قال مصدر نيابي مطلع على اجواء الدوائر الفرنسية : ان باريس كما عبر الرئيس ماكرون غير مرة، تسعى لعقد مؤتمرين لدعم الجيش واعادة الاعمار في لبنان، وانه سمع هذا الكلام مؤخرا من مسؤولين فرنسيين، لكنه لمس في الوقت نفسه ان هناك عقبات تواجه المسعى الفرنسي، اهمها الضغوط الكبيرة التي تمارسها الادارة الاميركية، لفرملة جهودها وتأجيل هذه الخطوة، والتركيز على مسألة نزع سلاح حزب الله.
واشار المصدر، لـ”الديار”، وفق اجواء باريس، ان المملكة العربية السعودية ليست متحمسة للمؤتمرين في الوقت الحاضر، وتفضل تأجيل هذه الخطوة وعدم القيام بها قبل العام المقبل.
وجاء في مقال دوللي بشعلاني في “الديار”:
مع قرب وصول السفير الأميركي الجديد لدى لبنان، اللبناني الأصل ميشال عيسى، إلى بيروت في أواخر تشرين الأول الجاري، خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، يترقّب لبنان مرحلة جديدة من العلاقات مع واشنطن، قد تحمل معها تحوّلات استراتيجية مهمة.
تتوقّع المصادر أن تركز السياسة الأميركية في لبنان خلال المرحلة المقبلة على محاور رئيسية عديدة، أبرزها:
1- تعزيز السيادة اللبنانية، إذ تسعى واشنطن إلى دعم لبنان في استعادة سيادته الكاملة على أراضيه، وحصر السلاح بيد الدولة. ففي جلسة إستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أكّد عيسى على “ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب كخطوة ضرورية لحفظ سيادة الوطن الأم”.
2- التركيز على الإستقرار اللبناني. فمهمّة عيس تأتي في وقت حسّاس جدّاً، إذ طرح ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط، والتي تضمّنت إشراك لبنان في مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل”. هذه الخطة التي بدأ تنفيذها في غزّة، مع التوقيع عليها في 13 تشرين الجاري في شرم الشيخ، لاقت رفضاً واسعاً من قبل الأطراف اللبنانية، التي فضّلت الوساطة الأميركية والرعاية الأممية لأي إتفاق مقبل مع “إسرائيل”، بدلًا من التفاوض المباشر.
ومن المتوقع أن يعمل السفير الجديد على تنسيق الجهود مع الدول المعنية بملف لبنان، لضمان أمنه واستقراره في المرحلة المقبلة، وتأمين الضغط على “إسرائيل” لكي تلتزم بقرار وقف إطلاق النار، وتقوم بالإنسحاب من التلال الخمس ومن مزارع شبعا المحتلّة، وتُعيد الأسرى اللبنانيين. إلى جانب بدء التفاوض بين لبنان و”إسرائيل” لترسيم أو تثبيت الحدود البريّة.
3- تطوير العلاقات الثنائية، إذ يسعى عيسى إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان، بما في ذلك تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة، بما يعود بالنفع على الشعبين.
4- دعم المؤسسات اللبنانية، من خلال مؤسسة “ميشال عيسى للتنمية المحلية”. فالسفير الجديد يسعى إلى تعزيز التنمية وبناء القدرات، عبر تنفيذ برامج تنموية بالتعاون مع الجهات المعنية، دعماً للمجتمع المدني والإدارات المحلية في لبنان.
كما إنّ وجود عيسى في لبنان، على ما تلفت المصادر، سيجعله أقرب من اللبنانيين ومن معاناتهم اليومية، الأمر الذي قد يُساعده على نقل ملاحظاته ورؤيته إلى الإدارة الأميركية بكلّ أمانة وصدق لتصحيح الأوضاع قدر المستطاع. من هنا، تأمل المصادر أن تمثّل فترة وجود عيسى في لبنان كسفير جديد للولايات المتحدة الأميركية، بداية مرحلة جديدة، (أو تحوّل جديد) في العلاقات الأميركية- اللبنانية، يُمكن أن تُترجم سياسة واشنطن إلى خطوات عملية تصبّ في مصلحة لبنان. فضلاً عن تعزيز سيادته واستقراره بالدرجة الأولى، وتطوير مؤسساته وإعادة إعماره، وليس الاستمرار في التشدّد معه والتساهل مع “إسرائيل”، على غرار ما فعل اللبناني الأصل برّاك، خلال زياراته المتتالية إلى لبنان. وهذا يعني باختصار، وعلى ما يأمل اللبنانيون “جعل لبنان عظيماً مجدّداً”، على غرار سياسة ترامب في بلاده.