صلاة طلب المطر تمثل في كل من الإسلام والمسيحية طقسًا جماعيًا للتضرع إلى الله عند الجفاف أو نقص الغيث، وهي تجمع بين الجانب الروحي والاجتماعي، إذ يذكّر المؤمنين بالتوبة ومراجعة الذات والاعتماد الكامل على رحمة الله.
في الإسلام، تعود صلاة الاستسقاء إلى عهد النبي محمد، وهي مستمدة مباشرة من سنته. فقد ورد في كتب السيرة أن النبي، عند وقوع الجفاف، كان يخرج مع الصحابة إلى مكان مكشوف خارج المدينة، غالبًا إلى البيداء، ويصلي ركعتين جهراً، ثم يخطب ويكثر من الدعاء لله بأن ينزل المطر ويغيث الأرض.
وكان الصحابة يرفعون أكفهم بالدعاء ويكثرون من الاستغفار والصلاة على النبي، تعبيرًا عن تواضعهم وخضوعهم أمام قدرة الله.
وتشمل صلاة الاستسقاء في الإسلام اليوم عدة أبعاد وممارسات، فهي تشمل الخطبة الجماعية التي يذكّر فيها الإمام الناس بضرورة التوبة والاستغفار، والرجوع إلى الله، كما تؤكد على أهمية الوحدة والتعاون الاجتماعي في مواجهة الشدائد الطبيعية.
ويستمر المسلمون حتى اليوم في إقامة صلاة الاستسقاء عند طول الجفاف أو ضعف المطر.
أما في التقليد المسيحي، فلا يوجد طقس رسمي يُسمّى “صلاة الاستسقاء” بنفس المعنى المعتمد في الإسلام، لكن هناك ممارسات مشابهة تهدف لطلب المطر والغيث، مستندة جزئيًا إلى قصة النبي إيليا في العهد القديم، كما وردت في سفر الملوك الأول (17–18).
ففي زمن حكم الملك آخاب وزوجته إيزابل، انقطع المطر عن الأرض ثلاث سنوات وستة أشهر بسبب ابتعاد الشعب عن الله وعبادتهم للأصنام، خصوصًا البعل، إله الأمطار عند الكنعانيين.
دعا النبي إيليا الشعب إلى العودة لعبادة الله وحده، وتحدّى أنبياء البعل في جبل الكرمل، حيث أقام مذبحًا ودعا الله ليُظهر قدرته، فأرسل الله نارًا من السماء وأحرق الذبيحة. وبعد هذا الحدث، صلّى إيليا إلى الله مرة أخرى بتضرع خالص لعودة المطر، فاستجاب الله ونزل الغيث، وأُنهى الجفاف.
في العصور الوسطى، نشأت في الكنيسة الغربية ما يُعرف بـ Rogation Days أو أيام الاستعطاف، وهي أيّام خصصت للصلاة الجماعية والمواكب لتضرّع من أجل الحصاد ونزول المطر والحماية من الكوارث الطبيعية.
بدأ هذا التقليد في فرنسا في القرن الخامس تقريبًا على يد أسقف فينّي يُدعى مامرتوس، وتمّ تثبيت هذه الطقوس لاحقًا في روما في عهد غريغوريوس الكبير حوالى سنة 600 ميلادية.
وشملت الممارسات مواكب عامة يسير فيها المؤمنون حاملين الصلبان ويزورون الحقول والأراضي الزراعية، مع تلاوة التراتيل والصلوات التي تطلب بركة الله للغلات ونزول المطر.
وكان التركيز الروحي ليس على المطر وحده، بل على مراجعة الذات والاعتراف بالخطايا والتوبة.
ولا تزال حتى اليوم بعض الطوائف المسيحية الريفية تحافظ على هذه الممارسة، خاصة في المجتمعات الزراعية.
وبذلك تظل الفكرة الأساسية المشتركة لـ “صلاة طلب الأمطار” بين الديانتين هي الدعاء الجماعي والتضرع إلى الله طلبًا للغيث، مع التوبة والوعي الروحي والاجتماعي في مواجهة شح المطر والكوارث الطبيعية.
المصدر: Lebanon24
واصل رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوّض لقاءاته في سيدني ضمن زيارته أوستراليا، حيث عقد…
أعلنت قوات اليونيفيل أنها تواصل مراقبة ورصد الانتهاكات البرية والجوية على طول الخط الأزرق بين…
ردّ رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم…
عقدت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعها الـثالث عشر في رأس الناقورة…
نفت مصادر قصر بعبدا لـ"لبنان24" ما يُشاع عن زيارة مرتقبة للموفد السعودي الأمير يزيد بن…
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام اليوم، رئيس لجنة الاقتصاد النيابية النائب فريد البستاني…