مباشرةً وعلى الأرض قدمَ الجيشُ الإسرائيلي عرضًا حيّاً لاغتيالِ مواطنَيْنِ لبنانيين كترحيبٍ بالمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس. ومن مستوطنةِ مسكاف عام بدايةِ جولتها على الحدودِ اللبنانية أشرفت أورتاغوس على قرى تحتَ الأنقاض. وعندَ الحدود وإلى جانبِها وزيرُ الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس وسِربٌ من ضباط الجيش وَقفت تُعاينُ الأرضَ المحروقةَ على شريطٍ ممتدٍّ من مركبا حتى مرجعيون مروراً بالعديسة وكفركلا وما تبقى منهما ما هو مؤكد أن أورتاغوس رأت بأمِ العين الجيشَ الإسرائيلي وقد تمركزَ جنودُه في نقاطٍ محتلة تحوّلت إلى مصائد ِموتٍ للمواطنين في حقولِهم وأراضيهم وعاينت المسيراتِ وهي تسرحُ وتمرحُ في الأجواء ولا داعي لكتابةِ تقارير، في الخروقاتِ الإسرائيلية لاتفاقِ وقفِ النار، بعدما تخطتِ الآلافْ وأصبحت خارجَ منطقةِ العدِ والحصْر. والمبعوثةُ المشرفةُ على عملِ لجنة الميكانيزم ومراقبُها الأول استمعت إلى الروايةِ الإسرائيلية حول نشاطاتٍ عسكريّةٍ يقوم بها حزب الله ومحاولة إعادة بناءِ بنيتِه التحتية العسكرية في لبنان. فهل ستقتنع اورتاغوس بالروايةِ اللبنانية في ضرورةِ الضغط على إسرائيل وإلزامِها بتنفيذِ التزاماتِها المدرَجة في اتفاقِ تشرين كخطوةٍ على طريق الحل أم أنها ستُبقي على الستاتيكو القائم؟ أم ستلوّحُ بسيفِ المهل وتضعُ لبنان أمام اختبارٍ آخرٍ في وقتٍ يتحضرُ فيه لاستقبال الحَبرِ الأعظم من الأراضي المحتلة ستتوجهُ أورتاغوس إلى لبنان، وحتى اللحظة لا مواعيدَ مجدولة مع المسؤولين وقد يليها توم براك مطلعَ الشّهر المقبل مع تسجيل دخولِ المصري على خطِ الوافدين بزيارةٍ قريبة لرئيسِ جهاز الاستخبارات اللواء حسن رشاد حاملاً رسالة مغلّفة “بغاية الخطورة” للرؤساءِ الثلاثة علماً أن رشاد كان زار تل أبيب منذ خمسة أيام والتقى رئيسَ الحكومة بنيامين نتنياهو للتباحث باتفاق وقف إطلاق النار في غزة كون مصر كانت من الوسطاءِ الأساسيين في الاتفاق وإلى حينِ اتضاح صورةِ الحَراك الأمني والدبلوماسي تِجاه لبنان فإن الجسرَ الجوي الأميركي نحوَ إسرائيل بإيفادِ رؤوسِ الإدارة الحامية كرّس سيطرةَ الرئيس دونالد ترامب على مفاصلِ إدارة قطاع غزة لمنع نتنياهو من ارتكاب ايِ “حماقة” تصيب اتفاقَ وقف إطلاق النار. وفي هذا الإطار أفادت نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي يستخدم مسيراتِ استطلاعٍ في سماءِ القطاع لمساعدةِ مَقرّ القيادةِ الأمريكية في إسرائيل بمتابعة ما يجري بشكل مستقل. واستخدامُ المسيرات يُظهِر مدى إصرار واشنطن على الإشرافِ الكامل على كل ما يدور وفي خضم شؤون السياسة وشجونها رحل جبل الزجل.. وخَسِرَ لبنان شاعرَ المنبرين طليع حمدان من طليعةِ شعر المنبر الزجلي كبيرٌ آخر يسقط من التذكرةِ كي يسكنَ الذاكرة بعد مشوارٍ طويل من الشعرِ الشعبي المرتجَل صنع مع زين شعيب وزغلول الدامور وجوزيف الهاشم جوقةَ الزجل الجميل بكل إيقاعاتِه وأنواعه ليخوضَ آخر “ردّياتِ” “المخمّس المردود” مع الأجل الذي لا ردّ فيه.
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
تأخرت عقارب الساعة ساعة إلى الوراء عملاً بالتوقيت الشتوي بينما يظل لبنان عـُرضة لـِلـَسـَعاتِ عقاربَ شتى في مقدمها عقاربُ العدوانية الإسرائيلية التي لا تستريح. أحدث الوقائع الميدانية لهذه العدوانية غارات مسيـّرة على الحفير والنبي شيت والناقورة والقليلة وحاروف حيث سقط خمسة شهداء اغتيالاً وعلى عيتا الشعب وبليدا حيث استهدفت حفارة بينما كانت تعمل لمصلحة مجلس الجنوب في إزالة الركام. فهل ستنتبه لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار لهذه الاعتداءات عندما تلتئم برئاسة الجنرال الأميركي (جوزف كليرفيلد) الذي سبق ان جال مطلع هذا الاسبوع على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة واعدًا بتفعيل عمل اللجنة ؟!.
الاجتماع الذي سيعقد الأربعاء المقبل في رأس الناقورة تشارك فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تصل اليوم إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل ان تحط غدًا في لبنان. ويتوقع ان تستمر زيارتها حتى منتصف الاسبوع المقبل حيث لم يـُعرف ما إذا كانت ستكتفي بحضور اجتماع (الميكانيزم) أم أنها ستعقد لقاءات سياسية مع المسؤولين اللبنانيين الكبار. وإلى اورتيغاس ثمة زيارة متوقعة لزميلها توم براك إلى بيروت مطلع الشهر المقبل على حد ما ذكرت تقارير صحفية في لبنان من دون توفر أي تأكيد رسمي لهذه المعلومة.
وعلى خط الحج السياسي إلى بيروت أيضـًا يصل مطلع الاسبوع المقبل وفد مصري رفيع المستوى برئاسة مدير المخابرات (حسن رشاد) حاملاً رسالة دعم للبنان في مواجهة الخروقات الإسرائيلية وفي مساعيه لحصر السلاح وتنفيذ القرار 1701.
على المستوى الداخلي اللبناني ثمة محطة تشريعية يوم الثلاثاء في جلسة لمجلس النواب دعا الرئيس نبيه بري إلى عقدها من أجل متابعة درس بنود جدول أعمال الجلسة التشريعية التي طيـّرها غياب النصاب في التاسع والعشرين من أيلول. فهل سيـُقلـِعُ المعطـّلون عن فعلتهم هذه المرة أم يـَمضون في عرقلة التشريع بكل ما تعنيه من تعطيل لمشاريع تلامس حاجات الناس؟؟.
في قطاع غزة تلملم الناس الجراحات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي فيما يعطي العدو الأولوية للملمة جثث أسراه المتبقية تحت الأنقاض وهو أمر دونه الكثير من المصاعب اللوجستية. وبهدف المساهمة في عمليات التنقيب عن جثث وصل فريق مصري مع آليات ثقيلة إلى غزة بعد طول ممانعة إسرائيلية لكن هذه الممانعة اسقطتها أخيرًا الضغوط الأميركية. وفيما يسود تردد دولي حيال إرسال قوات إلى القطاع حرص الرئيس دونالد ترامب على الحديث عن تقدم مؤكدًا أن قوة دولية ستـُنشر قريبـًا. كلام الرئيس الأميركي جاء قبيل الاجتماع الذي عقده مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على متن طائرته الرئاسية التي حطت في قاعدة العديد للتزود بالوقود قبل ان يتابع رحلته إلى ماليزيا المحطة الأولى في جولة آسيوية تقوده إلى اليابان وكوريا الجنوبية. وستتضمن الجولة محطة مهمة في كوريا عندما يعقد ترامب قمة مثيرة للاهتمام مع نظيره الصيني (شي جين بينغ). وسيبحث الرجلان رزمة من الملفات الساخنة أبرزها ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية المتوترة بين واشنطن وبكين. أما الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال الرئيس الأميركي إنه سيعيد جدولته إذا كان واثقـًا من التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا.
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
بين الوقائع والمبالغات، الثابت الوحيد ان منسوب القلق يرتفع اكثر فأكثر يوما بعد يوم لدى اللبنانيين من احتمال تجدد الحرب الواسعة.
خلاصة الوقائع ان خرق اتفاق وقف اطلاق النار يتمادى، فيما احتلال الاراضي اللبنانية يتواصل. وفي المقابل، يعبر حزب الله باستمرار عن رفض تسليم السلاح.
اما حصيلة المبالغات، فتهويل بأن قرار تنفيذ عدوان جديد متخذ ويبقى التوقيت، علما ان كل ما يحكى في هذا الاطار ينطلق من تحليلات واستنتاجات قد تصيب او تخطئ.
وبين الوقائع والمبالغات، تقف السلطة اللبنانية عاجزة. فلا هي قادرة على تنفيذ وعدها بتلبية المطالب الاميركية والعربية الواضحة بحصرية السلاح ولا في امكانها القفز فوق حقيقة ان حزب الله يمثل مكونا كاملا ولا يمكن تخطيه، لا في مسألة السلاح، ولا حتى في قضية اقتراع المغتربين، الذي سيكون الثلاثاء على موعد مع حفلة مزايدات جديدة، بين فريقين تراجعا معا عما تم التوافق عليه في قانون عام 2017، لحسابات انتخابية ظرفية.
مقدمة تلفزيون “المنار”
بعدَ تأكيدِ الاعلامِ العبري أنَّ ضباطاً أميركيينَ يتولَون التشييكَ على لائحةِ الاهدافِ التي يقومُ سلاحُ جوِّ العدوِ بقصفِها في لبنان، بثَ هذا الاعلامُ لقطاتٍ لضابطةِ الارتباطِ مع لبنانَ مورغان اورتاغوس وهي تقومُ بجولةٍ على الحدودِ برفقةِ وزيرِ حربِ العدو يسرائيل كاتس. ووفق بيان صهيوني ، فقد شارك في الزيارة السفير الأميركي لدى كيان الاحتلال وممثلو القيادة المركزية الأميركية.
ولان المبعوثة الاميركية دائما كانت نذيرَ شؤمٍ سواءٌ زارت لبنانَ بالقناعِ الدبلوماسي ، او الحدودَ اللبنانيةَ الفلسطينيةَ برفقةِ أعلى مسؤولٍ عسكريٍّ في حكومةِ نتانياهو ، فانَ جولتَها ترافقت مع تصعيدِ الاحتلالِ عدوانَه على لبنان ، غاراتٍ على البقاعِ والجنوبِ أسفرت عن ارتقاءِ شهداءَ التحقوا بقافلةٍ من السعداءِ الذين عاهدوا الل على المُضِيِّ في طريقِ الانبياءِ والصدّيقين، ولم يُبدِّلوا تبديلا.
لم يَستوحشوا سلوكَ سبيلِ الحق ، واِن قَلَّ سالكوهُ في هذا العالم ، فهُم وبعدَ الل يَتكئونَ على بيئةٍ حاضنة ، نالت أعلى الاوسمةِ في سِجِلّاتِ التضحيةِ والوفاءِ عبرَ التاريخِ في وجهِ عدوٍ صهيونيٍّ متوحشٍ وداعمٍ أميركيٍّ أكثرَ توحشاً لا يزالُ البعضُ يراهنُ على صداقتِه للبنان. رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد دعا الى عدمِ التعويلِ على تلكَ الصداقةِ المزيفة ، فمفتاحُ أمنِ واستقرارِ لبنانَ ليس بسدِّ ذرائعِ العدو ، وانما باجبارِه على تنفيذِ التزاماتِه باعلانِ وقفِ اطلاقِ النار ، فمصلحةُ البلادِ تقتضي تعزيزَ الاصطفافِ الوطني بوجهِ أطماعِ اسرائيل، والابتعادَ عن تنفيذِ سياساتِ اضعافِ الجبهةِ الداخليةِ اللبنانية.
الجبهةُ التي يؤكدُ الامينُ العامّ لحزب الل سماحةُ الشيخ نعيم قاسم على تمتينِها. الشيخ قاسم وفي الذكرى السنويةِ الاولى لتوليهِ الأمانةَ يُطلُ عبرَ شاشةِ المنارِ عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ اليوم في حوارٍ شامل، ليُجيبَ على أسئلة حول المهام الكبيرة بعدَ عامٍ على انتخابِه ً، ويتحدثُ عن معركةِ اولي البأس ، والمقاومة ، والتهديداتِ والاعتداءاتِ الصهيونيةِ . كما يتناولُ سماحتُه ملفيِّ الإعمارِ واستعادةِ الاسرى لدى العدو، ويتطرقُ الى ملفاتٍ داخليةٍ وموقفِ حزبِ الل منها.
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
على الحدود مع لبنان جالت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي. وفي الساعات المقبلة، ستحل ضيفة على بيروت، في زيارة تختلف عن سابقتها، لناحية عدم اقتصارها على المشاركة في اجتماع الميكانيزم في الناقورة، بل شمولها لقاءات سياسية أيضاً.
تأـي زيارة أورتاغوس مع حديث عن تصعيد إسرائيلي، يترافق مع ازدياد وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية في الجنوب والبقاع، إما بعمليات اغتيال لعناصر ومسؤولين من حزب الله، أم لمواقع ومخازن. فهل ستحمل الموفدة الأميركية معها رسالة سياسية أمنية ما بعد ساعات على انتهاء المناورة الإسرائيلية الحدودية؟ علماً أنه وبعد أيام من مجيء أورتاغوس، ترتقب زيارة توم برّاك نهاية هذا الشهر، بالتزامن مع وصول السفير الأميركي الجديد الى لبنان ميشال عيسى.
بموازاة ذلك، يحل على بيروت أيضاً في الساعات المقبلة مدير المخابرات المصرية وسط معلومات عن حمله رسائل الى المسؤولين اللبنانيين مفادها إن الوضع الميداني بلغ مرحلة خطيرة. فكيف سيتعامل لبنان مع حركة الموفدين؟ وهل يكسب المزيد من الوقت في مساعيه لتطبيق قرار حصرية السلاح بيد الدولة؟ أم سيكون للإسرائيلي رأي آخر؟ علماً أن الموقف اللبناني يطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوطه في ردع إسرائيل عن الاستمرار باعتداءاتها، وباقناعها بتطبيق موازٍ لما يفرضه عليها القرار 1701.

