26 أكتوبر 2025, الأحد

تحذيرات أميركية لحزب الله من ضربات إسرائيلية موسعة… الرد: “أخذنا علماً بذلك”

Doc P 1434060 638970556423402133
يخوض لبنان الرسمي سباقا لإبعاد شبح الحرب الموسعة التي تهدد بها إسرائيل، وتستخدمها في الحد الأدنى ورقة ضغط لتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة.
 
وتنذر التطورات الاخيرة، وما ورد الى المسؤولين اللبنانيين من معلومات، بأن اسرائيل تتجه الى مزيد من التصعيد وتوسيع اعتداءاتها، لفرض تنازلات على لبنان، تتجاوز اطار اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701 واتفاقية الهدنة .
 
وقد لخص مصدر مسؤول بارز ل”الديار” الوضع بالقول “ان حجم الضغوط التي يتعرض لها لبنان مؤخرا هو كبير للغاية،وان ابرز اشكالها الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة في الآونة الاخيرة
على الجنوب والبقاع”.
 
واضاف المصدر “ان ما يثير الاستغراب والاستهجان، هو ان هذه الاعتداءات تتناقض مع ما سمعه الرؤساء الثلاثة من رئيس لجنة مراقبة ومتابعة وقف اطلاق النار الجديد الجنرال الاميركي جوزيف كليرفيلد، ووعده بان اللجنة ستنتهج اسلوبا جديدا في التعاطي والرؤية، خلال عملها في المرحلة المقبلة، وتفعل دورها وتعقد اجتماعات دورية لهذه الغاية”.
وقال الجنرال كليرفيلد حسب المصدر انه يعد برؤية جديدة تختلف عن السابق يرسم عمل اللجنة (الميكانيزم). وردا على شكوى لبنان من عدم التوازن في التعاطي، اكد “ان اللجنة برئاسته ستقوم بمسؤوليتها ودورها بشكل موضوعي ومتوازن”، مبديا حرصه بالدرجة الاولى على عدم التصعيد دون الدخول في التفاصيل.
الحرب مستبعدة
واضاف المصدر ان اجواء لقاءات الجنرال كليرفيلد تتناقض مع ما نشهده من اعتداءات اسرائيلية يومية متصاعدة، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الخلاصة من هذه الاجواء ومن الاتصالات، التي تجريها المراجع اللبنانية، تشير الى توقع المزيد من التصعيد وتوسع الاعتداءات، لكن الامور لن تذهب الى اندلاع مواجهة واسعة او الى الحرب.
 
ضوء اميركي لـ”اسرائيل”

وذكرت “الأنباء الكويتية” ان نائبا مقربا من السفارة الأميركية نقل إلى مسؤولين في “حزب الله” مساء الخميس تحذيرات جدية ومعلومات عن تحضيرات عسكرية إسرائيلية لشن ضربات موسعة على لبنان، تستهدف في شكل رئيسي معقل “الحزب” في الضاحية الجنوبية. ونقل النائب عن مسؤولي الحزب قولهم: “أخذنا علما بذلك”، من دون إضافة أي شيء.
واعتبرت مصادر مطلعة ان “تحديد مواعيد حول بدء الحرب، بمنزلة ضرب من التنجيم والتهويل وليس أكثر، وان كانت النيات العدوانية الإسرائيلية قائمة في اي وقت، والتهديد الإسرائيلي للبنان لم يتراجع منذ سبعينيات القرن الماضي”.
غير ان مرجعا سياسيا قال انه يستبعد اي حرب موسعة كما يوحي البعض، “ذلك ان الحرب مستمرة ولم تتوقف وهي في تصعيد متدرج ويومي ومن جانب واحد، وتحقق الأهداف التي تريدها حكومة نتنياهو من دون أي خسائر مقابلة”.
وأشار المصدر إلى ان إسرائيل ترمي من خلال دفع الأمور في لبنان إلى ما يشبه “اللاحرب” و”اللاسلم”، إلى تحقيق هدفين:
الأول ممارسة الضغط الكبير على “حزب الله” لإجباره على الوصول إلى احد خيارين: أما الدخول في حرب تقضي على ما تبقى من أسس كيانه العسكري، أو الاستمرار في الاستنزاف وما يستتبع ذلك من أعباء يتحملها وانهيار الصورة التي رسمها لنفسه على مدى العقود الماضية. وهذا الأمر تغير بشكل كلي بدءا من “حرب الإسناد” لغزة قبل عامين، وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار وما استتبع من عدوان يومي دون القدرة على الرد.
والهدف الثاني هو تعميم حالة عدم الاستقرار في لبنان من خلال توسيع دائرة الانقسام والخلاف السياسي الذي ينطلق من موضوع نزع سلاح “حزب الله” والفصائل الفلسطينية، لينسحب على القضايا الداخلية الأخرى، وما يتعلق منها بقيام الدولة. وقد يكون أبرز مظاهر هذا الانقسام حول قانون الانتخاب بما خص اقتراع المغتربين، والذي تصاعدت وتيرة المواقف بشأنه في الأيام الماضية، بما يوحي بأن الخلاف حوله ذاهب إلى نقطة اللاعودة.
غير ان المصادر ترى ان التسوية حاصلة وتطبخ على نار هادئة على الرغم من الضجيج الكبير حولها.

وقال مصدر في “الثنائي الشيعي” لـ”الديار”: “ان التهديدات الاسرائيلية للبنان ليست جديدة، وعلينا ان نأخذ بالاعتبار بان العدو يمارس عدوانا مستمرا علينا منذ اللحظة الاولى لاعلان وقف اطلاق النار”. ولاحظ انه في الآونة الاخيرة ارتفعت وتيرة هذه التهديدات المرفقة بتهديدات مماثلة، آخرها على لسان الموفد الاميركي توم باراك، وللأسف ان البعض في لبنان يتلقف هذه التهديدات، للقيام بحملة تهويل وتصعيد ضد المقاومة.

 
واضاف المصدر: “نتوقع من العدو الاسرائيلي كل شيء، ولا نستبعد ان تتوسع الاعتداءات بالتزامن مع زيادة الضغوط على لبنان، لفرض املاءات جديدة عليه . لكن وفق الاجواء والمعطيات الراهنة من المستبعد قيام “إسرائيل” بحرب جديدة، تشمل عملية برية واسعة، لانها تدرك انها ستدفع الثمن الكبير. وفي كل الحالات ان كل ما نتعرض له لن يثنينا عن التمسك بمواقفنا، ولن نرضخ لكل اشكال الضغوط اكان من العدو او من اي كان، ولن تسلم المقاومة سلاحها”.
ميدانيا، تواصلت الغارات الإسرائيلية بلا انقطاع واستهدفت مسيّرة إسرائيلية، سيارة قرب المدرسة الرسمية في بلدة حاروف قضاء النبطية. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة  أدت إلى سقوط شهيد وإصابة مواطن بجروح.
وأعلن الجيش الاسرائيلي بلسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي أنه قضى على قائد في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله جنوب لبنان. وقال أدرعي أنّ المستهدف هو زين العابدين حسين فتوني القيادي في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة قوة الرضوان لحزب الله.
وألقت محلقة  قنبلة صوتية في محيط مبنى البلدية في بلدة بليدا. ويستمر الطيران التجسسي الإسرائيلي بالتحليق في سماء لبنان من الجنوب حتى الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى بعلبك حيث سُجّل منذ ساعات الصباح الأولى تحليق  على علو منخفض  فوق مدينة بنت جبيل، كما ويحلّق المسيّر على علو متوسط فوق مدينة بعلبك ودورس والجوار.

المصدر: Lebanon24