تابع:”فعلى الرغم من صيته، إلا أن كفاءة متّى كرجل مالي ذو خبرة، جعلت منه رسولا منهجيا، إذ بإتقانه وضع الجداول و التسلسل الرقمي و الزمني، و الخبرة المالية و التفكير العلمي، جعل إنجيله مميزا و شهادته دقيقة إلى حد كبير، إذ كان يدوّن كل ما يراه و يسمعه. كل هذا جعل من إنجيله مفصل عبور بين الأنبياء في العهد القديم و الرسل في العهد الجديد، هو على سبيل المثال لا الحصر، عدّد سلالة المسيح منذ أب الآباء إبراهيم، و ذكر كلمة كنيسة حين خاطب المسيح بطرس و أسماه الصخرة. أما إنجيله في سبت النور هو من أهم ما يقال في الخدمة الكنسية، و قد سرد بشكل متقن عظة الجبل كما الظهور على المريمتين بعد القيامة.(أنا لم آت للصديقين بل لأخلص الخطأة) ، هكذا رد المسيح على المشككين بإختياره بيت الجابي المكروه، و هنا بيت القصيد”.
وقال:”إنه من أبسط الأمور أن تختار إنساناً جيدآ و نظيف الكف، لكن الصعوبة و التحدي، بل الإختبار الحقيقي هو أن تختار إنساناً خاطئا لتجعل منه صدّيقاً و عظيما فيدخل التاريخ و القداسة و ملكوت السموات من الباب العريض. كم متّى موجود في دوائرنا الحكومية العديدة التي من المفروض أن تخدم المواطن و تسهل أمره؟ و كم من الجباة و السماسرة المتحالفين مع الفاسدين و المتآمرين على الشعب و الدولة و قيصر و حتى على الله. و كم من هؤلاء المتّاويين سيتوبون و يكونون جسرا للعبور إلى العمل الصالح في العهد الجديد؟ أنا واثق أن العديد من القراء الكرام سيعلقون بعبارات مضادة ك: على من تقرأ مزاميرك يا داوود أو باطلا يتعب البناؤون، أو لو بدا تشتي كانت غيمت”.
وختم:”لكن لا و لن نستكين أو نستسلم، فنحن أبناء إيمان و شهداء و أجداد و آباء الآباء في هذا الوطن، نؤمن بالله الواحد القدير على كل شيء و الوطن النهائي لجميع أبنائه و العائلة المقاومة الصامدة في هذا الشرق. و أنا متأكد أننا جميعا سنختار ألف متّى و متّى ليسطروا شهادات في المواطنة و عهدا جديدا في لبنان، فتُبنى الإدارة على قاعدة موظفين أكفاء ليكونوا رسلاً في دولة تحميهم و تحفظ حقوقهم فنعطي لقيصر ما لقيصر و لله ما لله. حقا و الأمان لجميعكم آمين”.

