وأكمل: “في تقديرنا، يعمل حزب الله على تطوير استراتيجية عسكرية صناعية هجينة تجمع بين مبادئ التصنيع المحلي التي أظهرتها حماس، ولكنها تضيف جهوداً لإنتاج قدرات متطورة ودقيقة عالية المستوى (صواريخ دقيقة، وطائرات من دون طيار متقدمة، وصواريخ مضادة للدبابات)، بدعم من المعرفة التكنولوجية الإيرانية المتقدمة”.
وأضاف: “على مدى سنوات، لم توفر سوريا تحت حكم الأسد لحزب الله وإيران طريق عبور آمن نسبياً فحسب، بل وفرت أيضا قاعدة خلفية للعمليات وتخزين الأسلحة المتقدمة والتدريب. كذلك، لقد أدى صعود نظام أحمد الشرع في دمشق، إلى تحويل سوريا من بيئة داعمة إلى منطقة عبور معادية للمحور الشيعي”.
يلفت التقرير إلى أنه “في الوقت نفسه، تزايدت الضغوط في الأشهر الأخيرة على نقاط الدخول الرسمية إلى لبنان”، وأضاف: “لقد أصبح مطار رفيق الحريري الدولي والموانئ البحرية هدفاً للرقابة اللبنانية المشددة، وحتى الحكومة اللبنانية، تحت ضغوط داخلية وخارجية، عززت (ولو بشكل محدود) جهودها لمنع التهريب. وإلى هذا، يمكن أن نضيف تصرفات قوات الأمن السورية التابعة للنظام الجديد، والتي تعلن أسبوعياً عن نجاحها في إحباط عمليات التهريب من سوريا إلى لبنان، وخاصة في منطقة القصير (جنوب غرب حمص / منطقة الحدود الشمالية الشرقية للبنان)”.
وتابع: “من هنا تأتي الحاجة الاستراتيجية الواضحة وهي تحويل مركز الثقل من التهريب إلى التصنيع. إن الوضع الجديد يتطلب من حزب الله إعادة المصنع إلى الوطن في لبنان، والفهم أن القدرة على إنتاج الأسلحة محلياً هي الضمانة الأساسية لمستقبله كقوة عسكرية مهمة وكوكيل لإيران”.
وقال: “من المهم أن نلاحظ أن هذه العملية كانت تسعى إيران وحزب الله إلى تحقيقها منذ سنوات عديدة، وبعد ذلك شهدنا اتجاهاً متزايداً لنقل الإنتاج من إيران إلى سوريا ومن هناك إلى الأراضي اللبنانية. لكن كما ذكرنا آنفاً، أصبح هذا اليوم ضرورة أساسية وإستراتيجية بالنسبة لحزب الله”.
التقرير يرى أن “النموذج الذي طورته حماس في قطاع غزة، يُشكل دراسة حالة فريدة لصناعة عسكرية محلية (ذات قدرات ذاتية الاكتفاء)، والتي تطورت وصقلت في ظل ظروف الحصار الأمني الإسرائيلي، وتقدم دروساً أساسية في المرونة والتكيف”، وتابع: “نجح الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، في الوصول إلى مستوى متقدم من الاستقلال الصناعي، على الرغم من الحصار الأمني المستمر على القطاع”.
وأكمل: “كذلك، أنشأت حماس شبكة من الورش والمصانع المحلية، كثير منها تحت الأرض، قادرة على إنتاج مجموعة متنوعة من الأسلحة. أيضاً، طوّرت حماس قدرة منهجية لتحويل المواد ذات الاستخدام المزدوج، والتي تبدو مدنية، إلى احتياجات عسكرية”.
وأضاف التقرير: “من الأمثلة البارزة على ذلك استخدام أنابيب المياه الفولاذية لإنتاج أجسام الصواريخ، والمركبات الكيميائية البسيطة، مثل السكر ونترات البوتاسيوم (سماد شائع)، المستخدمة في إنشاء وقود الصواريخ الصلب. مع هذا، فقد بُنيت صناعة الأسلحة في غزة بتمويل وتوجيه إيراني، وفي الواقع، بُني برنامج حماس التسليحي على الاقتصاد المدني”.
وتابع: “إن أحد المكونات الأساسية للنموذج هو العملية المنهجية لجمع وتفكيك الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة، وهي العملية التي تجري في مناطق القطاع الخاضعة لسيطرة حماس التي تستحوذ حالياً على 47% من أراضي القطاع”.
واستكمل: “تشير التقديرات إلى أن ما بين 10% و15% من الذخائر التي يطلقها الجيش الإسرائيلي لا تنفجر، وقد أنشأت حماس فرقاً فنية ماهرة وطوّرتها لتحديد مواقع هذه الذخائر غير المنفجرة وجمعها وتفكيكها بأمان، وبالتالي استخراج متفجرات عسكرية عالية الجودة ومكونات مختلفة”.
وقال إن “شبكة الأنفاق الواسعة في غزة، والتي يطلق عليها مترو غزة، لا تعمل فقط كأصل عسكري، بل تعمل أيضاً كقاعدة صناعية متفرقة ومخفية ومرنة”، وتابع: “تضم هذه الأنفاق ورش عمل لإنتاج وتجميع الأسلحة، ومستودعات تخزين آمنة، ومراكز قيادة، وهذا يوضح مبدأ دمج القدرة الصناعية داخل البنية التحتية الجوفية واللامركزية، مما يجعل تدميرها الكامل مهمة صعبة للغاية وطويلة الأمد”.
وتابع: “اللامركزية ليست مجرد تكتيك صناعي، بل هي عقيدة متكاملة. وكما هو الحال في عقيدة حماس القيادية اللامركزية، فإن قاعدة إنتاجها لا تتركز في مصنع كبير واحد، بل تتوزع في شبكة من الورش الصغيرة الخفية. وفعلياً، تنبع قدرة النظام على الصمود من حقيقة مفادها أن تدمير ورشة عمل واحدة لا يؤدي إلى تحييد القدرة الإنتاجية الإجمالية”.
وختم: “رغم أن حزب الله يتربع على قمة السلسلة الغذائية بالوكالة عن إيران، فإنه يستطيع أن ينظر إلى قطاع غزة ويستخلص الدروس ذات الصلة في الجوانب الموصوفة أعلاه في سياق إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية الإنتاجية بطريقة تسمح له بالصمود في وجه حملة جوية إسرائيلية مستدامة في المستقبل”.
المصدر: Lebanon24
يعقد اللقاء التنسيقي الأول «نحو إعادة الإعمار» في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في «مجمّع…
تسلّم القضاء اللبناني استنابة من السلطات الفرنسيّة تطلب فيها تعقّب مسؤولين في نظام بشار الأسد…
برز تطور إيجابي كبير بين لبنان وليبيا تمثل في تسليم الوفد الرسمي الليبي الذي يزور…
عشية اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة قانون الانتخابات النيابية اليوم، كشفت المعلومات أن وزير العدل عادل…
بلغت الضغوط التي يتعرض لها الحكم في لبنان ذروتها سياسيًا على لسان المبعوث الرئاسي الأميركي…
في ظلّ تصاعد الحديث عن ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل وبدء مفاوضات مباشرة…