وبحسب الموقع، “في لبنان، أو غزة، أو الضفة الغربية، أو حتى إيران، لا يبدو أن أيًا من صراعات العامين الماضيين في طريقه إلى الحل. في الواقع، إن الضغط على زر “الإيقاف المؤقت” يُريح السكان ويُتيح لهم استراحةً بعد أن كان اشتباك الأسلحة يُسبب دمارًا، لا أكثر”.
معضلة حزب الله
بحسب الموقع، “وفي لبنان، فإن السؤال ليس ما إذا كانت حرب جديدة مع إسرائيل سوف تحدث، بل متى. فمنذ توقيع وقف إطلاق النار قبل أحد عشر شهرًا، قصفت إسرائيل أهدافًا في لبنان بشكل شبه يومي، وتُنذر قضية نزع سلاح حزب الله المحورية، والتي لا يمكن حلها، وفقًا لدبلوماسي غربي مطلع، باندلاع مواجهة جديدة. صوّت مجلس الوزراء على نزع سلاح الحزب الشيعي، الذي ضعف بشكل كبير جراء حرب العام الماضي، لكنه لم يُقضَ عليه. ومن المفترض أن ينزع الجيش اللبناني سلاح حزب الله، لكن بسبب نقص العزيمة والخبرة، يتحرك ببطء شديد بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين. ومن هنا جاء التحذير الأميركي للحكومة اللبنانية: “إذا لم تنزعوا سلاح حزب الله، فستفعل إسرائيل ذلك”.”
وتابع الموقع، “المعضلة اللبنانية، وفقًا لمصادر في بيروت، هي الاختيار بين خطر اندلاع حرب أهلية من خلال فرض نزع سلاح حزب الله بسرعة، وبين تدخل إسرائيلي جديد. في الواقع، لن يُخاطر أي زعيم سياسي لبناني بحرب أهلية جديدة، لذاَ، يبدو أن حرب إسرائيل أقلّ إثارةً للانقسام. وقبل شهر من زيارة البابا لاوون الرابع عشر المُرتقبة إلى لبنان، لا تُبشّر هذه التوقعات بالخير”.
معضلة غزة والضفة الغربية
بحسب الموقع، “أما في غزة، ومع اقتراب المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاكتمال، يبدو الانتقال إلى المرحلة الثانية، ذات الطابع السياسي الأوسع، مستحيلاً. ومرة أخرى، تُطرح مسألة نزع سلاح حماس هذه المرة. إن المأزق خطير: فقد استعادت حماس، في الواقع، السيطرة على الجزء الذي أخلاه الجيش الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية ،أي حوالي نصفها، كما وهناك خطر من أن يصبح هذا الخط الفاصل الجديد حدودًا دائمة لمنطقة مُبتورة ومُدمرة. فمن سينزع سلاح حماس كما هو منصوص عليه في خطة شرم الشيخ للسلام؟ من جانبها، رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس بالقيام بذلك. فمن غيرهما قادر على القيام بهذه المهمة؟”
وتابع الموقع، “تباطأت عملية تشكيل القوة الدولية، فمن الصعب تصور جنود عرب، بغض النظر عن جنسياتهم، يطلقون النار على الفلسطينيين بعد ما عانوه. ولم يتبقَّ سوى الإسرائيليين، رغم أنهم فشلوا، خلال عامين من الحرب الشرسة، في القضاء على حماس. أخيرًا، في الضفة الغربية، يصل عنف المستوطنين، بحماية الجيش الإسرائيلي، إلى مستويات قياسية، في ظل إفلات تام من العقاب وسط صمت دولي. وفي الحقيقة، لا تتضمن خطة ترامب أي بند لهذه المنطقة المستعمرة. فهل يُعقل أن نُفاجأ بهذا المشهد الإقليمي الخطير؟ كلا، ليس بالضرورة. فوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط ليس سلامًا، بل ليس حتى بداية سلام، رغم الآمال الزائفة التي خيمت على شرم الشيخ”.

