“مصر يما يا بهية”// حاضِرُكِ المُعاصِر اجتمع بتاريخِكِ السَّحِيق/ وقَلَّما يَلتقي زَمَنانِ على أرضٍ طيّبةٍ واحدة// اليومَ أَيقَظَت مِصرُ آلهتَها/ وطَرحَت تاريخَ ملوكِها المرفوعَ على رؤوسِ الأهرام إرثاً حَضارياً لا يموت/ وقَدَّمت للعالَم تُحفَتَها في مُتحَفِها/ وبتِقْنِياتِ العالَمِ الافتراضي بَعثتِ الحياةَ في رمسيس واستَحضَرَت روحَ توت عنخ آمون وسُلالاتِ الفراعنة/ فعادت شمسُها الذهب/ واستَحقَّت بجَدارةِ ماِضيها وحاضِرِها لَقَبَ “أمّ العجايب”// كَثُرَت ألقابُ “هِبة النيل”/ لكنَّها في الوُجدان بقيَتْ “أم الدنيا”// قَدَّمَت “قاهرةُ المُعِزّ” هِبَتَها هديةً للبشرية/ وفي السياسة مَدَّت يدَها للبنان/ فاستَقبَلَت رئيسَ الحكومة نواف سلام ضيفاً على احتفاليتِها/ وعلى توقيعِ اتفاقياتٍ عدة بين البلدين/ وأهمُّ ما في الزيارة لقاءٌ من خارجِ جدولِ الأعمال جاء بناءً على طلبِ الرئيسِ الألماني للقاء رئيس الحكومة اللبناني/ وإنْ جَمَعَتهُما أرضُ الصدفة المصرية/ إلا أنَّ اللقاءَ حصل غَداة زيارةِ وزيرِ الخارجية للبنان/ وتحويلِ مسارِ عودتِه إلى برلين بشكلٍ مفاجيء نحو تل أبيب للقاءِ نظيرِه الإسرائيلي/ لتتشابَكَ الخيوطُ معَ زيارةِ العقلِ المصريِّ المدبِّر لاتفاقِ غزة بهدف استنساخِ نموذَجِ القطاع/ مفاعيلُ الزيارة تجَلَّت فيما كَشَفَته كواليسُها/ عن هُدنةٍ تتوقفُ فيها الأعمالُ العَدائية ويصبحُ معها جنوبُ الليطاني منزوعَ السلاح/ وإلى ترسيم الحدود/ انسحابٌ إسرائيلي مقابِلَ سحبِ السلاح شَمالَ الليطاني/ على أن تَفتَحَ القاهرة خَطَّاً عسكرياً معَ حزبِ الله للتوصلِ إلى صيغةٍ سياسيةٍ أمنية/ هذا ما طُرح في سُوق التداول غَداةَ مغادرةِ المِصري/ أما ما خَفِيَ في زيارةِ المبعوثةِ الأميركية مورغان أورتاغوس/ فكانَ اللقاءَ غيرَ العادي معَ وزيرةِ الشؤون الاجتماعية حنين السيد/ والذي ارتَسَمَت حولَه علاماتُ استفهامٍ كبيرة/ كونُ “السيد” الوصِيَّةَ والمَعْنيةَ بالمؤسساتِ الاجتماعية الرسمية/ فهل كانت مؤسساتُ حزبِ الله بمختلِف قطاعاتِها الاجتماعيةِ والتربويةِ والإغاثيةِ والغذائية وأخواتُها/ من ضِمنِ سياسةِ الضغطِ الأميركية لتجفيف مَنابِعِ تمويلِ حزبِ الله// أما الحزبُ فيواصلُ بمؤسساتِه الخيرية تقديمَ خِدماتِه لِناسِه/ بغيابِ الدولةِ العاجزة عن تأمينِ مواطنيها/ نتيجةَ الاعتداءاتِ الإسرائيلية بضَمانةٍ أميركية/ ونتيجةَ الحظرِ الأميركي عن تقديمِ المساعداتِ والأموالِ لإعادة الإعمار/ وفيما البلدُ يدورُ في هذه الحلْقة المُفْرَغة/ عُثر على مفقودِ الأثَر توم براك بين “البحرين”/ ومن منتدى المنامة للحوار/ أصدر الأوامرَ للبنان/ للإسراع بحصرِ السلاح/ معلناً أن إسرائيل مستعدةٌ للتوصل إلى اتفاقٍ حدودي/ وإذ بَرَّر لها قصْفَ الجنوب يومياً لعلةِ وجودِ آلافِ الصواريخ التي تهددُ أمنَ إسرائيل/ أضاف/ إنه من غيرِ المعقولِ ألَّا يكونَ هناك حوارٌ بين لبنانَ وإسرائيل/ وبلسانِه السليط وصَفَ براك لبنان بالدولة الفاشلة/ وبلدُهُ الأمّ بالفِعل “دولةٌ فاشِلة”.. لأنها أَنجَبَت أمثالَهُ.
أسرع الأخبار

