كتب عمر البردان في” اللواء”: لا شك أن زحمة الوفود الدبلوماسية العربية والدولية إلى لبنان، إنما تعكس برأي الكثيرين القلق الذي ينتاب الخارج من إمكانية أن تعاود إسرائيل حربها على لبنان، تزامناً مع استمرار تصاعد لهجة قادتها التصعيدية ، مع تكثيف الاحتلال لاعتداءاته، اغتيالاً وقصفاً، على نحو أثار المخاوف من أن يكون هذا التدهور المتدرج، نذيراً باتساع رقعة هذه الاعتداءات والدخول في حرب جديدة بين إسرائيل و”حزب الله” . وقد علم من خلال سير المحادثات التي أجراها الوفدان الأميركي والمصري، أن التركيز كان منصباً على إمكانية البدء بمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، لنزع فتيل التوتر القائم،وتجنباً لخروج الوضع عن السيطرة، باعتبار أن الواقع الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لا يطمئن، وهو ما يفرض على لبنان أخذ الحيطة والحذر، واتخاذ ما يلزم لتحصين جبهته الداخلية . وفي حين لم يحصل الوفدان الأميركي والمصري على جواب لبناني واضح من موضوع التفاوض، بانتظار مزيد من المشاورات، لاتخاذ الموقف النهائي، فقد علم أن الموفدة الأميركية عبرت عن قلقها حيال التقارير التي تفيد باستمرار حصول “حزب الله” على الأسلحة، وهذا ليس في مصلحة لبنان، وفقاً لما تم تسريبه من لقاءاتها مع المسؤولين. وإذا كان اللبنانيون يؤكدون استعدادهم للدخول في مفاوضات مع إسرائيل وفق ما نص عليه القرار 1701، فإن المصريين يحاولون أن يجنبوا لبنان ويلات جديدة، إذا ما حاولت إسرائيل شن حرب جديدة . ولذلك تقدمت القاهرة باقتراح لعب دور الوسيط بين لبنان وإسرائيل في المرحلة المقبلة، في إطار تقريب وجهات النظر، وسعياً لتجنيب لبنان الدخول في دورة عنف جديدة مع إسرائيل، في وقت بدا واضحاً أن كل ما يجري في المنطقة، يوحي بأن الجميع ذاهب باتجاه خيار التفاوض.
أسرع الأخبار

