مَنْ ساوَى عُرسَ مَغارةِ جعيتا بإضاءةِ صخرةِ الروشة.. ما ظَلَم/ فكيف إذا كان قاضياً وفي مَقامِ رئيسِ حكومة/ حيث القانونُ عندَه يَعلو ولا يُعلى عليه/ وتحت سقفِه دعا الرئيس نواف سلام إلى الالتزامِ الصارم بالتعميم الصادرِ في أيلولَ الفائت إلى جميعِ الإدارات والمؤسساتِ والبلدياتِ والأجهزةِ المعْنية بوجوبِ تطبيقِ القوانين التي تَرعى استعمالَ الأملاكِ العامة بكل أشكالِها البيئيةِ والأثَرية والرسمية// في هذا الوقت تحوَّلَتِ الدولةُ إلى ورشة أعمال/ من رادار الإعمار في المصيلح/ إلى سُداسيةِ قانونِ الانتخاب في السرايا/ وسَلكَ المشهدُ اللبناني على خَطَّينِ كان مِلفُّ التفاوضِ ثالثَهما/ على وقْعِ دَقِّ ناقوسِ الخَطر فيما يتعلقُ بمِلف مكافحة تبييض الأموال وتمويلِ الإرهاب/ والفَجوةِ التي لا تزال قائمةً بين قراراتِ مصرفِ لبنان بحظرِ التعاملِ معَ المؤسساتِ غيرِ المرخَّصة/ والنتائجِ على أرضِ الواقع/ ما يَزيدُ الأمرَ تعقيداً في ازديادِ التضييقِ المالي بعد إدراج لبنانَ على لائحةِ أوروبا السوداء// وإلى جدولِ أحداثِ اليوم/ أصدرَ مجلسُ الوزراء جدولَ أعمالِ جلسةِ الخميس/ يتصدرُه التقريرُ الثاني لقيادة الجيش عن تطبيق خُطةِ حصرِ السلاح/ يليه البندُ المتعلق باللجنةِ الوَزارية المكلفة إعدادَ الاقتراحاتِ والتعديلات على قانونِ انتخابِ أعضاءِ مجلسِ النواب بعد اجتماعِها الأول الذي عَقدته اليومَ في السرايا/ وخَرجت منه بثلاثةِ اقتراحاتٍ تمثلُ ثلاثَ وُجُهاتِ نظرٍ تلتقي عند حل عُقدةِ اقتراع المغتربين للنواب المئة والثمانية والعشرين /./ من تفصيلِ قانونِ الانتخاب على مَقاسِ الكُتل النيابية/ إلى وضعِ حجرِ الأساس لإعادة الإعمار/ ففي الرادار الموقِعِ التابعِ إدارياً للمصيلح/ انعقدَ اللقاءُ التنسيقيُّ الأول بدعوةٍ من رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري وبِغطاءٍ رسمي من رئيسِ الجمهورية جوزاف عون ممثَّلاً بمستشارِه لشؤونِ إعادة الإعمار الوزيرِ السابق علي حمية/ وتحت إشرافِ المسيّرات الإسرائيلية خَرج اللقاءُ بتوصياتٍ دعت الى فصلِ الإعمار عن السياسة/ وعقدِ جلسةٍ حكوميةٍ خاصة ببندٍ وحيد عنوانُه الجنوب/ ووسَطَ هذه الزحمة/ لم يَغِبْ مِلفُّ التفاوض عن المواقف/ وعند تقاطعِ بعبدا عين التينة السياسي/ رسائلُ وإشاراتٌ بعث بها الثنائيُّ الرئاسي إلى مَن يَعنيهم الأمر بأنَّ لبنان على قلبِ رجلٍ واحد/ رئيسُ الجمهورية أكد أن خِيارَ التفاوض الذي دعا إليه هو خِيارٌ لبنانيٌّ وطنيٌّ جامع/ وإلى تفعيلِ عملِ لجنة الميكانيزم حثَّ المجتمعَ الدولي على الضغطِ على إسرائيل للانسحابِ من الأراضي اللبنانية المحتلة/ وعلى الموجةِ نفسِها/ أيَّد رئيسُ المجلس النيابي إمكانيةَ استعانةِ لجنة الميكانيزم بأصحابِ الاختصاصات إذا لزِمَ الأمر/ وعن لقائه المبعوثةَ الأميركية مورغان أورتاغوس/ أضاف بري إنه أبلَغَها بأنَّ الادعاءَ الإسرائيلي باستمرارِ تدفقِ السلاح من سوريا هو مَحضُ كَذِب وباستطاعة الأقمارِ الصناعيةِ الأميركية اكتشافُ ذلك// تَعدَّدتِ النظرياتُ حول المفاوضاتِ وعرَّابيها/ وتَوقفت عند الوَساطاتِ الفاعلة على خطها/ من دون أن يَرشَحَ أيُّ موقفٍ من الطرف الإسرائيلي/ أما كلمةُ السر فمِفتاحُها لا يزالُ في يد الرئيسِ الأميركي في الضغط على إسرائيل للسير باتفاقٍ على غِرار غزة/ لكنَّ ترامب مشغولٌ حالياً بالمعركة على “العُمدة” فوق أرضِ نيويورك/ لتأمينِ حاصِلِ الإطاحة بزهران ممداني الذي يَتقدمُ بسرعةِ البَرقِ نحو ثاني أصعبِ منصِبٍ أميركي.
المصدر: AlJadeed