كما استقبل الرئيس عون النائب الدكتور حيدر ناصر، حيث جرى عرض للتطورات السياسية الراهنة والاستحقاقات الدستورية المقبلة، ولا سيما الانتخابات النيابية. وبعد اللقاء، أكّد النائب ناصر دعمه الكامل لـ”المواقف الوطنية” التي يتّخذها الرئيس عون، قائلاً: “خيارنا هو خيار لبنان العهد والقسم”. كما شدّد على ضرورة الاهتمام بمنطقة الشمال ومدينة طرابلس وإنصاف الطائفة العلوية في التوظيف والحياة السياسية.
والتقى عون وفدًا من رجال الأعمال في طرابلس ضمّ سامر كبارة وخالد علم وحسن البقار وأحمد صباغ وهشام الصمد وفواز خوجة وعمر نابلسي ومحمد نبيل المصري. وقد عرض الوفد احتياجات طرابلس والشمال، مشيرًا إلى أهمية تفعيل المنشآت الاقتصادية في المدينة، مثل معرض رشيد كرامي الدولي، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، ومرفأ طرابلس، ومطار رينيه معوض في القليعات.
وتحدث سامر كبارة باسم الوفد، مؤكدًا الثقة بمواقف الرئيس عون ووقوف رجال الأعمال إلى جانبه دعمًا لخيار “العمل من أجل لبنان لا من أجل أي طرف”. كما دعا إلى زيارة رئاسية لطرابلس لتفقّد المنشآت الاقتصادية ووضع حدٍّ لحالة الحرمان التي تعانيها المدينة، لافتًا إلى ضرورة تحقيق الحكومة الإلكترونية ومكافحة الفساد.
وردّ الرئيس عون مرحّبًا بالوفد، مشيرًا إلى أنّ طرابلس والشمال في صلب اهتمامه ضمن إطار الإنماء المتوازن الذي التزم به منذ خطاب القسم. وأوضح أنّ التعيينات الجديدة في إدارة معرض رشيد كرامي والمنطقة الاقتصادية والمرفأ تهدف إلى إعادة الحيوية لهذه المؤسسات بعد سنوات من الجمود، مؤكدًا أنّ مطار رينيه معوض الدولي في القليعات سيشهد قريبًا عمليات تطوير وتأهيل تمهيدًا لبدء العمل فيه، وأنّ الحركة في مرفأ طرابلس تتزايد يومًا بعد يوم، في موازاة الرهان على المنطقة الاقتصادية الخاصة كمحرّك للنمو في الشمال.
كما أشار الرئيس عون إلى تحسّن الأوضاع الأمنية في الشمال وطرابلس، وإلى أنّ العمل القضائي بات أكثر فاعلية بعد صدور التشكيلات القضائية الأخيرة.
هذا واستقبل الرئيس عون وفدًا من الحقوقيين والنفسانيين والإعلاميين برئاسة الدكتور أنطونيو فرح، قدّم إليه اقتراح قانون موحّد للأحوال الشخصية مسجّل في مجلس النواب. وأكد فرح أنّ القوانين الحالية “تعمّق الانقسامات الطائفية وتحدّ من المساواة بين اللبنانيين”، داعيًا إلى قانون وطني موحّد يكرّس العدالة والمواطنة المتساوية.
وردّ الرئيس عون شاكرًا الوفد على مبادرته، معربًا عن أمله في أن “يصبح قانون الأحوال الشخصية في لبنان موحّدًا ويعكس الانتماء الوطني الواحد”، مشدّدًا على أنّ الولاء يجب أن يكون “للوطن لا للطائفة أو المذهب”، قائلاً: “نريد أن يأتي اليوم الذي يقول فيه المواطن: أنا لبناني فقط، تحت علم واحد وهوية واحدة.”
وفي ختام اللقاءات، استقبل الرئيس عون الباحث السياسي والرئيس السابق لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم، حيث جرى عرض للتطورات العامة في لبنان والمستجدات الإقليمية وانعكاساتها على الوضع الداخلي.

