3 نوفمبر 2025, الأثنين

انقلاب الحافلات المدرسية: قصة إهمال مستمر تهدد حياة الطلاب!

Doc P 1437378 638977570942131025
مع انطلاق العام الدراسي وعودة الطلاب إلى مقاعدهم، عادت حوادث انقلاب حافلات المدارس لتتصدر المشهد مجددًا، وآخرها ما سُجِّل في بلدة عرمون.

هذه الحوادث أثارت تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية والعوامل التي تؤدي إلى تكرارها.
في هذا الإطار، أوضح رئيس جمعية “اليازا” للسلامة المرورية في لبنان زياد عقل في حديث لـ”لبنان 24″ أنّ تراجع نوعية وصيانة المركبات في لبنان يُعدّ عاملًا رئيسيًا في هذه الحوادث، نتيجة غياب المعاينة الميكانيكية الإلزامية التي كانت تُجرى سابقًا.
وشدّد على ضرورة إعادة العمل بهذه المعاينة لضمان سلامة المركبات على الطرقات.
ودعا عقل المواطنين، في ظل غياب المعاينة الرسمية، إلى إجراء فحص ميكانيكي ذاتي لحافلاتهم، خصوصًا مع بدء موسم الشتاء، معتبرًا أنّ السماح للحافلات بالسير دون صيانة يشكّل خطرًا مباشرًا على حياة الطلاب والمواطنين.

كما شدّد على أهمية الصيانة الدورية للمركبات، بما يشمل الإطارات والفرامل والإنارة، لضمان جاهزيتها للسير بأمان.
وأشار أيضًا إلى ضرورة تدريب السائقين وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الظروف المرورية، وفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في أثناء نقل الطلاب.

 ودعا وزارتي التربية والداخلية لتطبيق قانون رقم 551 المتعلق بالنقل المدرسي، مطالبًا قوى الأمن الداخلي بالتعامل مع الحافلات المدرسية بنفس صرامة تطبيق قوانين السير على أي مركبة أخرى.
إلى جانب ذلك، تشير تقارير مرورية إلى أنّ السرعة الزائدة، والحمولة المفرطة، وسوء حالة الطرقات تُعدّ من أبرز الأسباب وراء حوادث الانقلاب. فالكثير من السائقين لا يلتزمون بحدود السرعة المسموح بها، خصوصًا عند المنعطفات أو في المناطق الجبلية، ما يزيد احتمال فقدان السيطرة على المركبة.

 كما تلعب حالة الطرق والبنية التحتية المتدهورة دورًا أساسيًا، إذ يعاني العديد من الطرق من الحفر وغياب العلامات التحذيرية وضعف الإنارة، ما يجعل القيادة محفوفة بالمخاطر. ويضاف إلى ذلك ضعف الرقابة على الحافلات المدرسية، إذ تُستخدم بعض المركبات طوال العام من دون أي تفتيش أو متابعة من الجهات المختصة، ما يعرّضها للأعطال المفاجئة والانقلابات.

الإجراءات العملية المطلوبة لتفادي الحوادث
ويشير خبراء السلامة المرورية إلى أنّ الحد من هذه الحوادث يتطلب خطة متكاملة تشمل إعادة فرض المعاينة الميكانيكية الإلزامية ومتابعة الصيانة الدورية، إلى جانب تدريب السائقين وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الظروف المرورية وفهم مسؤولياتهم تجاه الطلاب.

 كما يشدد الخبراء على تعزيز الرقابة القانونية لضمان التزام الحافلات بقوانين السير والمعايير الأمنية، وتحسين البنية التحتية للطرق عبر صيانة الحفر وتركيب علامات تحذيرية وإضاءة كافية.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب التوعية المجتمعية دورًا مهمًا عبر المدارس ووسائل الإعلام لتشجيع الأهالي على التأكد من سلامة وسائل النقل قبل استخدامها.

في الختام، يشكّل تطبيق هذه الإجراءات بشكل متكامل الدرع الأساسي لحماية الطلاب وتقليل المخاطر المرتبطة بالنقل المدرسي. فهل ستتحرك الجهات المعنية لتطبيقها قريبًا، أم ستبقى حياة الطلاب معرضة للخطر في أي لحظة؟

 

المصدر: Lebanon24