أدينا صلاةَ الاستسقاءِ لسقوط الغيث/ فغرق لبنان في “شبر شتوة”/ وأطلق اللبنانيون صفارةَ الإغاثة/ بعدما حاصرهم “طوفان تشرين”/ وحوّل الطرقاتِ إلى بحيرات/ وبعضِ المناطق إلى جزرٍ معزولة/ ومعه استنفرت الأشغال/ ولضيقِ الحال/ عملت على فتح مجاري التصريف يدوياً وتوارت خلفَ بيان// هي ليست المرة الأولى التي تعوم فيها البلاد على سطح أمطارها/ وتتحول نعمةُ السماء إلى نقمةٍ على الأرض/ بل هي “عادةٌ” متوارثة من “جيلٍ سياسي” إلى جيل/ فيما يصح وصفه “بمتلازمة أول الشتاء”/ علماً أن مصلحة الأرصاد الجوية كانت قد تأهبت للعاصفة/ لكن وككلِ عام تفاجأنا بالمنخفض الجوي/ وحوصرنا بغزارةِ المتساقطات// “بيضها” تشرين على الجبال وفي المرتفعات/ وعلى الساحل/ سجلت أرصادُه السياسية ارتفاعاً في منسوب “الأمل” بالدخول السعودي المباشر/ الذي حرك المياهَ الراكدة على خط الاستيراد والتصدير/ والمتفرع منه مسارٌ سياسيٌ مبنيٌ على إعادة الثقة بلبنان/ وهذا المسار لن تكون فيه المملكة الآمر الناهي/ ونفذ ولا تعترض/ أسوةً بالموفدين القادمين إلى البلاد على أجنحة التهديد والتهويل/ حيناً بالكلام المنمق وأحياناً بلغة الويل والثبور وعظائمِ الأمور// رمت السعودية بطوق النجاة للبنان/ في اللحظة السياسية المناسبة/ وقبل اللقاء الثنائي بين ولي عهدِها والرئيس دونالد ترامب/ قطعاً للتأويل والتحليل من أن المملكة أخذت الضوءَ الأخضر من البيت الأبيض للانفتاح على الواقع اللبناني//نتائجُ اللقاء ستنعكس حكماً على الملف الداخلي/ وبعضُ التحليلات ذهبت إلى إمكانية عقد “طائف اثنين” على الأراضي اللبنانية/ وإلى أن تتبلور الصورة/ فلبنان كما كان هو بلد العرب/ ويدُنا ممدودةٌ لكل الأشقاء العرب/ وعلاقتي مع المملكة لم تنقطع في يومٍ من الأيام/ بهذا الموقف افتتح الرئيس نبيه بري جلسة “المساءلة” مع نقابة المحررين/ ومن ضمنها ما يحكى عن وشاياتِ اللبنانيين لدى الأميركيين/ وفيها حضرت المفاوضات “بنكهتها المدنية” متى دعت الحاجة وضمن لجنة الميكانيزم/ وعن الانتخابات قال بري لم أستلم مشروعَ قانونِ الحكومة بعد/ وستجري في موعدها فلا تأجيل ولا تمديد/ أما عن تهريب السلاح براً وبحراً وجواً فوصفها بري بالمزاعم الكاذبة/ وربطاً بأولياء أمر السلاح نقل الوفد عن بري قوله إنه كان يفضل ألا يوجه حزبُ الله كتاباً إلى الرؤساء الثلاثة/ بل أن يكتفي بإصدار بيانٍ يعبر عن مواقفه// من منصة عين التينة إلى منصة “إكس”/ حيث أشار النائب السابق وليد جنبلاط إلى أن الوفود السيادية التي تزور واشنطن مَهمتُها التشكيك والتحريض متجاهلين العدوان اليومي/ وعلى موجة الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية/ تحرك رئيس الجمهورية جوزاف عون “عفواً” وطلب رفعَ شكوى عاجلة إلى مجلس الامن الدولي ضد “إسرائيل” لبنائِها جداراً إسمنتيا على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق.
المصدر: AlJadeed