كتب جيرار ديب في” اللواء”: كافة المعطيات تؤكّد أن الحرب قادمة إلى لبنان، وإن الأمور ذاهبة نحو مواجهة واسعة، فبحسب مصادر دبلوماسية أميركية رفيعة، تعتبر إن «لبنان أضاع فرصة الحل ويتجه نحو الأسوأ، وإن الجهود لانتشال لبنان من الانهيار بحوافز اقتصادية وسياسية باتت أمام حائط مسدود». فهل ستكون بليدا النافذة التي ستخرج منها حرب لبنان مع إسرائيل؟ أم لقرار رئيس البلاد قراءات وأبعاد؟
 لا نقاش في وطنية رئيس البلاد، ولا شكّ إن الجيش اللبناني يقوم بمهام الحفاظ على الوطن والمواطن، لكنّ هناك من وضع قراءة أخرى تعتبر إن حادثة بليدا، ستكون النافذة نحو ذهاب الدولة إلى تسوية حدودية عبر التفاوض مع الإسرائيلي. فإن موقف رئيس البلاد، لا ينمّ عن حافز لمواجهة عسكرية، بقدر ما يحاكي المجتمع الدولي والعربي، موضحاً إن الجيش اللبناني على جهوزية كبيرة لبسط السيادة على أرض الجنوب فجلّ ما يحتاجه هو المزيد من الدعم. إذ ان قرار ردع المحتل من قبل الجيش، لا يعتبر حدثاً عابراً، بل استثنائياً ويجب التوقف عنده ودعمه على الأقل من قبل ممثلي لجنة الميكانيزم. فهل يجوز أن يعاني الجيش من نقص ألغام أميركية لتفجير ذخائر حزب الله التي يتمّ ضبطها؟
 موقف رئيس البلاد لا يشكّل غطاءً سياسياً لواقع الحزب وسلاحه، إذ منذ خطاب القسم إلى اليوم والرئيس عون واضح في ما خصّ حصرية السلاح. ولكن ما حمل عليه أمر المواجهة ونشر الجيش يرتبط بتطبيق القرار رقم 1701، من خلال توكيل الجيش مهمة حماية السيادة والدفاع عن اللبناني دون سواه. لهذا فإن حادثة بليدا يجب التوقف عندها من قبل الدول المعنية، لأنّها قد تفتح الطريق نحو التفاوض وإرساء التسوية المنشودة، وتقتطع الطريق أمام الاصطياد في الماء العكر، فهل من يعتبر؟