29 أكتوبر 2025, الأربعاء

الوقيان في افتتاح “الملتقى الإعلامي العربي”: الإعلام شريك في التنمية ورافعة للتغيير الإيجابي في العالم العربي

Doc T 887126 638973253803056941
القى المدير العام للمعهد العربي للتخطيط بالكويت الدكتور عادل عبد الله الوقيان كلمة في “الملتقى الاعلامي العربي”.

وقال في الكلمة: “يشرفني أن أنقل إليكم تحيات المعهد العربي للتخطيط بالكويت وتمنياته لأعمال هذا الملتقى العربي العريق بمزيد من التوفيق والنجاح، تحت الرعاية الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وبمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية والتنموية من مختلف الدول العربية.
إن انعقاد هذا الملتقى في مدينة بيروت العاصمة التي حملت عبر التاريخ رسالة الفكر والحرية والتنوير والإبداع العربي، يحمل دلالات رمزية وثقافية عميقة. فبيروت كانت وستبقى منارة للحوار العربي ومختبراً للأفكار، تلتقي فيها النخب لتصنع من الكلمة رؤية، ومن الرأي رسالة، ومن الإعلام قوة للتأثير والبناء وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تتقاطع فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في منطقتنا ، تبرز بيروت من جديد كمنصة لإطلاق خطاب إعلامي عربي رشيد يواكب التحولات ويوازيها وعياً ومسؤولية.
اولاً: الإعلام شريك أساسي في التنمية لقد أكد العنوان الرئيسي لهذا الملتقى “الإعلام والتنمية المستدامة شراكة الحاضر وتحالف المستقبل” ، أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر أو صانع للرأي، بل أصبح شريكاً تنموياً فاعلاً يسهم في صياغة الوعي الجماعي وتوجيه السلوك المؤسسي والمجتمعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. بأدواته المتطورة ورسائله الواعية، أصبح الإعلام اليوم قوة دافعة لصناعة الأمل وبناء المستقبل. فهو يحرك طاقات المجتمعات نحو الإبداع والابتكار ويسهم في مكافحة الفقر، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر والمعرفة الرقمية. كما يرسخ قيم العدالة والشفافية والمساءلة، ليصبح منبرا يوجه الأنظار إلى الإيجابيات ويلهم الأفراد للمشاركة في صناعة التغيير.
ثانياً: من الإعلام التنموي إلى التنمية الإعلامية
لقد أدركنا في المعهد العربي للتخطيط بالكويت – من خلال عملنا مع الحكومات العربية والمؤسسات الإقليمية – أن التحول إلى تنمية إعلامية واعية هو شرط لتحقيق تنمية مستدامة فعالة. فالإعلام ، حين يوجه بوصلته نحو قضايا التنمية، يصبح قوة اقتراح وتغيير قادرة على ردم الفجوة بين السياسات العامة واهتمامات المواطن، وعلى تحفيز المؤسسات للالتزام بالشفافية والمساءلة وتعزيز المشاركة المجتمعية.
ثالثاً: دور المعهد العربي للتخطيط بالكويت في دعم الإعلام التنموي
انطلاقاً من رسالته في بناء القدرات وتعزيز الفكر التنموي العربي، يحرص المعهد العربي للتخطيط بالكويت على دعم التكامل بين الإعلام والتنمية عبر مجموعة من المبادرات والبرامج، منها:
– تمكين الإعلاميين العرب من فهم قضايا التنمية وأولوياتها الوطنية والإقليمية.
– تطوير مؤشرات لقياس الأثر التنموي للإعلام على الوعي والسلوك والسياسات.
-تعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والجهات التنموية العربية
-إطلاق مبادرات بحثية وتدريبية مشتركة تجمع بين خبرة التنمية ورؤية الإعلام”.

واكد الوقيان أن “بناء إعلام عربي تنموي رشيد يتطلب استثماراً في العنصر البشري، والمعرفة، والحوكمة الإعلامية، والتقنيات الحديثة، لتتحول الرسالة الإعلامية إلى رافعة للتغيير الإيجابي في العالم العربي”.

واشار الى ان “الإعلام العربي يمتلك اليوم فرصة تاريخية لإعادة صياغة دوره كقوة دافعة للتنمية المستدامة، شريطة أن يجمع بين الحرية والمسؤولية، والمهنية والرسالة، والمصداقية والابتكار. فلنجعل من هذا الملتقى منصة لتأسيس تحالف عربي للإعلام والتنمية المستدامة، يجمع المؤسسات والكوادر والخبراء في مشروع عربي طموح ينهض بالوعي ويسهم في بناء المستقبل”.

وختم متوجها “بخالص التقدير إلى الأمانة العامة للملتقى الإعلامي العربي وإلى الأستاذ ماضي عبد الله الخميس على جهوده المتواصلة في ترسيخ دور الإعلام كقوة تنموية عربية مؤثرة، وإلى لبنان الشقيق حكومة وشعباً على احتضان هذا الحدث الكبير”.