مع هذا، فقد وجدَ التقرير أنَّ “حركة حماس أظهرت على الفور أنها لا تنوي السماح بلحظة من الهدوء من شأنها أن تؤدي إلى تغيير حقيقي”، وأضاف: “لقد عادت حماس فوراً إلى التكتيكات والأجندة التي زرعتها لسنوات مثل إعادة بناء قدراتها ومواصلة شن حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل”.
وتابع: “بالنسبة لحماس، هذه ليس بداية لمنظمة جديدة بل انتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب المطولة التي تهدف إلى استعادة السيطرة والقوة والقدرة على الإكراه”.
التعلم من “حزب الله”
يرى التقريرُ أنّ “حماس تسعى لتحويل غزة إلى نموذج لجنوب لبنان، منطقة تحتفظ فيها منظمة بالأسلحة، بينما تُصوّر نفسها على أنها المدافع الحقيقي عن السكان، وتمارس حكماً مدنياً ونفوذاً سياسياً محدوداً تحت غطاء تسوية دولية”.
واستكمل: “لقد استوعبت حماس دروس حزب الله جيداً، فقد شاهدت كيف قامت جماعة صغيرة نسبياً، بعد حرب لبنان الأولى (1982)، بغرس جهاز عسكري داخل مجتمع مدني من دون سيطرة تامة عليه، مُحتفظةً بحرية العمل، ومُحوّلةً جنوب لبنان إلى ساحة معركة ضارية يصعب على الدولة الوصول إليها”.
وتابع: “هذه هي بالضبط الطريقة التي تنوي حماس العمل بها في غزة، إذ تحت غطاء من الهدوء، ستواصل إعادة بناء الأنفاق، وتخزين الأسلحة، والحفاظ على صورة الضحية المحاصرة، في حين تعمل على بناء ثلاث آليات مركزية للبقاء وهي:
– السيطرة على الموارد المدنية: يتمركز نشطاء حماس بالفعل حول نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، ويديرون قوائم المستفيدين ويحددون أولوياتهم. وبذلك، يستعيدون نفوذهم المحلي – تماماً كما فعل حزب الله في جنوب لبنان عندما أنشأ عيادات ومدارس ومنظمات غير حكومية، ما وفّر غطاءً لتهريب الأسلحة.
– خلق تبعية دولية: تُدرك حماس أن المجتمع الدولي لا يرغب في إعادة احتلال إسرائيل لغزة، لذا تسعى إلى تصوير غزة كمشكلة إنسانية تتطلب مساعدة خارجية، والتي ستتولى إدارتها عملياً. هذا الترتيب يُضعف الرقابة الحقيقية ويُعيد الشرعية السياسية لحماس.
– الحرب النفسية ضد إسرائيل: حماس تعرف المجتمع الإسرائيلي جيداً، وهي تُدرك مدى حساسية إسرائيل تجاه حياة جنودها، وكيف يتحول الحزن الشخصي سريعاً إلى ضغط شعبي. ولذلك، ستواصل نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة واستنزافنا ببطء، ليس لتحقيق نصر عسكري حاسم، بل لدفع الإعلام والرأي العام إلى مطالبة الحكومة “بإخراج أطفالنا من غزة”. هذا سلاح نفسي مُوجّه، مُصمّم لجعل غزة كابوساً معرفياً مُستمراً لأي حكومة تحاول ترسيخ وجود أمني مستقر فيها.
التقرير يقولُ إن “التحدي الذي تواجهه إسرائيل الآن هو منعُ لبننة غزة، كما أن عليها الحفاظ على آلية رقابة صارمة مثل مواصلة العمليات النشطة ضد أي تمركز لحماس، ورفض تسليم حدود قطاع غزة لأطراف ثالثة، وتحويل الدول التي وقّعت على وقف إطلاق النار إلى جهات ضامنة مسؤولة بفرض شروط صارمة للوفاء بالتزاماتها”.
وتابع: “كذلك، يجب حشد الضغط الدولي لضمان تنفيذ الاتفاق، ويجب توجيه كل المساعدات فقط من خلال الهيئات الدولية الشفافة، وليس من خلال شبكات حماس. وإلى جانب هذه الإجراءات، يجب على إسرائيل أيضاً خوض معركة كسب الرأي العام، وعليها أن تشرح للمواطنين لماذا لا يُعتبر الوجود الأمني المُنظّم احتلالًا، بل آلية استقرار ضرورية تمنع حماس من استعادة قوتها”.
وأكمل: “لقد بدا الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 وكأنه خطوة صحيحة في البداية، لكن بسبب تنفيذه المتسرع والوعد غير الواقعي بالهدوء، فقد مهد الطريق لنمو حزب الله وحرب عام 2006، بينما الانسحاب غير المخطط له من غزة قد يؤدي إلى جولة أكثر دموية من العنف”.
وختم: “لن يُحسم الصراع على غزة بالاتفاقيات فحسب، بل بالإرادة الاستراتيجية بعيدة المدى. تراهن حماس على الإرهاق المادي والسياسي الإسرائيلي؛ ويجب على إسرائيل أن تُثبت أن السابع من تشرين الأول 2023 ليس وصفة لمزيد من الإرهاق، بل دعوة إلى الصحوة والمسؤولية الوطنية”.
المصدر: Lebanon24
تبدأ لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية "الميكانيزم" برئاسة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد مرحلة جديدة من…
اعتبر أستاذ القانون الدكتور علي مراد أنّ «حديث رئيس مجلس النواب بشأن عدم جواز تعديل…
كتبت سابين عويس في" النهار":لا تخرج مواقف الموفد الأميركي توم براك الأخيرة عن السياق الذي…
احيت قوات الـ«يونيفيل»الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، باحتفال اقيم في الناقورة. وقالت الناطقة باسمها، كانديس…
استمر التوتر السياسي والامني قائما ً في ظل تسجيل المواقف من قانون الانتخاب واقتراع المغتربين،…
مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن" اختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري مشهد المزايدات…