لا يزال الترقّب سيد الموقف لما سينتهي عليه الخلاف بشأن اقتراع المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة، فيما أطلقت معظم القوى السياسية في لبنان محركاتها الانتخابية.
وجاء في تقرير لـ”الشرق الاوسط”: تؤكد مصادر “التيار الوطني الحر” أن “التحضيرات بدأت منذ أيار الماضي، وأن زيارات رئيس (التيار)، النائب جبران باسيل في معظم الأقضية والمحافظات، خير دليل على ذلك”.
وتلفت المصادر إلى “أنه جرى إنجاز الانتخابات التمهيدية في (التيار)، لكنها ليست محسومة لأن رئيس الحزب، وفق النظام الداخلي، هو الذي يُحدد الأسماء النهائية، بناءً على معطيات عدة أهمها، تناسب المرشح مع المرحلة السياسية والتحالفات التي تفرض توزيع اللوائح”.
ولم تُغلق المصادر الباب على التحالف مع “حزب الله” الحليف السابق، وتقول: “هو فريق لبناني، وسنقارب الأمر وفق مصالحنا… والتحالف معه ليس من المحرمات”.
وتؤكد مصادر “الكتائب” أن “التحضيرات للانتخابات النيابية انطلقت بشكل جدّي؛ وجرى تشكيل لجان داخل الحزب لدرس الواقع الميداني والتحالفات، والبدء بإعادة تكوين الماكينة الانتخابية”.
وتشير المصادر إلى أن “الحزب قرر حتى الآن ترشيح 7 أسماء، هم النواب الأربعة الحاليون، كلّ في موقعه، إضافةً إلى غابي سمعان عن بعبدا، ونبيل حكيم عن البترون، وتيودورا بجاني عن عاليه، فيما لا يزال البحث جارياً في احتمال الترشح في عدد من الأقضية الأخرى، مثل زحلة والبقاع الغربي وجزين والكورة”.
وتوضح مصادر “القوات اللبنانية”: “وفق القانون الحالي يتم العمل على 3 مستويات أساسية فيما يتعلق بالمرشحين، وهي حسم أسماء الأساسيين وأسماء المرشحين الذين سنمنحهم الأصوات التفضيلية وأولئك الذين سيكونون ضمن لوائح القوات”، مضيفة: “أما التحالفات فتخضع لعاملين، الأول وهو أنه لا يمكن أن نتحالف مع من لا يتقاطع أو يشاطرنا الرؤية الوطنية، على غرار (حزب الله) و(حركة أمل) و(التيار الوطني الحر) وشخصيات تدور في فلك الممانعة”، مشيرة إلى أن “التحالفات تستدعي أن يكون الحلفاء أحياناً في لوائح مختلفة إفساحاً في المجال أمام فرصة أكبر للفوز.
وتوضح مصادر نيابية في “حركة أمل” أن “العمل اللوجيستي والإداري انطلق منذ انتهاء الانتخابات البلدية في مايو الماضي، وتواصل اللجان المعنية أداء مهامها استعداداً لخوض هذا الاستحقاق الذي نعدّه أساسياً ومهماً بالنسبة إلينا”.
وفيما تلفت إلى أن “التحالف الثنائي” (“حزب الله” و”حركة أمل”) محسوم في الانتخابات النيابية، تُشير إلى أن صورة التحالفات الأخرى لا تزال غير واضحة، “ولكل دائرة خصوصيتها”.
إلى ذلك، بدأت ماكينة الحزب “التقدمي الاشتراكي” التحرك استعداداً للاستحقاق الانتخابي، على أن تتضح صورة التحالفات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفق ما تؤكد مصادره لـ”الشرق الأوسط”.
وتشير المصادر إلى أنه لا توجد قطيعة مع أي طرف، إلا أن المرجّح حتى الآن هو استمرار التفاهم في “الجبل” مع حزب “القوات اللبنانية”، بانتظار اتضاح توجّه “تيار المستقبل” الذي يتمتع بحضور واسع في الشوف وإقليم الخروب.
ويسود الترقب في لبنان لدى القوى السياسية حيال ما سيكون عليه موقف “المستقبل”، نظراً لانعكاس مشاركته في نتائج الانتخابات، لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية، أهمها في بيروت.
ورغم انشغال معظم النواب الذين يُعرفون في لبنان بـ”التغييريين” بالتحضير للانتخابات النيابية، وإبداء عدد كبير منهم نيتهم الترشح مجدداً، فإن تحالفاتهم لا تزال غير واضحة حتى الآن، في ظل التشتّت الذي أصاب علاقاتهم في ما بينهم.

