كتب محمد حمدان في “اللواء”: في كل مرة يتم الحديث فيها عن مواضيع شائكة ومعقدة تتعلق بالتركيبة اللبنانية ككل، يتم تناول قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من زوايا تخدم أحياناً وجهة نظر الكاتب أو الطرف الذي يريد تدعيم مواقعه ومواقفه تجاه قضية معينة. وبكل أسف، لا نتحرك بقضايانا الوطنية من منطلق وطني صرف مهما كانت الظروف وأياً يكن المستفيد أو المتضرر من القضية، بل نسعى دائماً لربط هذه القضايا بالمصالح والخلفيات والزوايا الخاصة بكل طرف. أردنا من هذه المقدمة أن نقول بأن قضية وطنية إسمها مزارع شبعا وهي تمثل أرضاً لبنانية محتلة من قبل العدو الإسرائيلي، يجب، بالمنظار المجرد والوطني، أن لا تكون ولا تشكل حالة خلاف أو انقسام بين المواطنين اللبنانيين وبين القوى اللبنانية، لا بل يجب أن تشكل حالة اجماع عند كل الوطن من أجل استعادتها وتحريرها أولاً، ثم يبدأ الاجتهاد والاختلاف حول الوسائل وهذا أمر جائز ولا ضير فيه. لذلك كان كتابنا «مزارع شبعا وإدارة الأزمة «الصادر عن دار سائر المشرق عام 2025 والذي القى الضوء على هذه القضية من عدة جوانب لعل ذلك يشكل مساهمة في توضيح بعض العناصر الهامة، ويخفف من عناصر التشويش والضبابية المقصودة أو غير المقصودة في فهم هذه القضية.
عندما نتحدث عن قضية بحجم قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والمعاناة المستمرة منذ أكثر من خمسة عقود مضافاً إليها المعاناة المزمنة لأبناء العرقوب، نستشعر أهمية وجود مؤسسة وطنية نضالية مطلبية تأخذ على عاتقها حمل هموم الأهالي والتعبير عن تطلعاتهم وآمالهم ومحاولة رفع الظلم عنهم فكانت هيئة أبناء العرقوب. المؤسسة الوطنية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن قضايا منطقة العرقوب بشكل عام وعن قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بشكل خاص. إن استخراج هذه القضية من جوارير النسيان والإهمال الرسمي اللبناني، وتحويلها بالنضال والكفاح والتضحيات والمثابرة، بدعم كل المخلصين، إلى قضية وطنية جامعة وقضية عربية ودولية محورية كان هدفا سعت اليه الهيئة بكل ثقة وقوة.
في الخلاصة نحن أمام مسألة معقدة وقضية حساسة تستهدف الحفاظ على المصلحة الوطنية اللبنانية في استرجاع الأراضي المحتلة في المزارع والتلال والغجر والنخيلة وكل موقع احتله العدو . فهذه الأرض قبل ان تكون ملكاً لأصحابها هي جزء من السيادة الوطنية اللبنانية وعلى الدولة اللبنانية الدفاع عنها وحمايتها .

