ إلى الخيام الموقتة

أشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الى ان "الأمطار تزيد صعوبة الأوضاع…

26 دقيقة ago

سلسلة لقاءات للبطريرك العبسي في الربوة

استقبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في المقر البطريركي في الربوة،…

33 دقيقة ago