كان المطلوب منذ أشهر أن يتخذ لبنان الرسمي خطوة ميدانية تُلجم الاحتلال عن التمادي في اعتداءاته ولو كانت مكلفة، فما يدفعه من ثمن نتائج العدوان بات بقدر ما دفعه خلال الحرب نسبة الى عدد شهداء الاعتداءات من الجيش والمدنيين، وحجم الدمار المتزايد واستهداف البنى التحتية ووسائل إعادة الإعمار وشلّ الحياة في القرى الحدودية، لكنه استسلم للأمر الواقع الأميركي الى ان طفح الكيل نتيجة التحيّز الأميركي والصمت الدولي والعربي، وبات لزاماً ولو التلويح بإجراء ما كما فعل الرئيس عون بطلبه من الجيش التصدّي لأي توغل معادٍ.
ولا بأس أيضاً من مقاطعة اجتماعات لجنة الإشراف فترة من الوقت تعبيراً عن الاحتجاج على عجزها وفشلها في لجم العدوان، والمقاطعة لن تؤثر في سير الأمور ولن يعتب الأميركي على لبنان، طالما ان العدوان مستمر وطالما ان اللجنة تكتفي بإصدار البيانات القليلة ولا تقوم بأي إجراء فعلي، وباتت بمثابة شاهد زور دفاعي تبرر جرائم العدو.

