إذا غَضِبَ اللهُ على قومٍ جَعَلَ صيفَهم شتاءً وشتاءَهم صيفاً/ ورُوِيَ أيضاً أنَّ اللهَ إذا غضِبَ على قومٍ أَورَثَهم الجدَلَ وجنّبَهُم العمل/ والشَّاهِدانِ مُطابِقانِ لمواصفات لبنان// ففي خريف البلاد/ وذيولِه التي تَسحَبُ الجَفافَ إلى أحراجِه وحقولِ مُزارِعيه/ وجَّه مفتي الجمهورية أئمةَ المساجِدِ وخُطباءَها/ لإقامةِ صَلاةِ الاستسقاء تضَرُّعاً لنزولِ الغَيث/ فيما لم يَصدُرْ بَعْدُ عن أولياءِ الأمرِ السياسيّ أيُّ دعوةٍ لإقامةِ صَلاةِ الغائب على روحِ الحلولِ وسَطَ التجاذباتِ الداخلية / معَ بقاءِ مِلفِّ التفاوضِ في صَدارة الاهتمامِ المحلي والإقليمي/ المتزامِنِ معَ تصاعدِ وتيرةِ الاعتداءاتِ الإسرائيلية على مَوْجاتٍ من الضغطِ العالي/ وأمام وفودٍ زارَته جدد رئيسُ الجمهورية جوزاف عون القولَ إنه لا خِيارَ أمام لبنان إلا خِيارُ التفاوض/ كنتيجةٍ حتمية عندما لا تؤدِّي بنا الحربُ إلى أيِّ نتيجة/ وعلى شواهِدِ التاريخ / ما مِن حربٍ انتهت إلا بالتفاوض/ والتفاوضُ لا يكونُ معَ حليفٍ بل معَ عدوّ//على هذه الأسس/ اثمَرَت زيارةُ رئيسِ الحكومة نواف سلام إلى القاهرة/ دعماً للبنان تحديداً في صياغةِ مَخرَجٍ لحال المراوَحةِ القاتِلة منذ الاتفاق على وقفِ الأعمال العَدائية/ والدورِ المصريِّ البارز في وضع رسمٍ تشبيهي للحلّ بما يُرضِي الطرفينِ اللبنانيَّ والإسرائيلي بعد إشراكِ الثنائيِّ الرئيسيِّ الأميركي والإيراني للوصولِ إلى خط النهاية / / ومن هنا تحدثت مصادرُ حكوميةٌ للجديد عن ثابِتةٍ وحيدة وهي أنَّ لبنانَ يريدُ التفاوض/ عبر لجنة الميكانيزم حتى إشعارٍ آخر/ ويَبني على المساعي الدبلوماسيةِ الغربيةِ والعربية وتحديداً المصرية / واضافتِ المصادرُ الحكومية أنَّ بابَ النقاش لا يزالُ مفتوحاً/ والاتصالاتِ قائمةٌ على مستوياتٍ أمنيةٍ عسكريةٍ ودبلوماسيةٍ سياسية//وحتى بلوغِ خطِّ النهاية في مَسارٍ اتَّخَذ نموذجَ غزةَ الطويل لإسقاطه على لبنان/ فإن آموس هوكشتاين/ المبعوثَ الأميركيَّ السابق إلى لبنان/ غيَّرَ من مَسار “اللهجة” التي اعتَمَدها خليفتُه توم براك تِجاهَ الدولةِ اللبنانية ووصفِها بالفاشلة/ وفي مختَصَرِ قولِ هوكشتاين إن لبنان بالفعل يعاني من تحدياتٍ اقتصاديةٍ ضخمة وعِوَضاً عن التفكير في أخطاءِ المسؤولين، على المجتمعِ الدولي أنْ يتقدمَ بمقارَبةٍ حقيقية ويؤمِّنَ الأموالَ لإعادة الإعمار ويُولِيَ لبنانَ الأهميةَ في هذا الأمرِ أُسوَةً بقطاع غزة //وإنْ دخلَ القطاعُ في أصعبِ مراحلِ الاتفاق/ في كيفية إدارتِه وإعادة إعمارِه/ فإنَّ إسرائيل افتَتَحَت فصلاً جديداً في سِجلِّ الجرائمِ ضد الفلسطينيين / وبما يتناقَضُ معَ شُرعةِ حقوقِ الإنسان واتفاقيةِ جنيف/ أَقَرت لجنةُ الأمن القومي في الكنيست مشروعَ قانونٍ يُتيحُ فرضَ عقوبةِ الإعدام بحق الأسرى / والقانونُ من إعدادِ المتطرف بن غفير وإخراجِ بنيامين نتنياهو .. الأكثر تطرُّفاً//
 المصدر: AlJadeed