آن كلير تنافِسُ مورغان/ ليسْ في مسابقةِ “ملِكات الجمال” إنما في السباقِ الدبلوماسي على “البلاتو” اللبناني// تغيَّبَتِ الموفدةُ الأميركية عن اجتماع لجنة الميكانيزم/ فمَلأتِ المستشارةُ الفرنسية الفَراغ/ بجولةٍ بين المَقارِّ الرئاسيةِ الثلاثة مضافاً إليها وِزارةُ الخارجية// الزيارةُ وإن كانت صامِتة/ إلا أنها أَحيَتِ الدورَ الفرنسي المنسحِبَ إلى الخطوطِ الدبلوماسيةِ الخلفية ما خلا إثباتَ الوجودِ في لجنة الميكانيزم// في الاجتماعاتِ الجوَّالة حَضَر الضغطُ الإسرائيليُّ المتزايد على لبنان/ ودورُ اللجنةِ الخُماسية وبسطُ سيطرةِ الدولةِ اللبنانية على أراضيها/ والمراحلُ التي قَطعتها خُطةُ حصرِ السلاح/ والإصلاحاتُ المطلوبة كشرطٍ لعقدِ مؤتمرِ مساعَدةِ لبنان/ وكلُّها عناوينُ بَقِيت في إطار الأخذ والرد/ باستثناء لقاءِ الخارجية الذي انتهى بحَسَبِ معلوماتِ الجديد إلى استعدادِ فرنسا لتزويدِ لبنانَ بالخرائطِ المطلوبة بهدف تسهيلِ ترسيمِ الحدود البرية بين لبنانَ وسوريا، ولَعِبِ دورِ الوسيط في هذا المِلف// ومن ترسيمِ الجغرافيا إلى رسمِ ملامحَ سياسيةٍ على الجغرافيا السوريةِ الجديدة/ حيث بدأت تتكشَّفُ رويداً معالِمُ زيارةِ الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض/ وبموقفٍ صادر عن المكتب البيضاوي أعلن المبعوثُ الأميركي توم برّاك أنّ دمشق ستساعدُ الإدارةَ الأميركية في مواجهةِ وتفكيكِ فلول داعش/ والحرسِ الثوري الإيراني/ وحماس/ وحزبِ الله وغيرِها من الشبكاتِ الإرهابية بحَسَب براك وستكونُ شريكًا ملتزمًا في الجهودِ العالمية الرامية إلى إرساءِ السلام// وإذ وصف براك زيارةَ الشرع إلى البيت الأبيض بالتاريخية/ أشار إلى أن هذا الأسبوعَ يمثِّلُ نقطةً حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط الجديد/ كما يُمثلُ انتقالَ سوريا من مَصدرٍ للإرهاب إلى شريكٍ في مكافحة الإرهاب والتعاونِ والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها/ وفي ذلك رسالةٌ مباشِرة للبنان للنظر إلى ما أصبَحَت عليه سوريا/ ورسالةٌ لسوريا بأن عدوَّها لم يَعُدْ عند جَنوبِها/ بل أصبح في مكانٍ آخَر عند حدودِها معَ لبنان// ويأتي كلامُ براك غَداةَ الموقفِ الذي أَطلقه رئيسُ الجمهورية أمام وفدِ نَقابة المحررين من سقوطِ منطقِ القوة/ بعد إطلالة الأمينِ العامِّ لحزب الله الأخيرة وإعلانِه أنْ لا خوفَ على مستوطَنات الشَّمال/ ما يعني أنه لا يريدُ الردَّ على الاعتداءاتِ الإسرائيلية في موقفٍ مُربِك يَطرحُ علامةَ استفهامِ حول جدوى التمسكِ بالسلاح/ وحول عدمِ القَبولِ بمبادرة رئيسِ الجمهورية للتفاوض/ وبدلاً من طمأنةِ مستوطِني الشَّمال أما كان من الأجدى طمأنةُ أهالي الجنوب؟/ وسلوكُ أقصرِ الطرقِ نحوَ الحوارِ والتسويةِ معَ الداخل بدلاً من انتظارِ المندوبينَ والمبعوثينَ والوسطاء/ وليس بعيداً عن الجو السياسي والإرباك الأمني/ بَرزت عُقدةُ انتخابِ المغتربين مجدداً على طاولة السرايا/ برفض مجلسِ الوزراء الطرحَ المقدَّمَ من وزراءِ القوات اللبنانية لتمديد مُهلة تسجيلِ المغتربين حتى نهايةِ العام/ لاعتباراتٍ قانونية لم تَخْلُ من الاعتبارات السياسية/ معَ تسجيلِ عددٍ ضئيل منهم للاقتراع المقبل مقارَنةً بالمسجَّلين عامَ ألفينِ واثنينِ وعشرين وبفارق أقل من ثلاثةَ أضعاف// ومع أخذِ كلِ طرف حصة من الكعكة التي حملها وزير التكنولوجيا والمهجرين إلى الجلسة// فقد أَفضَى التوافُقُ السياسي إلى رسم مَخرجٍ لهذا المِلف من خلال العودة إلى مُربَّع الرئيس نبيه بري في اقتراع المغتربين على أرض الوطن.
المصدر: AlJadeed