11 نوفمبر 2025, الثلاثاء

سلام في احتفال الذكرى الـ80 لتأسيس “الميدل ايست”: هدفنا إعادة بناء الدولة على أساس الكفاءة والإنتاج

Doc T 889490 638984660979263735
أعلن رئيس الحكومة نواف سلام في كلمة له في احتفال شركة طيران الشرق الأوسط – “الميدل ايست” لمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيسها، أن “القائمين على الشركة أدركوا منذ البداية أن الطيران ليس مجالا جامدا، بل عالم يتغير بوتيرة سريعة، وأن النجاح فيه يتطلب يقظة دائمة، واستعدادا لتجديد الذات في كل مرحلة، فكانت الميدل إيست من أوائل الشركات العربية التي تبنت مفاهيم الإدارة الحديثة، وأدخلت التقنيات الجديدة في التدريب والصيانة والخدمات الجوية”.

وقال سلام: “ثمانون عاما مرت على مغامرة ولدت في زمن كانت فيه المبادرة شجاعة، والريادة حلما، والانفتاح رؤية. ومنذ ذلك اليوم، وطيران الشرق الأوسط تجسد مرآة للبنان نفسه: بلد صغير في الجغرافيا، كبير في طموح أهله”.

وأضاف: “حتى الاسم الذي حملته، “طيران الشرق الأوسط “، كان إعلانا عن طموح أكبر من حدود الوطن. لم تحمل الشركة اسم بيروت أو لبنان، بل اختارت أن تمثل الشرق الأوسط بأسره”.

ولفت الى أن “الميدل إيست أصبحت مع مرور الزمن نموذجا للمؤسسة اللبنانية الحديثة”. وقال: “لم تكتف الميدل إيست بأن تكون مرآة لصورة لبنان في الخارج، بل أصبحت عنصرا ثابتا في هوية اللبنانيين أنفسهم”.

وأضاف: “حين يتذكر اللبنانيون لحظات الحرب والعزلة، يتذكرون كيف بقيت الميدل إيست صلة الوصل الوحيدة بينهم وبين العالم”.

وأشار رئيس الحكومة الى أن تاريخ الميدل إيست ليس مجرد تسلسل زمني لمحطات اقتصادية أو إدارية، بل هو سيرة مقاومة مدنية طويلة، توازي في معناها مسيرة لبنان نفسه في مواجهة الأزمات.

وقال: “في عام 1969، كانت الضربة الأولى الكبرى. خلال الغارة الإسرائيلية على مطار بيروت، دمر أسطول الشركة بكامله تقريبا. مشهد الطائرات المحترقة في أرض المطار كان يمكن ان ينهي أي شركة، لكن الميدل إيست، بدل أن تنهار نهضت من الرماد، أعادت تنظيم نفسها، واستأنفت عملياتها خلال فترة وجيزة، لتتحول تلك الكارثة إلى بداية فصل جديد من الصمود والتحدي. ثم كانت الحرب عام 1975، وبعدها واحدة من أصعب المراحل التي عاشتها البلاد وصولا الى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. توقف المطار مرارا، وتعطلت حركة الملاحة، وتعرض العاملون للخطر المباشر، وخطف بعضهم وقتل آخرون. ومع ذلك، صمدت الشركة، بل تحولت إلى عائلة كبيرة متماسكة، جمعت بين الشجاعة والانضباط والوفاء”.

وأضاف: “جاءت حرب عام 2006 لتضيف امتحانا جديدا: توقف المطار مجددا، وتضررت منشآت الشركة، لكنها كانت بين أوائل القطاعات التي استعادت نشاطها فور وقف النار. أما الحرب الأخيرة في عام 2024، فكشفت مجددا معنى الصمود حين يصبح خيارا وحيدا للحياة. فقد استمرت طائرات الميدل ايست تقلع وتهبط من مطار بيروت. وفيما كانت السماء نفسها تبدو مهددة، راحت ترتسم على وجوه الطيارين والمضيفين والفنيين معاني الشجاعة الهادئة”.

وشدد على أن “الميدل إيست أثبتت أن مؤسساتنا تستطيع أن تنجح حين تقوم على المهنية والمسؤولية فتتحرر من منطق الزبائنية والولاءات الفئوية”.

وقال سلام: “رؤية الحكومة التي اتشرف برئاستها تقوم اليوم على ركائز شبيهة: فهدفنا هو أن نعيد بناء الدولة اللبنانية على أساس الكفاءة والإنتاج، وأن نحفز الاستثمار ونشجع على الشراكة بين القطاع العام والخاص، وأن نفتح المجال أمام جيل جديد من الرياديين والمبدعين ليصنعوا قصص النجاح المقبلة. ولذلك أطلقنا مبادرات لتحديث الإدارة ومكننتها، ولتأسيس وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما عملت مع رئيس الجمهورية على إعادة وصل لبنان بالعالم العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة. وكذلك عملنا على إعادة بناء الثقة بالدولة عبر الاصلاح المؤسساتي كما في استعادة السيادة وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية”.