أما بعدَ الصورة/ فإن الخبرَ جاء من هناك/ من الجنوب/ حيث ذَرفت “مرج العيون” دمعةً من عين بلدة بليدا/ ففي مثلِ هذا اليوم وقبل سبعةٍ وسبعين عاماً ارتَكَب مناحيم بيغن مجزرة حولا// واليومَ يُعيدُ التاريخُ نفسَه مع بنيامين نتنياهو/ فمَعَ خيوطِ الفجرِ الأولى/ تسلَّل أحفادُ الهاغاناه/ إلى غرفة ابراهيم سلامة/ العامِل في بلدية بليدا/ وأعدموهُ رمياً بالرصاص  وهو نائم/ في عمليةِ توغلٍ اخترقت مَسافةَ ألفِ مترٍ داخلَ الأراضي اللبنانية/ هي ليستِ المجزرةَ الأولى/ لكنها تنضمُّ إلى لائحةِ أقسى الجرائمِ في خرق إسرائيلَ وقفَ إطلاقِ النار/ الذي تخَطَّى بليدا إلى سلسة غاراتٍ عنيفة بالطيران الحربي والمسيّرات في أكثرَ من منطقةٍ جنوبية من العديسة إلى حاروف فالجرمق والعيشية/ وعليها أعطى رئيسُ الجمهورية جوزاف عون أمرَ اليوم لقائدِ الجيش رودولف هيكل/ بالتصدي لأيِّ توغلٍ إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة/ وإذ أَدرَجَ الاعتداءَ على بلدية بليدا واستشهادَ موظفٍ فيها ضمِنَ الممارساتِ الإسرائيلية العدوانية ضد المدنيين/ طالب لجنة “الميكانيزم” بألَّا تكتفيَ بتسجيلِ الوقائع بل بالضغطِ على إسرائيل لوضعِ حدٍّ لانتهاكها السيادةَ اللبنانية/ ذرائعَ العدو أَبطَلَتها قيادةُ الجيش ببيانٍ قالت فيه إنَّ ما أقدَمَ عليه العدوُّ الإسرائيلي هو عملٌ إجرامي وخرقٌ سافِرٌ للسيادة اللبنانية وانتهاكٌ لاتفاق وقفِ الأعمال العَدائية والقرار 1701/ ويأتي في سياقِ الاعتداءاتِ المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين/ بجريمتِها لم تَغْتَلْ إسرائيل مواطناً وموظفاً وحَسْب/ بل استَهدفت إحدى مؤسساتِ الدولة الرسمية/ وهو ما يُعَدُّ فِعلاً يَتجاوَزُ الاستباحةَ الإسرائيليةَ للسيادة الوطنيةِ اللبنانية وقراراتِ الأمم المتحدة/ إلى عدوانٍ على لبنان لا يمكنُ لجمُه بالإدانة بحَسَبِ الرئيس نبيه بري/ ولاقاهُ في الموقف رئيسُ الحكومة نواف سلام/ وتخَطَّاهُ الى التضامن مع أهلِنا في الحنوب والقرى الأمامية الذين يَدفعون يوميًا ثمن تمسّكِهم بأرضهم وحقِّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادةِ الدولة اللبنانية وسلطتِها/ جريمةُ الدمِ البارد/ أَعقَبَت جولةَ محادثاتٍ حامية على إيجابية فوق العادة/ بين المسؤولينَ اللبنانيين والثنائيِّ الأميركي والمصري/ لكنَّ الإيجابيةَ تلاشَت في اجتماعِ لجنة الميكانيزم/ بإصرار مورغان أورتاغوس على سحبِ السلاح من كل الأراضي اللبنانية وفي مُهلةٍ تنتهي بنهاية العام/ وعلى هذا المسار عادتِ الأمورُ إلى مربَّعِ الضغطِ المباشِر على لبنان ليفاوِضَ إسرائيل بالمباشِر/ ردَّت إسرائيل بالنار على الحَراك الأميركيِّ والوسيطِ المِصري/ وتأهَّبَ الكابينت لاجتماعٍ أمنيٍّ طارىء لتحديدِ آلياتِ التعامل معَ حزبِ الله والتدخلِ المصريِّ المتزايد في المِلفِّ اللبناني بحَسَبِ ما كَشفت قناة “آي 24” العبرية// إسرائيل تتصرفُ على قاعدة “ضربني وبكى” ولبنان يأكلُ “العِصي” ويُحصِيها// ولا يبدو الغدُ لناظرِه .. قريب.
أسرع الأخبار

