وقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله: إنَّنا نمر في مرحلة صعبة ومعقدة وهناك تحولات سياسيَّة ومتغيرات حصلت في موازين القوى في المنطقة، ويستغلُّ فيها العدو انعدام الوزن العربي لمصلحة مشروعه التوسعي، وكذلك يستغلُّ في بلدنا التزام لبنان باتفاق وقف النار، وتسليمنا الأمور إلى الدولة كي تقوم بواجبها في الحماية والرعاية، حرصًا منَّا على الدَّولة نفسها وعلى قيامها بمسؤولياتها، ومطلبنا التاريخي أن يكون لدينا دولة قادرة تحمي السيادة وتدافع عن شعبها ولا تتركه فريسة للعدوان، وتطبِّق من التزمت به في بيانها الوزاري بحماية السيادة وردع المعتدي واعادة الاعمار ووقف الاعمال العدائية، بدل تكرار شعارات لا تلتزم بها حول قرار الحرب والسلم في مواجهة عدوِّنا، بل تكرِّرها في مواجهة حقِّ شعبها بالدفاع عن نفسه المنصوص عليه في بيانها الوزاري، وإلى الآن هذه الدّولة لا تشعر مواطنيها بالثقة أو أنّها على قدر أمالهم، بل إن بعض سياساتها تزيد الهوَّة بينها وبين جزءٍ كبيرٍ من شعبها، بدل أن تكون حريصة على احتضانه وبلسمة جراحه، ولا نرى أي مسعى جدي من مؤسَّسات هذه الدَّولة لتوفير سبل الحماية أو للقيام بواجب اعادة الاعمار، بل إنَّ هناك بعض الجهود الرسميَّة لاعاقة الاعمار وتعطيل المبادرات الخاصة استجابةً للضغوط الخارجيّة”.
أضاف :”إنَّ الاعتداءات الاسرائيليَّة المتمادية وقتل المواطنين وهم في حالة مدنيَّة كما حصل في المجزرة ضدَّ أبناء النبطيَّة وكما رأينا في العديد من القرى والبلدات اللبنانية خصوصًا ما جرى في الساعات الماضية، إنَّ كل هذه الاعتداءات هي امتهان لكرامة كل اللبنانيين ولدولتهم، ويظهرها العدو دولة عاجزة غير قادرة على حماية شعبها والدفاع عن سيادتها، ولا يمكن لهذه الدَّولة استجداء الحلول من المحتلين بالخضوع لشروطهم لأنَّ ذلك يفتح شهيتهم على مزيد من التنازلات، بل إنَّ واجب الدَّولة السعي بكل ما تملك من امكانات لاجبارهم على وقف اعتداءاتهم، ولديها تفاق واضح لا لبس فيه وآلية محدَّدة هي لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار كإطار للتواصل من خلاله لتطبيق هذا الاتفاق، وقبل أن يتم الالتزام به واستكمال بنوده لا مصلحة للبنان في البحث في أمر آخر”.
وتابع :”وقد بلغت الوقاحة عند المهرولين حدّا خارجا عن كل الحسابات الوطنية عندما يستنكرون رفضنا التفاوض السياسي مع العدو الخارج عن أي اجماع أو مصلحة وطنية وهل يتوقع أحد في لبنان أننا سنقبل معه أي استسلام للعدو”.
واستطرد فضل الله :”إن دمنا الذي يسفك في كل يوم ليس رخيصًا، ولا يجوز لأحد في لبنان ان يستهين به، ولا يمكن للمسؤولين أن يعتبروا أن بيانات الادانة تكفي للتحلل من الواجب، فالغضب يعتمل في النفوس، وصرخة الجنوب عالية، ولن يتخلَّى أبناؤه عن حقِّهم في الدفاع عن أرضهم وعن كرامتهم، وبينما السيادة الوطنية تستباح ودمنا الغالي يجبل تراب أرضنا يُسمع صدى الصواريخ الاسرائيليّة يتردَّد سياسيًّا في الداخل عند المستعجلين لاستثمار دمنا بهدف تحقيق أحلامهم القديمة ظنَّا منهم أنَّ الوقت الاسرائيلي حان لاعادة عقارب الساعة أكثر من أربعين سنة إلى الوراء، ولكنَّ هؤلاء نسوا أنَّ مقاومتنا انطلقت يومها من بين الدم والنار والحصار من عباءة الامام السيد موسى الصدر ومن صوت الشيخ راغب حرب.
من هنا من ساحة عاشوراء في النبطية ومن القرى والبلدات لتوقف ذلك الزمن الاسرائيلي، وأسقطت ذلك الوهم وهي اليوم مخضبة بدماء ألاف الشهداءء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمَّة السيد حسن نصر الله ورفيق درب جهاده السيد هاشم صفي الدِّين، وستواصل نهجها الوطني مهما كانت التضحيات وشعبنا مصرٌّ على العيش بكرامة والتصدي لكلِّ محاولات الاستسلام ورهن البلد لقوى الهيمنة والتسلّط”.
وختم فضل الله :”إن منطق الغلبة المستقوي بآلة الحرب الاسرائيليَّة لن يبني بلدا بل بات يهدّد صيغة لبنان، وعيشه الواحد وسلامه الوطني المهدد من العدو، ونحن نريد أن نحافظ على بلدنا وعلى استقراره”. (الوكالة الوطنية)

