Categories: أخبار

هكذا ينظرُ نتنياهو إلى لبنان.. هل اقتربت الحرب؟

نشرت صحيفة “arabnews” تقريراً جديداً تحدثت فيه عن الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان لاسيما مع ارتفاع منسوب التصعيد بينه وبين إسرائيل.

التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” يقولُ إنه “بعد عام من موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، تتزايد الضغوط على الحكومة اللبنانية لاتخاذ إجراءات صارمة لنزع سلاح الحزب وقطع صلاته براعيه الرئيسي، إيران”، وأضاف: “لقد أبلغت الولايات المتحدة الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام أنه ما لم تُتخذ خطوات ملموسة لقطع جميع مصادر تمويل الحزب وتفكيك أسلحته، فلن تضمن واشنطن عدم تدخل إسرائيل لإنهاء تهديد حزب الله”.

ويضيف: “لقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد تل أبيب للتدخل وتدمير حزب الله. في الأسابيع الأخيرة، اتهم هو ووزير دفاعه، إسرائيل كاتس، حزب الله بإعادة بناء ترسانته، وتجنيد الآلاف، وتهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا. أيضاً، صعّدت إسرائيل هجماتها اليومية على ما تصفه بأهداف لحزب الله في جنوب لبنان ومنطقة البقاع، وتزعم أنها قتلت المئات من مقاتلي الحزب منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الثاني الماضي”.

واستكمل: “في غضون ذلك، وجّه الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، رسائل صارمة إلى الحكومة اللبنانية، رافضاً أي محاولة لنزع سلاح الحزب أو الدخول في محادثات مباشرة مع إسرائيل. وبينما تملك الحكومة والجيش تفويضاً بإنهاء وجود حزب الله في جنوب لبنان وحصر جميع الأسلحة بيد الدولة، أي نزع سلاح حزب الله، إلا أنه لم يُبذل جهد يُذكر في هذا الصدد. ومن شأن المواجهة بين الجيش وحزب الله أن تُشعل فتيل حرب أهلية في لبنان بسهولة. وبينما يُصرّ عون على الوفاء بوعده بنزع سلاح الجهات غير الحكومية وحصر الأسلحة بيد الدولة، إلا أن الحكومة والجيش، في الواقع، لا يملكان الأدوات اللازمة لتنفيذ هذا الوعد”.

وأضاف: “لا يوجد دليل على أن حزب الله يُعيد تسليح نفسه ويستعد لجولة أخرى من الصراع مع إسرائيل. لقد تكبد خسائر فادحة في الحرب الأخيرة، ومع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا في كانون الأول 2024، فقد السيطرة على طرق التهريب من إيران. تُصرّ قيادته الآن على أنها لن تُشارك في أي حوار بشأن نزع سلاحها، في حين تُواصل إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار باحتلالها 5 مواقع استراتيجية في جنوب لبنان”.

وأكمل: “يؤكد الحزب المُمثل في الحكومة، أن احتكار الدولة الحصري للسلاح لا يمكن مناقشته إلا كجزء من استراتيجية شاملة للدفاع عن لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية”، وأضاف: “يتناسب هذا الجمود مع أهداف إسرائيل واستراتيجيتها قصيرة المدى. نتنياهو، الذي يشعر بأنه محاصر في غزة بسبب خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام، لا يفرض مثل هذه القيود على لبنان، أو حتى إيران، وقد ألمح إلى أن المواجهة مع إيران لم تنتهِ بعد. قد لا يكون نتنياهو راضياً عن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، والتي قد تؤدي إلى تقييد حركة إسرائيل في سوريا من خلال ضمانات أميركية لدمشق. لكن عندما يتعلق الأمر بلبنان، يمكن لنتنياهو أن يقدم حجة قوية”.

وتابع: “لقد هاجم حزب الله إسرائيل خلال الحرب على غزة، وأطلق الحزب مئات الصواريخ على شمال إسرائيل وأجبر عشرات الآلاف من الإسرائيليين على النزوح. من وجهة النظر الإسرائيلية، التي تتفق معها واشنطن، لا يزال حزب الله يُشكل تهديداً ويجب تفكيكه إما من قِبل اللبنانيين أنفسهم أو من قِبل إسرائيل”.

وقال: “وسط كل ذلك، يضغط المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، على المسؤولين اللبنانيين للدخول في محادثات سلام مع إسرائيل، وقد اقترح أن يتفق الجانبان على ترتيبات أمنية تُفضي في نهاية المطاف إلى معاهدة سلام بموجب اتفاقيات أبراهام التي أبرمها ترامب. ولكن بينما أعرب عون عن استعداده للدخول في محادثات غير مباشرة، فإن قضية السلام بين لبنان وإسرائيل تُثير انقساماً حاداً بين اللبنانيين”.

وأكمل: “بالنسبة لإسرائيل، ستتمحور المحادثات الأمنية حول إنهاء دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، والتخلي عن أي التزامات إسرائيلية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإجبار لبنان على قبول وجود إسرائيلي في نقاط استراتيجية رئيسية جنوب نهر الليطاني. لن يقبل أي مسؤول لبناني بمثل هذه الشروط. أما نتنياهو، فيرى أن الواقع الحالي في ظل ما يُسمى بوقف إطلاق النار يناسبه تماماً”.

وقال: “ستواصل واشنطن الضغط على الحكومة اللبنانية بشأن ملف حزب الله، والأزمة الحالية في لبنان بشأن نزع سلاح الحزب ستُبقي البلاد ضعيفةً ومُستقطبةً. هذا الجمود يخدم المصالح الإسرائيلية، في وقتٍ يُصرّ فيه نتنياهو، الساعي للبقاء في السلطة، على أن المعركة ضد الأعداء في لبنان وغزة لم تنتهِ بعد”.

وتابع: “لا شك أن حزب الله تكبد خسائر فادحة، ليس فقط في ساحة المعركة، بل على مستوى القيادة أيضاً. الأمين العام الحالي للحزب نعيم قاسم ليس الأمين العام السابق حسن نصر الله، والحزب اليوم ليس إلا ظلاً لما كان عليه قبل عامين. كذلك، فقد خسرت إيران حليفها السوري بشار الأسد، فيما أُعيد رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة”.

وأضاف: “الأمر المُقلق للبنانيين هو أن الجمود السياسي الحالي لا يُمكن أن يستمر طويلاً، فالبلاد على وشك أن تُصبح دولة فاشلة، تسيطر إسرائيل على مجالها الجوي وتشنّ غارات يومية. في المقابل، تُقدّم الولايات المتحدة مخرجاً، لكنّ الحل مُرّ وخطير، فيما شبح اندلاع حرب أهلية حقيقي والتهديد الإسرائيلي بغزو واحتلال المزيد من الأراضي ليس مُستبعداً”.

وذكر التقرير أنه “على قيادة حزب الله ألا تكرر أخطاء الماضي”، وقال: “على قيادة التنظيم أن تزود عون والحكومة بالموارد اللازمة لمواجهة الضغوط الأميركية والتهديدات الإسرائيلية، كما أن عليها أن تتقبل مبدأ أن الدولة وحدها هي التي يجب أن تملك السيطرة الحصرية على السلاح، وعليها أن تُظهر استعدادها للوفاء بالتزاماتها كحزب سياسي لبناني”.

وختم: “إن السلام الدائم بين إسرائيل ولبنان مسعى واقعي وهدف مشروع، لكن لا يمكن فرضه على الشعب اللبناني في ظل رفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي تحتلها في جنوب لبنان أو استمرارها في انتهاك سيادة لبنان. يجب أن يكون هذا السلام شريفاً، ويجب ألا تستخدم الولايات المتحدة فزاعة إسرائيل لإجبار لبنان على الخضوع”.

المصدر: ترجمة “لبنان 24”

المصدر: Lebanon24

News Desk

Share
Published by
News Desk

Recent Posts

مقدّمات النشرات المسائيّة

مقدمة تلفزيون "أن بي أن" وسط حقل ألغام الملفات الساخنة تجوّل الرئيس نبيه بري بمواقف…

ساعتين ago

تحدث عن “كتبة التقارير”.. ماذا قال باسيل؟

أكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمة أن "الجيش لا تنقصه الإرداة…

ساعتين ago

خبرٌ عن “تحويل الأموال” في لبنان.. ما الجديد؟

بدأ بعض شركات تحويل الأموال بفرض شروط صارمة على العمليات المالية لديها، بما يشمل طلب…

3 ساعات ago

مرقص ورسامني يدشّنان مزار مار روحانا في عرمون… والعمل بطريق دلبتا يُستأنف

زار وزير الإعلام د. بول مرقص، برفقة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، بلدة عرمون…

3 ساعات ago

بالفيديو.. هذا ما ينتظر الودائع في لبنان

بالفيديو.. هذا ما ينتظر الودائع في لبنان         View this post on…

3 ساعات ago

أعطال “اتصالات الجنوب”.. ما أسبابها؟

تزايدت في الآونة الأخيرة الأعطال  على شبكات الإتصالات والإنترنت في الجنوب، الأمر الذي جعل المواطنين…

3 ساعات ago