اختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري مشهد المزايدات المفتعلة عن سابق تصور وتصميم حول الاستحقاق الانتخابي بالقول: إذا كانوا لا يحسنون تسديد الكرة فليس لي أن أوسع لهم المرمى.
ولم يمل رئيس المجلس من تأكيد موقفه الذي سبق وأعلنه مرارا وتكرارا بأن الانتخابات ستجرى في موعدها على قاعدة: لا تأخير أو تاجيل أو تمديد ولا ليوم واحد مشددا على أن قانون الانتخاب الحالي واضح ويجب أن يطبق كما هو وأنه لن يوافق على إلغاء الدائرة الـ 16.
وفيما تستأثر الانتخابات بمشهد السياسة تحضر الاعتداءات الإسرائيلية في صدارة الاهتمام لتذكر بأن خلف صخب المزايدات والاصطفافات ثمة عدوان لا يتوقف و قلق يتزايد مع ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي وإعلان العدو تعزيزه الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم – بحرا وجوا وبرا.
وفي خضم هذا المشهد برزت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتفتح فصلا جديدا من الجدل حول الدور الذي لعبته واشنطن في عدوان ال 66 يوما علما أن الإدارة كان يرأسها جو بايدن.
ففي مقابلة مع مجلة “التايم” البريطانية كشف ترامب عن علمه المسبق بتفجيرات “البيجر” وقال إن تل أبيب كانت تحترم الولايات المتحدة، وتحافظ على التنسيق الدائم معها في كل خطوة تقوم بها
هذا في وقت ظهر فيه التباين الأميركي الإسرائيلي في ملفي غزة والضفة الغربية المحتلة وهو ما تترجمه زحمة الموفدين الاميركيين التي تعيشها تل ابيب مع تصاعد البخار الى رأس رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وعلى عجل وصل وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو الى الاراضي المحتلة في إطار سعي واشنطن لتطويق نتنياهو ومنعه من اتخاذ قرارات أحادية لا تصب في مصلحة خطة ترامب.
أما “بيبي” المحشور في زاوية ضيقة فقد تلقى صفعة قوية من حليفه الأول والأخير بتلويحه بقطع الدعم عن اسرائيل في حال أصرت على ضم الضفة الغربية.
ويبقى السؤال المطروح: هل ما يدور خلف الكواليس يعكس جدية التصريحات العلنية بالفعل أم أنه مناورة تشبه سابقاتها؟
مقدمة الـ “أم تي في”
الوضع في لبنان متأرجح وغير مريح.
المعلومات الواردة من مختلف ارجاء العالم توحي ان التصعيد الاسرائيلي مستمر. فتل أبيب تواصل استهدافاتها، وقد اغتالت مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة الجنوب في حزب الله، وذلك في غارة شنتها على النبطية.
التصعيد الاسرائيلي الميداني واكبه تصعيد كلامي. اذ نقل عن مصدر امني اسرائيلي ان الدولة اللبنانية امام خيارين: فاما ان تنزع بنفسها سلاح حزب الله، او ان تقوم اسرائيل بذلك بدلا منها.
توازيا، اشارت مصادر اوروبية الى امكان توجيه اسرائيل ضربة موسعة ضد لبنان، وان الامر يتعلق بالتوقيت لا اكثر ولا اقل.
الاجواء الاوروبية الملبدة تزامنت مع نشر صحيفة “لوفيغارو” تقريرا ذكرت فيه ان الحزب يعمل بشكل شبه شامل تحت الارض لاعادة بناء هيكليته القيادية والعسكرية ، اي ان موافقته على نزع سلاحه موافقة ظاهرية، في حين انه يسير بعكس ذلك في الحقيقة والواقع. كما اكد تقرير “لوفيغارو” ان الحزب لا يزال لديه صلات داخل اجهزة امن لبنانية وبعض الجهات المكلفة اصلا بنزع سلاحه.
كل هذه المعطيات تشير الى ان الخطاب الاسرائيلي يتخذ منحى تصاعديا تهديديا ، فهل يصل الى حد تجدد الحرب على لبنان؟ انتخابيا، المواقف التي نقلتها امس ال “ام تي في” عن رئيس مجلس النواب نبيه بري احدثت ضجة كبيرة ولا تزال تردداتها قائمة واستدعت ردودا كثيرة.
وفي الاطار اعلن عضو كتلة الجمهورية القوية النائب رازي الحاج لل “أم تي في” ان بري مستبد ويمارس ال “فيتوقراط” و”مفكر البرلمان ملكية خاصة”.
مقدمة “المنار”
خمسة شهداء بغارات اسرائيلية في اقل من اربع وعشرين ساعة، لن يعيدوا عقارب الساعة السياسية اللبنانية الى الانتظام وفق الاولويات، ولن يثبتوا لمن يدفنون رؤوسهم برمال السياسة من اللبنانيين ان الوعود الاميركية – من جنرال الميكانيزم الى جنرالات الدبلوماسية – لن تصدق بكبح جماح آلة القتل الصهيونية التي يسيرونها متى وكيفما شاؤوا.
من مدارس شمسطار المهشمة الى احياء عربصاليم المقتظة فشوارع تول وزوطر الغربية، مناطق زفت شهداءها ولملمت جراحها وفتحت طرقاتها المستهدفة رغم علمها انها لن تسلكها الدبلوماسية اللبنانية التي قررت اليوم التحليق عاليا في سماء الجنوب عبر طوافات اليونيفل، والاهم اكتشاف الوزير يوسف رجي من خلال معاينته الميدانية ضرورة تحرير الاراضي اللبنانية وحصر السلاح.
فهل الوزير رجي بجولته وتصريحاته يمثل عين الحكومة وصوتها من فوق انقاض البيوت المدمرة والارض المجبولة بدماء آلاف الشهداء؟ وكيف ستحرر الارض يا معالي الوزير اذا كانت الدبلوماسية اللبنانية معطلة بفضل جهودك، والجيش ممنوعا من التسلح باعتراف صديقك توم براك، والصهيوني يؤكد كل يوم على استمرار تغوله؟
وأما التغول الاعلامي فيسير على وقع الاهداف الصهيونية تهويلا وتهديدا وهزا للاستقرار، من اوكاره العربية الى ادواته الداخلية، على مرأى ومسمع الوزارات المعنية.
في غزة التي اسمع اهلها ومقاومتها قرارهم الواضح بالالتزام باتفاق وقف اطلاق النار والعمل على حوار فلسطيني يلم الشمل ويواجه التحديات، يبقى الالتزام الصهيوني التحدي الاكبر لرعاة اتفاق وقف اطلاق النار، مع الخروقات اليومية والمزايدات على مسرح السياسة العبرية، التي طالت سهامها الادارة الاميركية فامرت بنيامين نتنياهو بقرار حاسم – التزم بالاتفاق والا.
اداء اميركي يقول اهل ادارة البيت الابيض انه لانقاذ اسرائيل ومصلحتها حتى من بعض سياسييها، فهل يصدق السياسيون اللبنانيون ان الاميركي قادر متى شاء على وقف كامل الخروقات الصهيونية والزامها بتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار؟
وهل فهم اللبنانيون بالتالي ان الاميركيين شركاء فعليون بكل ما يصيب بلدهم من قتل واعتداء وضرب للاستقرار؟
مقدمة الـ “و تي في”
التطور الابرز في ملف غزة إعلان الفصائل المجتمعة في القاهرة، ومن ضمنها حماس وفتح، قرارها تسليم إدارة القطاع الى لجنة من المستقلين التكنوقراط، على ان تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الدولية.
اما التطور الابرز في ملف لبنان، فاللاتطور على مختلف المستويات: من حصرية السلاح العالقة بين مطرقة الضغوط الاميركية وسندان تمسك الحزب ومن خلفه ايران بالسلاح، الى ملف الاصلاح المالي المعلق بفعل تنصل الطبقة السياسية بأكثريتها، ولاسيما المسؤولون التنفيذيون والتشريعيون عن الشأن المالي، عن القيام بأدنى واجباتهم منذ عام 2019، وبشكل خاص منذ تشكيل السلطة الجديدة في لبنان بقرار خارجي معروف، وهو ما استدعى موقفا سلبيا من مسؤولي صندوق النقد الدولي، سمعه اكثر من مسؤول خلال اللقاءات الاخيرة في نيويورك.
وفي الشأن السوري-اللبناني، المراوحة ايضا عنوان المرحلة: من الاحداث المتكررة على الحدود، الى مأساة النزوح، والعودة الشكلية الى قضايا الموقوفين التي قيل إنها اقتربت من الحل، قبل أن يتبين العكس.
اما ملف الموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية، والذي تقف السلطة ازاءه موقف المتفرج، فطرح له رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حلا يجمع بين العدالة والصرامة:
العدالة في مقاربة مصير من أمضى في السجن مدة اطول مما يمكن أن يحكم به، والعدالة في التعامل مع المسجونين بفعل مواقفهم المؤيدة او المعترضة على النظام السابق، وفي هذه الحالة بالتحديد حيث لا أحكام مبرمة، العفو العام مستحيل بالقانون، على عكس العفو الخاص.
اما من ثبتت ادانته بقتل عسكريين لبنانيين، فالتسويات في شأنه ممنوعة، على اعتبار ان هيبة الدولة من هيبة جيشها ومؤسساها الامنية المختلفة…
في الامس القريب، تقدم باسيل بمبادرة تنقذ اقتراع المغتربين، فتجاهلها المتفاهمون ضمنا على تطيير هذا الحق المكتسب للانتشار اللبناني، وهم مشتركون في حكومة واحدة. فهل يكرر الامر نفسه اليوم، كل المزايدين في ملف الموقوفين الاسلاميين؟
مقدمة الـ “أل بي سي”
عدا حديث الإنتخابات وحدث الضربات، لا شيء في البلد يستحق أن ينال صفة خبر، لأن الباقي “يوميات متفرقة” يطلق عليها صفة خبر بسبب “الفجوات السياسية” في البلد.
اليوم ضربة في الجنوب، الجيش الإسرائيلي أعلن أنه استهدف “مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في حزب الله” عباس حسن كركي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن كركي “قاد في الأشهر الأخيرة جهود إعادة إعمار قدرات حزب الله القتالية، وساهم في إعادة إنشاء بنى تحتية جنوب نهر الليطاني، كان قد تم تدميرها خلال الحرب.
في الداخل، السجال الإنتخابي على أشده بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، والقوى المعارضة لانتخاب النواب الستة في الأغتراب، والضاغطة في اتجاه السماح للمغتربين ان يصوتوا للنواب ال 128 في أماكن وجودهم.
الضغط كبير, لكن ما هو واضح إلى الآن أن الرئيس بري على موقفه.
يبقى عنصر ثالث يتعلق بالإنتخابات من دون ان يحظى بقبول أحد، حتى ولو ضمنا، وهو احتمال تأجيل الإنتخابات الذي لا يحتاج سوى إلى ” أسباب موجبة” وهذه الاسباب تستحضر “غب الطلب” ولا تحتاج سوى إلى قرار لتسلك آليتها القانونية، وهناك سوابق في الماضي القريب.
مقدمة “الجديد”
بحره… بره تحت المجهر وسماؤه مستباحة وهكذا تحول لبنان إلى مناطق متنازع عليها في السياسة كما في الأمن, وفيه وصلت الاعتداءات الإسرائيلية ليل الجنوب بنهاره بسلسلة غارات من الطيران الحربي والمسير بدأت في عربصاليم ولم تنته في بلدة تول قضاء النبطية.
وبحماية اليونيفيل وعلى متن طوافتها طاف وزير الخارجية يوسف رجي فوق القرى المنكوبة وخلص إلى أن “الحكي مش متل الشوفة” بعدما عاين من الأعلى حجم الدمار على امتداد أرض القرى الحدودية.
على هامش زيارة قادته إلى مقر اليونيفيل للتهنئة في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة ومن معاينة الخط الأزرق البري إلى الخط الأزرق المائي حيث اندلعت جبهة صدام جديدة بين “الشطين” اللبناني والقبرصي على خلفية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وفيه استعيد سيناريو “كاريش” بين موال للترسيم ومعارض يرى فيه أن لبنان تخلى عن مساحات تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر من حقوقه المائية من البحر.
إلى قانون الانتخاب الذي لم يرس على بر تحول الخلاف الثنائي عليه بين معراب وعين التينة إلى “حفلة زجل” في وقت باتت هموم لبنان واللبنانيين في موضع آخر وخصوصا مع ارتفاع لهجة التصعيد الأميركي والتهديد بالإسرائيلي بحسب آخر البيانات الصادرة عن الإدارة الأميركية بلسان المبعوث توم براك.
وفي الاتجاه المعاكس والصادر أيضا عن ممثل الإدارة الأميركية رئيس لجنة الميكانيزم الجنرال جوزيف كليرفيلد فقد أشاعت لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة أجواء إيجابية على قاعدة تفعيل العلاقة مع الدولة اللبنانية والقيام بالمهام المنوطة باللجنة بعد تعطيل ناهز العام من عمر توقيع اتفاق تشرين.
وما بين سطور كلام الجنرال كليرفيلد قراءة مختلفة وإيجابية عن تفعيل عمل اللجنة واجتماعاتها الدورية كل أسبوعين ومنع التصعيد العسكري، عناوين تؤشر لمعطى جديد ووضع حد للتفلت الإسرائيلي والحرب على لبنان, ويحمل نهجا مختلفا في التعاطي الأميركي مع الملف اللبناني لجهة العمل الجدي وبذل جهد أكبر في المرحلة المقبلة.
فهل يصوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب البوصلة بالاتجاه اللبناني انطلاقا من تجربة وقف إطلاق النار في غزة؟
وبانتظار تفعيل محركات اللجنة على تفاؤل الجنرال الجديد أعرب وزير الخارجية ماركو روبيو من تل أبيب عن فخره بالأيام الأولى من تطبيق خطة الرئيس الأميركي بشأن وقف الحرب في القطاع.
وعلى صمود الخطة وإزاحة العراقيل من أمام تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ أضاف روبيو: لا خطة بديلة لخطة ترامب لإحلال السلام في غزة في وقت كان ترامب يكشف عن دوره المباشر في عملية “البيجر” كمفعول رجعي عن إنجازاته قبيل انتخابه رئيسا.

