وأضاف: “في اليوم التالي، حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحًا، أي بعد نحو خمس عشرة ساعة من الغارة، عثرنا على الطفل علي خليفة حيًا، كان لا يزال ينبض بالأمل”.
ويضيف: “لكن ونحن في طريقنا إلى المستشفى، بدأ الطفل يظهر حركات خفيفة، فأبلغنا السائق، الذي بدوره تواصل مع المستشفى ليجهّزوا لاستقباله، وبعد خمس عشرة ساعة تحت الأنقاض، كتب الله له النجاة، بينما استشهدت جدته. كان مشهدًا صعبًا للغاية، أثّر فينا جميعًا، حيث بقينا في الميدان حتى انتهاء عمليات الإنقاذ. والحمد لله، الطفل نجا.. نسأل الله الرحمة للشهداء”.
أما بسام خروبي، قائد القطاع السادس في كشافة الرسالة الإسلامية، فيصف كيف تلقى خبر نجاة الطفل بينما كان يشارك في دفن والده: “بينما كنت أشارك في دفن والد الطفل، وردني اتصال من الشباب في موقع الغارة، سمعت صوت أحدهم يقول: “الأخ مصطفى وجد الطفل… الطفل حيّ. لم أصدق في البداية، وقلت: “كيف حي بعد كل ما جرى؟، كانت معجزة من الله سبحانه وتعالى، مشيئته أن يبقى لهذا الشهيد نسل من بعده. تحولت دموع الحزن التي كنا نذرفها على الشهداء إلى دموع فرح، بعدما علمنا أن الطفل ما زال على قيد الحياة”.
الطفل علي خليفة، الذي كان آنذاك في الثانية من عمره، تعافى تدريجيًا من إصاباته البليغة في الرأس والوجه، ومن فقدان يده، وبدأ هذا العام عامه الدراسي الأول، يعيش اليوم مع عمه علي نمر خليفة، الذي تبناه بعد رحيل والديه، في منزل يضم جميع أفراد العائلة المتبقين. (سبوتنيك)

