وتُعدّ الزراعة مصدر الدخل الرئيسي للعديد من الأسر الريفية في لبنان، وتشكل العمود الفقري للمجتمعات الريفية. وأكد الوزير أن دعم المزارعين يمكنهم من زيادة الإنتاج وتحقيق دخل أعلى، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتقليل اعتماد لبنان على الواردات الغذائية المكلفة، ويضمن أمنه الغذائي.
وبتكليف من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفيذ GIZ، تم تشكيل مجموعات الأعمال الزراعية النموذج اللبناني رسمياً من قبل ائتلاف Dorsch-Impact – iCRA Consortium.
ويهدف نهج ABC إلى جمع المزارعين مع الموردين والمصنعين في المنطقة نفسها لتبادل الأدوات والآلات والخبرات، وتحسين الوصول إلى الأسواق، والحصول على أسعار عادلة، وبناء الثقة بين الأعضاء. ويُعتبر هذا النهج وسيلة فعالة لتمكين المزارعين من التفاوض والابتكار ومواجهة التحديات الاقتصادية عبر العمل الجماعي.
كما يهدف النموذج إلى تعزيز التعاون، زيادة الإنتاجية، وتحسين الوصول إلى الأسواق، ليصبح صغار المزارعين شركاء فاعلين في تطوير القطاع الزراعي، ويعزز بناء منظومة زراعية أكثر مرونة وشمولية وارتباطاً بالسوق.
وفي كلمته خلال الفعالية، شدّد وزير الزراعة على أهمية التجمعات الزراعية (Clustering) ضمن سلاسل القيمة الزراعية، بوصفها أداة فعالة لتعزيز تنافسية القطاع، تحسين الإنتاج والجودة، وخفض التكاليف. وأكد أن الثقة بين الشركاء هي الأساس لنجاح أي نموذج تعاوني، داعياً إلى حوكمة شفافة، تواصل فعّال، وتوزيع عادل للمنافع.
وأشار الوزير إلى أن نجاح التجمعات الزراعية يتعزز من خلال الزراعة التعاقدية (Contract Farming)، التي تربط الإنتاج بالأسواق بشكل منظم وعادل، وتقوي الشراكة بين المنتجين والمستهلكين. وأوضح أن المزارع اللبناني هو محور العملية الزراعية، وأن إشراكه في صياغة السياسات والمشاريع يضمن استدامتها وفعاليتها.
وأكد أن هذه المبادرة تتماشى مع استراتيجية وزارة الزراعة التي تهدف إلى تطوير سلاسل القيمة المستدامة، تحسين الإنتاجية والتنافسية، تمكين صغار المزارعين والنساء والشباب، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.
من جهتها، أكدت لما تابت، ممثلة مدير مكتب GIZ في لبنان، أن:
“هذا النموذج يعكس التزامنا المشترك مع وزارة الزراعة وشركائنا بتمكين المجتمعات المحلية، تعزيز الابتكار، وخلق فرص سوقية مستدامة لصغار المزارعين في جميع أنحاء لبنان، والمساهمة في دعم الأمن الغذائي في السوق اللبنانية.”

