Categories: أخبار

التهويل الإسرائيلي يتصاعد وهوكشتاين ينتقد براك: “على المجتمع الدولي تقديم مقاربة حقيقية لإعادة الإعمار”

بلغت الضغوط التي يتعرض لها الحكم في لبنان ذروتها سياسيًا على لسان المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك السبت الماضي حيث وصف لبنان بـ “دولة فاشلة”. كما بلغت ذروتها ميدانيًا بتصعيد إسرائيل تهديداتها بالعودة إلى الحرب ضد “حزب الله”.
وقال وزير الخارجية الفرنسيّة جان نويل بارو “ندعم رئيس لبنان والحكومة لتحقيق كل أهداف وقف النار مع إسرائيل”. ودعا بارو إلى نزع سلاح “حزب الله” وانسحاب إسرائيل من النقاط الـ 5″.
وتابع: “مستعدّون لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار لبنان وعلى لبنان مواصلة الإصلاحات الاقتصادية لتشجيع المانحين الدوليين”.
في موازاة ذلك، أطل أمس المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكستين معلقًا على ما قاله المبعوث الأميركي توم برّاك حول كون لبنان “دولة فاشلة”، قائلًا: “إن لبنان يعاني بالفعل من مشاكل وتحديات اقتصادية ضخمة… عوضًا عن التفكير في أخطائهم، علينا نحن، المجتمع الدولي، أن نقول إنه بعد حرب 2006، كان “حزب الله” وإيران من قاما بإعادة الإعمار، وإن كنا لا نريد لهما أن يفعلا ذلك، فعلينا نحن أن نتقدّم بأموال ومقاربة حقيقية لإعادة الإعمار. نولي أهمية كبيرة لإعادة الإعمار في غزة وننظم مؤتمرات ويجب أن نفعل الأمر عينه للبنان”. وتابع: “يجب أن نبرهن للناس في جنوب لبنان أن المجتمع الدولي لا يظهر فقط عندما يكون هناك قصف، بل أيضًا لإعادة إعمار الطرقات والمزارع وإعادة الكهرباء. فعندما يكون هناك فراغ ما، غالبًا ما يملأه أناس خيّرون”.

وأبلغت مصادر سياسية “نداء الوطن” أن موقف رئيس الجمهورية من التفاوض ينطوي على احتمال “شراء الوقت تجنبًا للضربة الحتمية”. أضافت: “أن الذهاب إلى التفاوض يدخل إلى الاهتمامات والمصالح والأولويات الأميركية، علمًا أن ذلك لا يطوي مطلب تنفيذ الدستور بنزع سلاح “حزب الله” بالرغم من أن الأخير لا يريد نزع سلاحه”. ورأت أن مصير التفاوض من دون نزع سلاح “الحزب” هو “الحوار للحوار”. وقالت: “تم الاتفاق على أن كلمة السر هي التفاوض الذي من خلاله يمكن شراء الوقت حتى إشعار آخر . ويدرك “حزب الله” أن الضربة حتمية، ويمثل التفاوض الوسيلة الوحيدة لتأخير وترحيل هذه الضربة حتى إشعار آخر”. ولفتت المصادر أخيرًا إلى “تزامن طرح التفاوض مع تحركات خارجية يبدو أنها أسدت النصيحة بالتفاوض كي نرى إلى أين ستذهب الأمور”.
وكتبت ” اللواء”: بصرف النظر عن المعطيات التي دفعت رئيس الجمهورية للمجاهرة بهذا الموقف البدهي، فإن الثابت انه يتناغم مع المعطيات التي جعلت من التفاوض هو الطريق الاقصر للخروج من المأزق المتفاقم بعد اعلان دولة الاحتلال الاسرائيلي عدم التزامها بمندرجات اتفاق وقف النار الذي تم التوصل اليه في 27 ت2 2024.

وقالت مصادر سياسية مطلعة ان كلام رئيس الجمهورية حول التفاوض مرة جديدة يعزز التأكيد ان لبنان حسم أمره في هذا السياق ولفتت الى ان الخيار الذي اطلقه الرئيس عون هو رسالة الى جميع المعنيين وهو ينتظر الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل وحزب االله ويفترض ان تتضح الأجوبة هذا الاسبوع.
وتحدثت عن جهد يبذل مع الأميركيين والمصريين في هذا المجال.وكررت القول ان شكل هذا التفاوض وتوقيته يحددان في حينه، واشارت الى ان لبنان قام بما عليه وقد تنطلق مجموعة إتصالات ولقاءات تحت هذا العنوان.
وبإنتظار نتائج مسعى مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد لمعالجة التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان والتوصل الى اتفاق لإنهاء العدوان والاحتلال واطلاق الاسرى اللبنانيين، ومعرفة ما قد يكون سمعه الرئيس نواف سلام في مصر خلال زيارته القاهرة ولقاءاته المسؤولين، يستمر القتل الاسرائيلي اليومي للجنوبيين، والتشاورالرسمي والاتصالات الدبلوماسية حول مسار التفاوض المطلوب بين لبنان وكيان الاحتلال، مع استمرار تمسك المسؤولين بلجنة الميكانيزم كمرجع للتفاوض الامني – العسكري لا السياسي بداية حتى حصول لبنان على حقوقه حسب ماقالت مصادر رسمية لـ «اللواء»، وبدا انه مسار طويل ومعقد نتيجة تصلب كيان الاحتلال وتصعيده العسكري بالتزامن من ضغط اميركي سياسي واقتصادي على لبنان بحجة منع وصول الدعم المالي لحزب االله. على ان تتضح الامور اكثر مع وصول السفير الاميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى وتبيان التوجهات الاميركية الرسمية التي يحملها. 
وكتبت” الديار”: كل من يزور المقرات الرسمية: بعبدا، عين التينة والسراي الحكومي، يخرج دون اجابات حول الاسئلة الصعبة التي ينتظر اللبنانيون اجابات عنها.

لا اجوبة حيال مستوى التصعيد الاسرائيلي المرتقب. ولا اجوبة حيال حقيقة ما يريده الاميركيون الذين يكثرون من الكلام، ولا يقدمون اي حلول او تسويات، بل لا يترددون في رفع مستوى الضغوط. وايضا لا توجد اجابات حول اسباب تراجع زخم الدور السعودي، ومدى قدرة القاهرة على حجز مقعد جدي بين اللاعبين المؤثرين في الملف اللبناني. وماذا عن مهلة الستين يوما قبل نهاية العام لاقفال ملف جنوب الليطاني؟ وماذا بعده؟ هل الشمال خارج النقاش؟ وهل الحديث مجددا عن هذه المهلة مجرد حث للتنفيذ، او تهديد باطلاق يد «اسرائيل» اكثر لاستباحة الاراضي اللبنانية؟
لا مبالغة في هذا التقييم، تقول اوساط سياسية بارزة، تشير الى ان المسؤولين اللبنانيين يتعاملون مع التطورات السياسية والامنية «مياومة»، اي كل يوم بيومه، ينتظرون المؤشرات الخارجية من المبعوثين الدوليين والاقليميين، لكن دون جدوى، لان أيّا من زوار بيروت في الايام القليلة الماضية، لم يحمل معه اي اجابة يمكن البناء عليها لبناء استراتيجية واضحة للتعامل مع التطورات.
ومن هنا، يكرر رئيس الجمهورية جوزاف عون الدعوة الى التفاوض مع العدو الاسرائيلي، وزاد عليها بالامس، اظهار وجود توافق وتناغم مع الرئاستين الثانية والثالثة على هذا الموقف، وهو يخاطب الداخل بكل مكوناته، لايجاد ارضية صلبة ينطلق منها الى هذا الخيار حين يجهز الطرف الآخر.
وفيما بات واضحا ان تطوير مهمة لجنة «الميكانيزم» ترضي الرئيس بري، فان حزب الله لم يمانع في السابق حصول امر مشابه، بل دعم موقف الرئيس ميشال عون ميدانيا، حين كان التفاوض على «قدم وساق» حول الترسيم البحري، وهو لم يكن يوما «حجر عثرة» امام استعادة لبنان لحقوقه. وهذا حصل في الماضي دون حوار مباشر، ودون اتفاق سلام، وما تكفل به الرئيس بري في ظل الفراغ الرئاسي خلال الحرب الاخيرة، هو الآن مسؤولية الرئيس عون دستوريا، وهو يدرك جيدا ما عليه ان يفعل لحماية السيادة اللبنانية. لكن تبقى الدعوة الى التفاوض مجرد عرض لاستراتيجية لبنانية دون شريك في المقابل، لا الاميركي جاهز، ولا «الاسرائيلي» يرغب بذلك، ويواصل محاولة فرض الاستسلام تحت النار.
اضافت” الديار”: لم يتبلغ الرئيس عون من منسقة الأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت القادمة من «اسرائيل»، ما يوحي بان حكومة بنيامين نتانياهو قد غيرت مقاربتها تجاه لبنان.
وخلال جولة الأفق التي تناولت الأوضاع العامة، في ضوء التطورات المتصلة بسبل معالجة الوضع في الجنوب، لم يجد عون ما يوحي بقرب وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والاتصالات الجارية لإعادة الاستقرار إلى الحدود، لم تتجاوز مرحلة «جس النبض» لمقترحات لم ترتق بعد الى مستوى المبادرات التي يمكن الركون اليها.
ينقل الديبلوماسيون الى بيروت مخاوف من هذا «التوتر الاسرائيلي»، الذي قد يتحول الى فعل ميداني اكثر قسوة، في ظل رغبة لدى القيادتين السياسية والعسكرية، في رفع مستوى اختبار «صبر» حزب الله، لدفعه الى ارتكاب «اخطاء» تساهم في الكشف عما يقوم به في «الظل»، ولا معلومات متوافرة حوله حتى الآن.
وما يحصل ميدانيا جزء من هذه الاستراتيجية غير المحددة بسقف معين، لكن المفارقة التي تحتاج الى تمعن، نوعية الاستهدافات التي باتت تصيب في معظمها جرحى «البايجر»، وهي اما تعبير عن «عمى» استخباراتي يترجم في غياب الاهداف «الدسمة»، او تعمد استهداف مقاومين سابقين في محيط مدني، كترجمة عملية لتوسيع مروحة الاستهدافات، في محاولة لاستفزاز حزب الله بالضغط اكثر على بيئته.
ميدانيا، تواصل التحشيد الإعلامي الإسرائيلي ضد حزب الله بذريعة دخوله مرحلة التعافي. وذكرت صحيفة «معاريف» أن جيش الاحتلال يستعدّ لسيناريوات متعدّدة على الجبهة الشمالية مع لبنان، في ظل ما وصفته بتزايد مؤشرات النشاط الميداني للحزب خلال الأسابيع الأخيرة. وأشارت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تحركات متزايدة لعناصر حزب الله في مناطق عدة من لبنان، أبرزها شمال نهر الليطاني والبقاع وجنوب بيروت، مشيرة إلى أن الحزب يعمل على إعادة بناء «قوة الرضوان» وإخراج بعض الأسلحة من المخابئ التي سبق أن استُهدفت.

وأضافت أنّ حزب الله يسعى إلى تنفيذ «عملية مزدوجة»، تقوم على إعادة بناء قوته العسكرية بهدوء من جهة، وتجنّب أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل من جهة أخرى، في محاولة للحفاظ على توازن الردع القائم وتفادي تصعيد واسع النطاق في المرحلة الراهنة. ويستكمل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي، خصوصاً على مستوى مسألة حصرية السلاح، إذ قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لشبكة «فوكس نيوز»، إن «نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسمان لاستقرار لبنان».

وذكرت قناة «كان» العبرية، في تقرير لها أمس، أن «قوة حزب الله شهدت في الأسابيع الأخيرة تعاظماً سريعاً، قد يؤدّي إلى تصعيد محتمل مع لبنان»، وأن «مسؤولين كباراً في إسرائيل يقولون إن الحزب ينجح في إعادة ترميم بنيته التحتية، خصوصاً في مناطق سيطرته، فيما الحكومة اللبنانية غير قادرة فعلياً على مواجهة هذه التهديدات، وتُظهِر عجزاً واضحاً».
وبحسب التقرير نفسه، فإن «هناك أمراً آخرَ مثيراً للاهتمام، وهو أن إسرائيل لا تقصف في بيروت، ويبدو أن ذلك يتم بناءً على طلب أميركي. فيما يقول المسؤولون العسكريون، إن التهديدات هناك (بيروت) ليست فورية، لكنّ مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً عاد وأكّد أن لا مكان في لبنان سيكون بمنأى عن الهجمات».

المصدر: Lebanon24

News Desk

Share
Published by
News Desk

Recent Posts

توضيح من مكتب افرام.. هذه تفاصيله

نفى المكتب الإعلامي للنائب نعمة افرام صحة ما نشره أحد المواقع الإلكترونية، واصفًا الخبر بـ…

4 دقائق ago

المكتب الاعلامي لافرام ردا على أحد المواقع: هذا الخبر ملفّق وسيكون موضع متابعة

أعلن المكتب الإعلاميّ للنائب نعمة افرام أنه "طالعنا أحد المواقع الإلكترونيّة بخبر ملفّق، هو كناية…

7 دقائق ago

بلدية زحلة المعلقة تتلف عددا كبيرا من الدراجات النارية غير المرخصة

قامت بلدية زحلة المعلقة وتعنايل بتلف عدد كبير من الدراجات النارية نحو 170 دراجة غير…

7 دقائق ago

مياه الجنوب لمشتركيها من نبع الطاسة : لتقنين استهلاك المياه بسبب انخفاض التغذية

أعلنت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي   في بيان إلى " المشتركين في البلدات المستفيدة من…

16 دقيقة ago

ارجاء جلسة استجواب البيطار الى الخميس المقبل…

فيما كان من المفترض أن يمثل قاضي التحقيق في قضية تفجير المرفأ طارق البيطار امام…

18 دقيقة ago

مطر يلتقي وزيرة الرياضة: خطة شاملة لتطوير الرياضة في لبنان

زار النائب إيهاب مطر وزيرة الشباب والرياضة، نورة بايراقداريان، في مكتبها، حيث تناول اللقاء أهمية…

20 دقيقة ago