استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى عز الدين كلمةً، شدد فيها على أن “المقاومة التي أدهشت العالم وحققت حلمًا عربيًا ولبنانيًا وإسلاميًا، بإنجازها أول انتصار على إسرائيل في العام ألفين دون قيد أو شرط، يجب أن تُحفظ اليوم بدم شهدائها ومداد علمائها خاصة وأنها لا زالت تشكل خيارًا وسلوكًا يوميًا لكل حرّ ولكل صاحب حقٍّ يريد أن يصل إلى حقه”. واعتبر أن “المقاومة ما زالت موجودة وتشكل اليوم ضرورة وطنية ووجودية لبقاء هذا الوطن، خاصة وأن العدو لم يغفُ أو ينسَ هزيمته، ولا زال مشروعه التوسعي يشكل تهديدًا وجوديًا لبقاء بلدنا، وعندما تسمح له الفرصة سيجتاح لبنان ويهدد بقاءه”.
وقال: “أما فيما يتعلق بالدور الأميركي، فلا يمكن لأحد أن يضلّلنا أو يحاول إقناعنا بأن العدو الإسرائيلي هو من يتحكّم بالإدارة الأمبركية، فهذا وهم وغير صحيح، وقد حذرنا الإمام الخميني قدّس سره من هذه النظرة عندما قال إن “إسرائيل هي ربيبة أمبركا”، وقد رأينا بأم العين إثر عملية طوفان الأقصى كيف جاءت الولايات المتحدة بجيوشها وأساطيلها لحماية الكيان، لذلك فإن كل ما تقوم به أمريكا اليوم من ضغطٍ وتضليلٍ سياسي تحت عناوين براقة، يهدفون منها أن يحصّلوا بالسياسة الأثمان التي عجز عنها العدو في الميدان، وأن يهيمنوا ويسيطروا على المنطقة، تارةً من خلال التفاوض، وتارةً لأجل التطبيع، فنجدهم يزيّنون مساعيهم باستخدام مصطلحات التفاوض التقني والعادي وغير المباشر وما شابه، إلا أن هذه الأمور لم تعد تنطلي على أحد، فلبنان سيبقى وطنًا حرًا سيدًا مستقلًا عربيًا بهويته وانتمائه، ولن يستطيع أحد، طالما أن فينا دمٌ ينبض، أن يجعلنا محميةً أمريكية أو مستوطنةً إسرائيلية على الإطلاق”.
وطالب الحكومة بأن “تعود إلى دراسة الأولويات الوطنية اللبنانية بدقة، وهي التي اعتمدتها في البيان الوزاري، ووضعت في مقدمتها معالجة الاعتداءات الإسرائيلية وملف البناء والإعمار، ولكنها عادت ونسيت ذلك، خاصة بعد الجريمة التي ارتكبها العدو هنا في البياض وأدت إلى استشهاد الشقيقين الذين نحيي ذكراهما اليوم حسن وحسين إبراهيم سليمان، وبعد الاعتداء الموصوف الذي ارتكبته إسرائيل في بلدة بليدا، وهذا الموت المتنقّل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة”.
وقال: “وصل التمادي الإسرائيلي إلى أن يدخل جنوده إلى بلدية بليدا وهي واحدة من مؤسسات الدولة، فيقتلوا بدم بارد في أحد أوجه التمادي المستمر في سلسلة اعتداءات وصلت إلى مصيلح وعدلون والنبطية وكونين وغيرها، لتنال من الدولة وهيبتها وسيادتها وسيادة هذا الوطن، ولذلك وأمام هذا الوضع الذي لم يعد يُحتمل، على الدولة أن تؤمّن الحماية والرعاية لمواطنيها، وعلى هذه الحكومة أن تدعو لجلسة طارئة لدراسة كل الخيارات المتاحة لردع العدو ووقف الاعتداءات والعدوان المستمر على لبنان بأي من السبل التي تستطيعها، خاصة وأنها تملك علاقات دبلوماسية وسياسية مع أغلب الدول الحليفة أو الصديقة من أمريكية وغربية وعربية”.
وإذ سأل الحكومة “لماذا لا تصدر قرارًا سياسيًا وطنيًا لقيادة الجيش اللبناني باتخاذ الإجراءات اللازمة لصد هذه الاعتداءات، ولمنع هذا العدو من التمادي واستباحة السيادة اللبنانية؟” ذكّر “بموقف للإمام المغيّب السيد موسى الصدر في العام ألف وتسعمئة وستة وسبعين في بلدة الطيبة، حين خاطب الدولة للإفراج عن القرار السياسي للجيش اللبناني الوطني المستعد لقتال العدو الصهيوني بعد سلسلة من الاعتداءات التي كانت قائمة وموجودة آنذاك”.
وختم: “فيما يتعلق بملف إعادة البناء والإعمار الذي كانت الحكومة أعلنت أنه من أولوياتها، فيجب أن تعود وتعطيه الأولوية وتباشر عمليًا بورشتي التعويضات وإعادة البناء والإعمار”.

