9 نوفمبر 2025, الأحد

الراعي: من يؤمن بالديمقراطية لا يكتفي بالكلام عنها بل يفتح الأبواب أمام كل لبناني للمشاركة الكاملة

Doc T 889044 638982800698299386
رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن لبنان يعيش اليوم جدالا عميقا حول هويته وقيمه واتجاهه ومصيره، معتبرا أن لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى من يسمع صوت الحقّ والحقيقة، وإلى من يضع المصلحة العامة فوق مصالحه الخاصة. 

وقال الراعي خلال غظة قداس الأحد: “إنّ ما يعانيه شعبنا من أزمة اقتصادية خانقة، ومن تفكّكٍ في المؤسسات، ومن فوضى في المسؤوليات، ليست قدرًا بل هو نتيجة خيارات بشريّة غابت عنها الأمانة الوطنيّة”.

وأضاف: “من يحبّ لبنان حقًا، تشهد له أعماله. ومن يؤمن بالديمقراطية، لا يكتفي بالكلام عنها، بل يفتح الأبواب أمام كل لبناني للمشاركة الكاملة. ومن يدّعي خدمة الشعب، لا يقصي عنها جميع اللبنانيين أو بعضهم عن المشاركة الكاملة فيها. لا خلاص للوطن بالخطابات، بل بأعمال الإيمان والمواطنة الصادقة. وكل مسؤولٍ عندنا مدعوّ لأن يسأل نفسه: هل تشهد أعمالي لي أمام الله وأمام الناس؟ هل أنا أمين على الأمانة التي أُعطيت لي؟ هل أبني الوطن أم أزيد انقسامه؟ إنّ أحد تجديد البيعة هو أيضًا أحد تجديد الضمير الوطني، هو دعوة لكل مسؤول، ولكل مواطن، إلى تجديد انتمائه للبنان، إلى تجديد التزامه بالحقّ، إلى إعادة بناء ثقته بنفسه وبوطنه”. 

وشدد الراعي على أن “ما من طريقٍ لبناء الدولة إلا طريق الصدق والعدالة. فمن يضع الإيمان موضع المصلحة، يبني وطنًا ثابتًا، ومن يستعمل الدين أو السياسة لأغراضه الخاصة، يهدم الهيكل الذي يعيش فيه”. 

وقال: “ما يعاني منه الشعب عندنا هو ضياع الحقيقة أو تشويهها أو تحريفها أو إخفاؤها، الأمر الذي يضيّع الرأي العام. فلا بدّ من تنقية الضمائر لكي يسمع الإنسان والجماعة صوت الله، صوت الحقيقة”. 

من جهة أخرى، قال الراعي: “إنّ ما شاع في هذه الأيام عن بيع شهادات مزوّرة في الجامعة اللبنانية، هو في الحقيقة، كما أوضح لنا رئيسها، أنّ في أحد الفروع تم دفع مبالغ مالية لموظفين للتلاعب بالامتحانات عبر استبدالها وتزوير خط الأساتذة ووضع علامات نجاح غير مستحقّة، فتدخّل رئيس الجامعة وأعفى بعضًا وفصل بعضًا من الإداريين والموظفين. إن الجامعة اللبنانية التي تضم ستين ألف طالبًا ترتقي بمستواها التعليمي وفق مؤشرات التصنيف العالمية. وشهاداتها تمكّن أصحابها من احتلال مواقع قيادية في الداخل والخارج”.