تسجل حالة انتظار رسمي وسياسي بانتظار معرفة توجّه الإدارة الأميركية مع الملف اللبناني، في ضوء ما سمعه وفد الخزانة الأميركية خلال زيارته لبيروت قبل أيام، من طروحات، خلال لقاءاته مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والمسؤولين والقيادات السياسية، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
مصادر نيابية لبنانية واكبت المداولات التي جرت بين الوفد الأميركي برئاسة سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس والمدير الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي، ونواب من مختلف الانتماءات السياسية كشفت عن أن غوركا تحدث في العشاء بـ”لغة حاسمة وقاسية”.ونقلت عنه قوله إن “الإدارة الأميركية قلقة حيال توسع الاقتصاد النقدي (الكاش)، واستغلاله من قبل شبكات تابعة لـ(حزب الله) عبر شركات صيرفة تقوم بتحويل الأموال، وأخرى تجارية مموّهة وجمعيات خيرية تدور في فلكه، إضافة إلى مؤسسة (القرض الحسن) وضرورة إقفال فروعها على خلفية التدبير الذي اتخذه مصرف لبنان بعدم التعاطي معها”.
ولفتت إلى أن الوفد “طلب من لبنان اتخاذ خطوات محددة قبل انتهاء العام الحالي، أبرزها تشديد الرقابة على شركات الصيرفة، وتحديداً المعنية بتحويل الأموال وإلزامها بتقديم تقارير عن العمليات التي تقوم بها في هذا المجال، وتفعيل وحدة مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في مصرف لبنان ومنحها صلاحيات استثنائية بفرضها قيوداً مشددة على حركة الأموال النقدية عبر الحدود”.
ونقل عن غوركا قوله “إن عدم تشدّد لبنان في تجفيفه لمصادر تمويل الحزب من إيران، سيدفع بالإدارة الأميركية إلى تركه لمصيره، وستضطر لرفع يدها عنه”، داعياً” للتعاطي بجدية مع مهلة الشهرين لأن لدى الرئيس دونالد ترمب رغبة بإدراج اسم لبنان على لائحة الإنجازات التي حققها مع اقتراب مرور عام على انتخابه لولاية ثانية، وإلا فسيتركه وحيداً في تقرير مصيره بمواجهة إسرائيل”.
مصادر رسمية استبعدت أن يتطور التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان إلى حرب شاملة، أقله خلال هذه المرحلة، خصوصاً انّ سيناريو الاعتداءات الموضعية والمتنقلة يساوي صفر كلفة بالنسبة إلى تل أبيب على كل الصعد، وبالتالي هو الأنسب لها حتى إشعار آخر.
وأبدت المصادر في الوقت نفسه قلقها من ارتفاع وتيرة الضغوط العسكرية والمالية والسياسية والنفسية على لبنان، كبديل عن الحرب الواسعة، مشيرة إلى انّ من المرجح انّ تستمر هذه الضغوط في التصاعد مع اقتراب نهاية السنة، والتي يمكن أن تشكّل حداً فاصلاً للانتقال إلى مرحلة أخرى من التصعيد، ترمي إلى الضغط على الدولة والجيش لنزع سلاح “حزب الله “من شمالي الليطاني وليس فقط جنوبه.
وتعقد لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعها الـثالث عشر في رأس الناقورة اليوم، بالتزامن مع تصاعد التهديد الإسرائيلي وتكثيف الانتهاكات للأراضي اللبنانية المُحرّرة.
وبحسب مصادر متابِعة، فإن وفد الجيش يتوقّع أن يسمع كلاماً عالي السقف من الطرفيْن الأميركي والإسرائيلي اللذيْن يضغطان على الجيش لتسلّم الميدان خلفاً لقوات “اليونيفيل”والتفاوض مع العدو.
وفي هذه الأجواء، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مساء أمس، في ختام زيارة رسمية لبلغاريا التقى خلالها نظيره البلغاري رومن راديفورئيسي مجلسي النواب والوزراء، وأثمرت اتفاقاً على البحث في تفعيل الخط الجوي المباشر بين البلدين، وتعزيز التعاون بينهما في اكثر من مجال.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد ظهر غد في السرايا وعلى جدول أعماله أربعة وثلاثون بندًا عاديًا، ومن بين البنود تعيينات في أكثر من موقع.