العنداري
بداية، قال المطران العنداري: “إنها من نِعَم اللّه علينا أن يفتتح قداسة الحبر الأعظم زياراته الرسولية إلى وطن الأرز ولبنان الرسالة، متمّماً رغبة قداسة البابا فرنسيس الراحل، ومن زار لبنان قبله، البابا القديس يوحنا بولس الثاني، والبابا بندكتوس السادس عشر. نسأَلُ اللّه، بشفاعة سيّدة لبنان وقدّيسيه، أن تحقّق هذه الزيارة أَهدافها تحت الشعار الإنجيلي المعتمد لها “طوبى لفاعلي السلام”.
بورجيا
ثم تحدث بورجيا عن الزيارة، فقال: “أنا مسرور بوجودي بينكم اليوم لمناسبة زيارة البابا إلى لبنان وهي الزيارة الأولى له خارج الفاتيكان والتي ستشمل تركيا ولبنان”.
وأضاف: “سُئلت عن الفرق بين السفر إلى تركيا والسفر إلى لبنان، السفر إلى تركيا كان في فكر البابا فرنسيس لمناسبة مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا ولذلك سيزور البابا تركيا، أما السفر إلى لبنان فهذه المرة مختلف وليست هناك مناسبة خاصة، فالبابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس أتيا إلى لبنان لإعلان “الإرشاد الرسولي”، لكن اختيار المجيء إلى لبنان هذه المرة نابع من القلب، ولدى البابا لاوون رغبة بزيارة لبنان لأنه كما قال “لبنان تألم كثيراً”، فهو يحمل رسالة تدعو إلى السلام، وشعار الزيارة هي “طوبى لفاعلي السلام” لأن العالم والشرق الأوسط بحاجة إلى سلام”.
وتابع: “أول كلمة للبابا بعد انتخابه كانت “السلام عليكم والسلام معكم”، فهذه الكلمة تشكل نواة برنامج البابا، وفور انتخابه قرر البابا زيارة لبنان وأنا شخصياً التقيته في أوائل حزيران وقلت له إن لبنان ينتظر زيارة البابا، وبعد اسبوعين أُبلغت بأن البابا سيزور لبنان، وكانت مفاجأة لي وأعتقد أن هذه الزيارة هي من أجل لبنان والشرق الأوسط وهي عبارة عن شعور محبة البابا لهذه المناطق وهي علامة أمل للمستقبل ودعوة لنتشارك في بناء السلام. ومنذ أسبوعين التقيت البابا في الفاتيكان وسألته ماذا أقول للبنانيين فأجابني: أنا انتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر وأدعو الجميع الى العمل من أجل السلام ونحن في انتظار البابا بهذا الشعور”.
وعرض بورجيا لبرنامج الزيارة، فأشار إلى أنها ككل زيارة للبابا هناك أمور بروتوكولية وأمور كنسية. ولفت إلى “الزيارة تبدأ باستقبال في المطار ثم زيارة للقصر الجمهوري ولقاء مع الرؤساء الثلاثة ولقاء مع الملتزمين بالسياسة والحياة الوطنية في لبنان ثم لقاءات تتعلق بالكنيسة، منها لقاء في في حريصا ولقاء مع الشبيبة وقداس احتفالي في بيروت”.
ولفت إلى أن “الجديد في هذه الزيارة البابوية هي زيارة مار شربل في عنايا”. وأشار الى أن البابا سيزور أيضا مستشفى دير الصليب للقاء من هم بحاجة إلى رعاية ولتشجيع الأشخاص الذين يعملون في خدمة الآخرين وليؤكد التضامن الخاص مع لبنان ومن بعدها سيزور البابا مكان انفجار بيروت”.
وقال بورجيا: “البرنامج حافل لكن البابا لا يزال شاباً، ويشمل لقاءات مع كل الفئات اللبنانية، وهناك شيء مهم هو لقاء بين الأديان في وسط بيروت مع كل رؤساء الكنائس والأديان الأخرى لتبادل الأفكار حول السلام وإعطاء صورة عن العيش المشترك في لبنان، وهذا الهدف الذي يجب أن نبنيه يوماً بعد يوم، وهذا ما تتميز به هذه الأرض”.
المطران عون
بعد ذلك، شرح المطران عون معنى اللوغو الرسمي المعتمد للزيارة الذي “يصوّر في الوسط قداسة البابا رافعاً يده لإعطاء البركة والسلام ووراءه حمامة بيضاء رمز السلام لأن زيارته تحمل شعار السلام، وفي الجهة الثانية الأرزة اللبنانية علامة لبنان والتجذر، وأمام الأرزة صليب اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية عام 2025 علامة الرجاء والذي نرتكز عليه في قلب العواصف والصعوبات التي نمر بها، بالإضافة إلى شعار الزيارة “طوبى لفاعلي السلام”، لأن البابا آتٍ لإعلان السلام”. ولفت إلى أن “الألوان التي اختيرت هي ألوان العلم اللبناني بالإضافة الى اللون الأزرق الذي يوحي بالسلام والطمأنينة”.
وأشار إلى أنه “اختيار البابا زيارته الأولى للبنان، يعني أنه يشعر معنا”، داعيا جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين إلى استقبال البابا بحماس وفرح كبير من خلال المشاركة الكثيفة في القداس في بيروت وفي لقاء الشبيبة في بكركي وعلى الطرق التي سيجوبها خلال زيارته”.
ولفت المطران عون إلى أنه “من أجل تنظيم المشاركة في الاحتفالات، تم إطلاق google form لتسجيل المشاركة عبر الأبرشيات والرعايا من من أجل إحصاء الأعداد وتوزيع البطاقات بهدف المساعدة للوصول إلى مكان الاحتفال والعودة منه مع تأمين النقل وبتعاون كامل مع اللبنانية الأولى والقصر الجمهوري بما يليق بقداسة البابا وبلبنان”.
أبو كسم
واختتم المؤتمر بكلمة لأبو كسم، قال فيها: “هذه الزيارة منبع فرح بالنسبة إلينا، ونافذة رجاء لجميع اللبنانيّين، وأمانة ثمينة، ثمنها أن نحفظ وديعة الله على الأرض – لبنان الرسالة، والخميرة الطيّبة في هذا الشرق”. وأضاف: “هذه الزيارة تحملنا مسؤولية كبيرة لنبقى في هذا الشرق كما أرادنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالة وكما أرادنا البابا بنديكتوس شهوداً للرجاء في هذا الشرق. فهذه الزيارة تؤكد الزيارتين، لذلك نحن مدعوون إلى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة من هذا الحبر الجليل الكبير رأس الكنيسة الكاثوليكية”.

