كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: منذ فترة سرت في الأوساط السياسية والإعلامية معلومات مفادها أن الرئيس نبيه بري أطلق وساطة ترمي إلى توحيد الحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه، مركز الروشة برئاسة ربيع بنات وأسعد حردان وقيادته الموقتة في منطقة الرميلة. وعلى الأثر، برز السؤال: ما الذي دفع بري في هذا التوقيت إلى الاعتناء بتوحيد الحزب الذي مضى على افتراق جناحيه نحو أربعة أعوام؟
ليست المرة الأولى يضع بري ثقله في محاولة منه لتوحيد الحزب الحليف، أو على الأقل لإيقاف التصارع بين جناحيه. أن “مهمة الوساطة” تتجاوز التوحيد الصعب، لتقف عند حدود السعي إلى إبرام تفاهمات انتخابية تطمح إلى جمع الفريقين وتمنع الآخرين، وخصوصاً الخصوم، من الاستفادة من هذا التشتت، على غرار ما حصل في تجربتي الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرتين. فمن المعلوم أن كل جناح سمّى مرشحيه في وجه مرشحي الجناح الآخر، وخصوصاً في مناطق نفوذهما التاريخية في المتن والكورة. وكانت النتيجة أن خسر كلاهما فرصة الفوز بأي مقعد أو مجلس بلدي، للمرة الأولى منذ الانتخابات الأولى التي جرت بعد تطبيق اتفاق الطائف عام 1992.
وعلى هذا الأساس، كلف بري معاونه السياسي علي حسن خليل ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب تنفيذ المهمة. ووفق معلومات، فإن الرجلين قاما معاً بزيارة أولية لمركز الروشة ثم لمقر حردان. وقد ارتكز خطاب موفدي بري إلى هذه المهمة على ثلاث قواعد:
الأولى، أن المرحلة صعبة ودقيقة للغاية، والهجمة على “المحور” ضارية، ولا مقبولية لأي ذرائع تبرر عدم الاتفاق بينهما انتخابياً.
الثانية، أن التفاهم الانتخابي، إن أبرم، من شأنه أن يعيد بث الروح والحيوية في صفوف القوميين الذين آثروا الانسحاب والانكفاء.
الثالثة، أن التفاهم إياه يمهد لإعادة البحث جدياً في توحيد الحزب.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن نتائج جولة الوساطة لم تكن مشجعة بالقدر الكافي، ومع ذلك لا يبدو أن بري وبو صعب قد قطعا الرجاء.
المصدر: Lebanon24