الليلةَ سنؤخِّرُ الساعة.. ساعة/ لكنَّ البلدَ عالِقٌ بين عَقْرَبَي الضغطِ الخارجي والسلاحِ الداخلي/ وزمانُه يَسيرُ على إيقاعِ عدوانٍ إسرائيليٍّ يوميّ كاد يَتَخَطى الستاتيكو القائم إلى تصعيدٍ أكبرَ لولا أنْ تراجَعَ إلى الحدودِ المعمولِ بها/ بحَسَبِ العُملة السياسيةِ المتداوَلة// وفي مختَصَر الصورة/ فإنَّ بنيامين نتنياهو الذي ذَهَب مُرغَماً إلى اتفاق غزة/ يهربُ من الحبس إلى الحرب/ وحزبُ الله لم “يَستَتِر”/ وأصبحتِ المعادَلةُ على الشكل التالي/ مَن يهددُ بالحربِ يَمنحُ مَن يملكُ السلاحَ ذريعةً للتمسك به/ والعكسُ صحيح/ فإسرائيل تتخذُ من السلاح ذريعةً لاستمرار عدوانِها/ والحزبُ يؤجِّجُ تهديداتِها بالمجاهَرة في استعادةِ عافيتِه وإعادةِ بناءِ بنيتِه العسكرية/ حتى باتَ كلُّ طرَفٍ منهما مبرِّراً لوجودِ الآخَر/ ومعَ أنَّ حزبَ الله وفي آخِرِ مواقفِه رَبَط بقاءَ المقاومة ببقاءِ الاحتلال/ وبات كلُّ مِلفٍّ مرتبطاً عُضوياً بحصر السلاح/ من المساعداتِ إلى إعادة الإعمار وتوافُدِ الاستثمارات/ وأبعدَ من مَهمتِه في الردعِ والدفاعِ التي سَقطت بمرور عامٍ على توقيع اتفاقِ تِشرين/ فإنَّ القُطبةَ المَخفِيَّةَ ما عادت مَخفِيةً في الضغط على لبنان للذهابِ إلى تفاوضٍ مباشِر وهو أمرٌ لم يَعدْ مستبعَداً ووُضِع في التداول كمسارٍ يمكنُ الوصولُ إليه بحَسَبِ ارتفاعِ أسهمِ الحلول أو انخفاضِها في سوق التداول الدبلوماسي/ وهو أمرٌ متروك لعودة ميشال عيسى إلى أصولِه كسفيرٍ أميركي جديد في لبنان/ وأولُ إطلالاتِه كانت أمام الجاليةِ اللبنانية في واشنطن حيث قال إنَّ صبرَ المجتمعِ الدولي “ليس بلا حدود”، وإنّ الولاياتِ المتحدة لن تتسامحَ معَ أيِّ واقعٍ يجعلُ لبنانَ يَسمحُ لجماعاتٍ بتهديد السلام. وإذا كان الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب قد ألقى برجالِ الأعمال ومهندِسي صَفَقاتِ العَقارات في حقولِ الألغامِ الدبلوماسية من غزةَ إلى سوريا فلبنان/ فإنَّ الطاقِمَ السياسيَّ اللبناني يسيرُ بينَها/ ويحاولُ تفكيكَها بالالتزام بالقرار 1701 وبالتمسكِ بالآلية المعتَمَدة في لجنة الميكانيزم والأهمُّ بحَسَبِ الرئيس نبيه بري الاستقرارُ الداخلي والتقاءُ اللبنانيينَ على مصلحةِ لبنان قائلاً: أَعْطِني وَحدةً بين اللّبنانيِّين/ أُعْطِكَ النّصرَ الأكيدَ على إسرائيل/ أما رئيسُ الحكومة نواف سلام فوضَعَ مشاكلَ الأرضِ جانباً واتَّجَه نحوَ أرفعِ حاضرةٍ دينية فالتقى وبابا روما على أنَّ وَحدةَ لبنان وسيادتَه حقٌّ لجميع أبنائه وأنَّ السلامَ في المنطقة لن يقومَ إلا على العدل/ ولاسيما على حقِّ الشعبِ الفلسطيني في إقامة دولتِه المستقلة/ وفي جديد المشهدِ الفلسطيني أَفْضَى اجتماعُ الفصائلِ الموسّعُ في القاهرة/ إلى الاتفاقِ على وضعِ إطارٍ تمهيدي لعقدِ حوارٍ وطنيٍّ شامل لاستعادة الوَحدة الوطنية/ ولبحث تطوراتِ القضيةِ الفلسطينية ومناقشةِ المرحلة الثانية من خُطةِ الرئيس ترامب لوقفِ الحرب على قطاع غزة وتسليمِ إدارتِه إلى لجنةٍ فلسطينيةٍ مؤقتة من “ولاد البلد”.//
أسرع الأخبار

