30 أكتوبر 2025, الخميس

لبنان عرض توسيع عمل “الميكانيزم” وواشنطن تريد مفاوضات سياسية مباشرة وبرّاك يلغي زيارته

Doc P 1435751 638973984961145686
اظهرت الحصيلة الأولية لاجتماعات واتصالات الساعات الـ48 الماضية أنّ لبنان مُقبِل على موجة متصاعدة من الضغوط السياسية، تترافق مع رفع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه.
وفيما واصلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس جولتها في لبنان، أفيد أن المبعوث الأميركي توم برّاك عدل عن زيارة بيروت لأنه «لا يرى حاجة للزيارة في هذه المرحلة إنّما سنتابع سياسة الضغط»، وتردد أن برّاك قال إنه لا داعي للحضور إلى لبنان لأنّ السياسيين اللبنانيين يعرفون الرسالة.

وقالت مصادر مواكبة لزيارة أورتاغوس للمسؤولين اللبنانيين، لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة اللبنانية وآلية تنفيذها لحصر السلاح، تحظى بموافقة الجانب الأميركي، لكن الملاحظات تتركز على السرعة في تنفيذها، كما طرحت أورتاغوس توسيع لجنة «الميكانيزم» لتضم مدنيين إلى جانب العسكريين.
وقالت المصادر إن التهويل بتهديدات إسرائيلية لتصعيد عملياتها في العمق اللبناني، «مصدره الإعلام اللبناني»، وإنه «لا صحة لتهديدات إسرائيلية نقلها موفدون دوليون إلى لبنان».

وكتبت” الاخبار”: يبدو أنّ الجانب الأميركي دخل في مرحلة إعادة صياغة لدوره في الملف اللبناني، وسط اعتقادٍ بأنّ وصول السفير الجديد ميشال عيسى إلى بيروت خلال الأيام العشرة المقبلة سيفتح الباب أمام مستوى جديد من المتابعة والاهتمام الأميركيَّيْن بالوضع اللبناني.
وبحسب مصادر مطّلعة على تواصلٍ مع العاصمة الأميركية، فإنّ جولة «المستشارة» مورغان أورتاغوس – وهي الصفة التي مُنحت لها من قبل إدارة لجنة الـ«ميكانيزم» – لم تحمل جديداً نوعياً لجهة توقّع أي تبدّل في السلوك الإسرائيلي. فالمسؤولة الأميركية، التي استمعت إلى تقارير تتعلّق بعمل الجيش اللبناني من جهة، وبالاتصالات السياسية الجارية من جهةٍ ثانية، كرّرت أمام جميع من التقت بهم أنّ «المعطيات المتوافرة لدى واشنطن تفيد بأنّ لبنان لم يفِ بما تعهّد به الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام، وأنّ الجيش اللبناني لا يقوم بكلّ ما يستطيع فعله لنزع سلاح حزب الله».
ومع أن أورتاغوس دعت إلى عدم التعويل على وصول السفير الأميركي الجديد، معتبرةً أنه «يفتقر إلى الخبرة السياسية الكافية»، فإنها شدّدت على أن الاهتمام الأميركي ينصبّ اليوم على «إقناع لبنان بأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل تمثّل المدخل الأمثل لمعالجة الملفات العالقة»، وهو تكرار لما سبق أن نقله المبعوث الأميركي توم برّاك الذي أرجأ زيارته لبيروت التي كانت مُرتقبة خلال الساعات المقبلة، من دون أن يحدّد موعداً جديداً.
وبحسب المصادر، فقد أوضح برّاك أنه ينتظر مباشرة السفير الأميركي الجديد عمله لتنسيق الخطوات المقبلة، مشيراً إلى أن التقارير التي وصلته لا تشجّعه على القدوم حالياً، إذ لا يرى ما يستحقّ النقاش الجدّي في بيروت. ونُقل عنه قوله، إنّ «على اللبنانيين أن يعتادوا من الآن فصاعداً على وتيرة مختلفة من الاهتمام الأميركي، وأن واشنطن لن تمارس أيّ ضغط على إسرائيل في المرحلة المقبلة، بل لن تتدخّل في أي خطوة إسرائيلية، محمّلاً لبنان المسؤولية الكاملة عن أي تطوّر قد يحصل».
لكنّ مصادر لبنانية أوضحت أن تأجيل برّاك زيارته لا يرتبط فقط بعدم وجود جديد ميداني أو سياسي، بل بما تبلّغه من مواقف منسوبة إلى الرئيس عون، ومفادها أن لبنان أجرى بالفعل مشاورات على مستوى الرؤساء والقوى السياسية البارزة، ولا يرفض مبدأ المفاوضات من حيث المبدأ، لكنه يرى أن لجنة الـ«ميكانيزم» هي الإطار الأنسب لإدارتها. وأضافت المصادر أن التطور الأبرز في الموقف اللبناني تمثّل في إبداء استعدادٍ لقبول رعايةٍ أميركيةٍ للحوار عبر اللجنة نفسها، شرط أن يقتصر الحضور على ممثّلين تقنيين وعسكريين من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وهو طرحٌ وصفته المصادر بأنه محاولة لفتح نافذة محدودة للحوار غير السياسي، تُرضي واشنطن من دون أن تمسّ بالثوابت اللبنانية.
لكن يبدو أن الردّ اللبناني استفزّ الجانب الأميركي، ولا سيما برّاك، الذي كان قد ألمح سابقاً إلى أن رئيس الجمهورية يتحمّل مسؤولية مباشرة عن الجمود القائم. ووفقاً لمصادر على تواصل مع العاصمة الأميركية، فقد ذكّرت واشنطن الرئيس عون بما تنصّ عليه المادة 52 من الدستور اللبناني، والتي تمنحه صلاحية التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية بالاتفاق مع رئيس الحكومة، مع إمكانية تسمية مندوبٍ عنه للمشاركة في مفاوضات مباشرة. وأوضح الأميركيون تفادياً لأي تأويل أو محاولة لبنانية للمناورة، أنهم يسعون إلى إدارة حوار سياسي مباشر بين ممثّلين مفوّضين من حكومتَيْ لبنان وإسرائيل، وبرعاية أميركية كاملة، على غرار ما يجري في المفاوضات السورية –الإسرائيلية.

وجاء في” النهار”: في ما يتصل بزيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس للبنان، حيث شاركت أمس في اجتماع لجنة “الميكانيزم” في الناقورة، بدا أن ثمة تغييراً وتطويراً لافتين في الشكل والمضمون واكبا هذا الاجتماع تمثلا خصوصاً في الإشادة الأميركية باحترافية الجيش وتحديد أورتاغوس لنهاية السنة موعداً لحصرية كل السلاح في يد الجيش.

وكتبت «البناء» أنّ أورتاغوس طرحت على المسؤولين اللبنانيين تفعيل عمل اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وتحويله إلى لجنة للتفاوض غير المباشر بين لبنان و»إسرائيل» مع تطعيم اللجنة بمدنيين خبراء واختصاصيين في ترسيم الحدود والخرائط.
غير أنّ مصدراً نيابياً نفى موافقة الرئيس بري أو رئيس الجمهورية حتى الآن على إشراك مدنيين في الوفد المفاوض اللبناني.
كما علم أنّ رئيس الجمهورية أبلغ أورتاغوس بوضوح أنّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والاحتلال سيعيق الوصول إلى حلول للصراع القائم على الحدود، مؤكداً أنّ لبنان طبّق ما عليه في اتفاق 27 تشرين والكرة في الملعب الإسرائيلي، وطالب أورتاغوس بتفعيل لجنة الميكانيزم والضغط على «إسرائيل» وقف اعتداءاتها والانسحاب الى الخط الأزرق وإجراء مفاوضات لتثبيت الحدود الدولية، لكي يتمكن لبنان من استكمال تطبيق خطة الدولة والجيش لحصر السلاح في كامل الأراضي اللبنانية.
وكتبت” نداء الوطن”: ساد تفاؤل حذر الأوساط الرسمية بعد زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وأشارت مصادر رسمية إلى أن لبنان أكّد المضيّ في المفاوضات غير المباشرة في حين لم يعرف بعد رأي إسرائيل، ويتوقف كلّ ذلك على النيات الإسرائيلية ومستوى الضغط الأميركي على تل أبيب للالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار.
ولم تنكر المصادر وجود ضغوط أميركية أيضًا على لبنان من أجل الإسراع في تسليم السلاح غير الشرعي، ما قد يرفع مستوى التوتر على الساحة اللبنانية وسط عدم تجاوب “حزب اللّه” مع هذا المطلب.

وكتبت” اللواء”: بقي موضوع جمع السلاح الذي اثارته مجددا الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس خلال اجتماع اللجنة الخماسية طاغياً، وسط معلومات عن الغاء الموفد السفير توم براك زيارته الى لبنان والاستعاضة عنها برسالة الى المسؤولين مفادها «ان اللبنانيين يعرفون ما هو المطلوب منهم». في اشارة الى جمع السلاح والتوجه نحو مفاوضات مباشرة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، علماً ان لبنان الرسمي حسم موقفه لجهة التفاوض حول المواضيع الامنية في الجنوب عبر لجنة «الميكانيزم» مقابل الطلب الاميركي بتطعيمها بموظفين مدنيين.
  وافيد ان اورتاغوس ستبقى تتابع الوضع اللبناني لحين الانتهاء من مهلة جمع السلاح نهاية السنة الحالية وفق خطة الجيش .
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان نتائج زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ولقاءاتها مع الرؤساء الثلاثة اول امس تتلخص بممارسة المزيد من الضغط على لبنان من اجل انجاز اتفاقية امنية مع «اسرائيل» تتجاوز اطار اتفاق وقف اطلاق النار واتفاقية الهدنة.
واضافت انها ركزت على مبدأ التفاوض للتوصل لهذا الاتفاق، مطالبة بتشكيل لجان متابعة تحت مظلة لجنة مراقبة وقف النار (الميكانيزم) لمتابعة مختلف القضايا التي تندرج في هذا الاطار وتطعيمها الى جانب العسكريين والتقنيين باعضاء مدنيين».
ولفتت المصادر الى ان الرسالة الثانية التي حملتها اورتاغوس من «اسرائيل» هي منع حزب الله من التسلح واعادة بناء قدراته العسكرية استنادا الى التقارير الامنية الاسرائيلية مؤخرا التي تحدثت عن تمكن الحزب من ادخال كميات من الصواريخ والاسلحة الى لبنان عن طريق سوريا «.
وردا على سؤال قالت المصادر ان الكلام عن اجواء جيدة سادت خلال لقاءات اورتاغوس مع رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة تعود الى انها لم تستخدم لغة التهديد المباشر كما روج بعض وسائل الاعلام قبل الزيارة، لكنها ركزت في الوقت نفسه على التحذير من هدر الوقت واستفادة لبنان من الفرصة المتاحة من خلال السياسة التي تمارسها الادارة الاميركية لانهاء الحروب في المنطقة، مشددة على نزع سلاح حزب الله في كل لبنان.
وحثت الجيش على تنفيذ خطته كاملة في هذا الخصوص، منوهة في الوقت نفسه بما قام به حتى الان في جنوبي الليطاني.
ورأت المصادر المطلعة ان الايجابية في لقاءات اورتاغوس موافقتها على العمل من خلال لجنة الميكانيزم مع توسيع اللجان فيها.
وفي المقابل قال مصدر سياسي لـ«الديار»: «صحيح ان اورتاغوس لم تأت بتهديدات مباشرة، لكنها في احاديثها مع الرؤساء لم تعط اي جواب حول الاعتداءات الاسرائيلية والتصعيد المستمر، بل تبنت وجهة نظر العدو بتركيزها على نزع سلاح حزب الله».
وقال «ان الادارة الاميركية تعمل من اجل ادخال لبنان في مفاوضات مباشرة على مستوى الامني والسياسي على غرار ما يحصل بين سوريا و«اسرائيل»، اعتماد النموذج السوري، وانظروا ماذا يجري في ظل هذا النموذج من انتهاكات وتمدد اسرائيلي في الجنوب السوري، وعمليات امنية وعسكرية اسرائيلية يومية داخل الاراضي السورية».

المصدر: Lebanon24