وُلد الراحل طليع نجيب حمدان في 19 كانون الثاني/يناير 1944 في بلدة عين عنوب في قضاء الشوف، وعُرف بلقبَي “أبو شادي” و**”شاعر المنبرين”**. تميّز بصوته الجميل وأدائه الرقيق، إلى جانب موهبته الشعرية الرفيعة التي جعلته من كبار شعراء المنبر الزجلي في العصر الحديث.
اشتهر حمدان ببراعته في المطارحات الزجلية التي حملت طابعاً فنيّاً خاصاً جمع بين الغزل والوصف والشعر الوطني والحماسي، كما تناول في أعماله قضايا الإنسان والمغتربين والشعب الفلسطيني، ما أكسبه مكانة فريدة في الوجدان الشعبي. وقد غنّى له عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب، لتصبح كلماته جزءاً من الذاكرة الغنائية اللبنانية.
ترك حمدان إرثاً أدبياً غنياً من الدواوين والمؤلفات الشعرية، من أبرزها “براعم ورد”، “جداول عطر”، و**”ليل وقمر”، إلى جانب أعمال غنائية خالدة مثل “انطريني أنا جايي” و”افتتاحيات طليع حمدان”** التي عكست أسلوبه الشعبي الأصيل.
نال خلال مسيرته عدداً من الأوسمة والتكريمات تقديراً لعطائه، أبرزها وسام الأرز الوطني من الرئيس إميل لحود عام 2001، ودرعاً تقديرياً من الرئيس رفيق الحريري عام 2002.
وقد نعته مؤسسات ثقافية وإعلامية لبنانية عدّة، مؤكدة أن رحيله يشكل خسارة كبيرة للأدب الشعبي والزجل اللبناني، وأن صوته سيبقى محفوراً في ذاكرة الكلمة اللبنانية الأصيلة التي جمع فيها بين الفن والوجدان والوطن.

