أصدر حزبُ الله “كتابَه”/ فتوَلَّت إسرائيل التوقيعَ عليه. وبالنارِ رَبَطت قِطاعاتِ الجنوبِ الثلاثةَ شَرقاً فغرباً مروراً بالوسَط وضَرَبتِ القرى التي أنذَرَتها في أقضيةٍ تقعُ جنوبَ النهرِ وشَمالَه، في موجةِ تصعيدٍ وإن لم تكنْ ولِيدةَ لحَظَتِها، إنما أَعقَبتِ الكتابَ ذا السقفِ العالي الذي وجَّهَه الحزبُ إلى الرؤساءِ الثلاثة قُبيلَ اجتماعِ مجلسِ الوزراء في بعبدا//. “الكتابُ الأصفر” أعادَ خَلطَ الأوراق/ وفَرَضَ لاءاتِ الحزب على العهدِ رئاسةً وحكومةً ومعهما رئاسةُ المجلسِ النيابي/ وفيها: لا للانزلاقِ إلى أفخاخٍ تفاوضيةٍ تخدمُ إسرائيل/ لا لتسليمِ السلاح خارجَ جنوبِ النهر/ ولا للمَسِّ بالمقاومة طالما هناك احتلال. خَلَت سطورُ الكتابِ من فواصلِ الردِّ والردع، ووَضَعتِ الحكومةَ بين قوسَين وفي موقفٍ صعب/ وانتهت بنُقطةٍ على السطر بأنْ لا أحدَ يفاوِضُ باسمِ حزبِ الله. فهل سَحَب الحزبُ الوَكالةَ من “الأخِ الأكبر”؟/ وهل سَكَنَتِ الشياطينُ في تفاصيل استَغَلَّها الاحتلالُ في رفعِ وتيرةِ الاعتداءات؟. حزبُ الله نفى أن تكونَ الضَّرَباتُ رداً على الكتاب/ لكنَّ النفيَ لا يُزيلُ الشُّبهةَ عن توقيتِ إصدارِه/ وعن حالِ التخبطِ التي أحدَثَها / وما تلاها من إنذاراتٍ وغارات اثارتِ الرعبَ في قلوب الجنوبيين وأَعادت إلى أذهانِهم ويلات ونزوحَ حربِ الستةِ والستينَ يوماً// يدُ الإسرائيلي على الزِّناد، وهيئةُ البث نَقلت عن مسؤولين في الجيش أنه يستعدُّ لاحتمالاتٍ منها إمكانيةُ ردِّ حزبِ الله واستمرارِ التصعيدِ لأيام/ وهو ما يريدُه “الحشدُ الإسرائيليُّ المتطرف” الذي يَضغط لتَوَلِّي مَهمةِ كسرِ حزبِ الله بعد اتهامِ الدولةِ اللبنانية بالتقصير، مترافِقاً معَ تصريحِ وزيرِ الحرب يسرائيل كاتس بأنَّ حزبَ الله يلعبُ بالنار. وعن هجَماتِ اليومِ أضافت هيئةُ البث إنها تتِمُّ بتنسيقٍ مع الجانبِ الأميركي الموجود في مقر القيادةِ الشَّمالية للجيش//. المستفيدُ الأول من التصعيد بنيامين نتنياهو المُعَلَّق على قَوْسِ المحاكَمة/ وكلُّ خُطوةٍ غيرُ محسوبةٍ تُبعِدُه خُطُواتٍ عن بوابة السِّجن/ مضافاً إليها الغِطاءُ الأميركي وتفهُّمُ الإدارةِ الأميركية لتوسيعِ الهَجَماتِ كعامِلٍ ضاغِطٍ لنزع سلاحِ حزبِ الله. وهذا السلاحُ حَضَر اليومَ على طاولةِ مجلسِ الوزراء في بعبدا/ بالتقرير الثاني الذي عَرَضه قائدُ الجيش أمام الحكومة/ في وقتٍ كان أحدُ مواقعِه في كفردونين قضاء بنت جبيل من ضِمنِ الدائرةِ الحمراء للاستهدافات/ ورَفَضَ ضباطُ الموقع وجنودُه إخلاءَه واستَمرُّوا في أداء مَهامِّهم في الثُّكنة التي تحمِلُ اسمَ الضابطِ الشهيد محمد فرحات// إلى السلاحِ وملائكتِه/ حَضَرت شياطينُ قانون ِالانتخاب/ وطَغَت معركتُها على أصواتِ الغارات/ وخاتمةُ الجلسةِ لم تكنْ مِسكاً.
المصدر: AlJadeed