كتب ميشال نصر في” الديار”: منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى بعبدا، حاولت معراب الحفاظ على علاقة متوازنة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، مستندة إلى قناعة ثابتة بأن الرجل الذي فرض على الطبقة السياسية، قد يشكل فرصة لترميم التوازن داخل الدولة، وإعادة الاعتبار للدور المسيحي في الحكم. لكن سرعان ما بدأت التباينات تطفو إلى السطح، فـ “القوات” تعتبر أن الرئيس عون يحجم عن اتخاذ مواقف حاسمة من قضايا تمس جوهر السيادة ودور الدولة، في ظل تطورات الشرق الاوسط الجديد.من هنا، جاءت تصريحات جعجع الأخيرة لتعيد فتح النقاش داخل البيئة المسيحية: فهو وجه نقدا غير مباشر للرئيس، محملا الدولة مسؤولية ما وصفه بـ”التردد في اتخاذ المواقف المصيرية”، في إشارة واضحة إلى أداء بعبدا. في العمق، يعكس “هجوم الحكيم” على رئاسة الجمهورية والحكومة، شعورا متناميا بالقلق داخل “القوات” من تقلص هامش المناورة في المشهد السياسي، خصوصا بعد أن فقدت “المعارضة التقليدية” القدرة على فرض أجندة تشريعية أو انتخابية، في ظل توازنات جديدة داخل مجلس النواب. من هنا جاء تصعيد معراب كخطوة تكتيكية، تهدف إلى استعادة المبادرة وتحشيد القواعد المسيحية.
“القوات” تدرك أن أي تعديل انتخابي أو نقاش حول اقتراع المغتربين أو الدوائر النيابية، لن يتم بمعزل عن الرئاسة، وأن رئيس الجمهورية بحكم موقعه، هو المرجع الدستوري الذي يملك صلاحية المبادرة والتوقيع. لذلك، فإن تصعيد جعجع ضد الرئيس ليس إلا محاولة لفرض “شراكة إلزامية” تحت الضغط الإعلامي، بعدما فشل في ترجمة هذه الشراكة سياسيا داخل المؤسسات.
وتؤكد مصادر “قواتية” مطلعة أن الاختلاف بين معراب وبعبدا لم يعد سرا ولا تفصيلا عابرا، بل تحوّل إلى تباين في المقاربات تجاه أكثر من ملف جوهري وحساس، حيث تختلف “القوات” مع رئاسة الجمهورية حول أسلوب إدارة المرحلة، معتبرة أن التردد وغياب الحسم في القرارات المصيرية، يضعان البلاد على مسار خطر، ويبددان ما تبقى من فرص إنقاذ.لهذا، تتابع المصادر، لم يتردد “الحكيم” في دق جرس الإنذار علنا، محذرا من أن استمرار النهج الحالي سيقود إلى مزيد من الانهيار، وفقدان الثقة الداخلية والخارجية.
وتضيف المصادر، أنّ جعجع سبق أن حذر مرارا من انتهاء فترة السماح الدولية الممنوحة للبنان مع نهاية العام الحالي، في ظل انتظار المجتمع الدولي إصلاحات جدية قبل أي دعم فعلي، غير أن السلطة تواصل سياسة المراوحة، وتحرم اللبنانيين من فرصة تاريخية لبناء دولة فعلية تستعيد ثقة العالم. وتشير المصادر إلى أن “القوات” لا يمكنها أن تبقى متفرجة على الانهيار أو شريكة في الصمت عنه، خصوصاً أنها منحت الحكومة أكثر من فرصة، وقدمت دعماً سياسياً من رصيدها لإتاحة المجال أمام الإصلاح.
الصبر، كما تقول المصادر له حدود، ومن غير الممكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، فجلسة مجلس الوزراء المنتظرة يوم الخميس المقبل ستكون محكا حقيقيا للعلاقة بين معراب وبعبدا، وربما لحسم اتجاه المرحلة المقبلة.
في المقابل، ينقل زوار القصر الجمهوري، ان تموضع رئاسة الجمهورية في موقع الدفاع الهادئ لا الهجوم، “فالرئيس يتعامل مع الملفات الخلافية بعقلية مؤسساتية، مستندا إلى مسار دستوري واضح في إحالة القوانين إلى اللجان أو اللجان الوزارية المختصة، رافضا الانجرار إلى سجالات إعلامية، مفضلا سياسة التريث والحوار، معتمدا “الوسطية” في الحكم، فالتصعيد الإعلامي لا يصنع حلولا بل أزمات”.
ويتابع الزوار ان “الرئيس كرجل دولة يتقدم بخطوات محسوبة، يوازن بين المصلحة الوطنية ومقتضيات اللحظة السياسية، حيث من الواضح أن الرئاسة تراهن على الزمن السياسي الطويل، ذلك أن التموضع على طرف واحد من الانقسام السياسي اللبناني، سيفقده رصيده الوطني، ويحول موقع الرئاسة إلى طرف في الصراع، لا إلى نقطة توازن”.
من هنا والكلام للزوار، تصر بعبدا على إدارة علاقة محسوبة مع الجميع، بما فيهم “القوات”، من دون أن تسمح لأحد بجرها إلى محاور داخلية أو إقليمية، رغم ادراكها ان هذه الواقعية، وإن كانت تمنحها صدقية لدى الشارع الوسطي، إلا أنها تفقدها بعض الحماسة في الشارع المسيحي المتشدد، الذي يطالب بمواقف صريحة وحادة. في النتيجة، العلاقة بين الطرفين دخلت مرحلة “التنافس الهادئ” لا صدام مباشر، ولا تنسيق فعلي. فسمير جعجع يسعى لشد القاعدة المسيحية حول خطابه السياسي الواضح، فيما يحاول جوزاف عون أن يحافظ على تموضعه دون أن يخسر دعم معراب. ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، في مقدمتها الانتخابات النيابية المحتملة، يبدو أن هذا التوازن الهش سيتعرض لاختبارات متلاحقة، قد تحدد إن كان الطرفان يسيران نحو تفاهم صامت، أم نحو مواجهة سياسية مؤجلة ….
“القوات” تدرك أن أي تعديل انتخابي أو نقاش حول اقتراع المغتربين أو الدوائر النيابية، لن يتم بمعزل عن الرئاسة، وأن رئيس الجمهورية بحكم موقعه، هو المرجع الدستوري الذي يملك صلاحية المبادرة والتوقيع. لذلك، فإن تصعيد جعجع ضد الرئيس ليس إلا محاولة لفرض “شراكة إلزامية” تحت الضغط الإعلامي، بعدما فشل في ترجمة هذه الشراكة سياسيا داخل المؤسسات.
وتؤكد مصادر “قواتية” مطلعة أن الاختلاف بين معراب وبعبدا لم يعد سرا ولا تفصيلا عابرا، بل تحوّل إلى تباين في المقاربات تجاه أكثر من ملف جوهري وحساس، حيث تختلف “القوات” مع رئاسة الجمهورية حول أسلوب إدارة المرحلة، معتبرة أن التردد وغياب الحسم في القرارات المصيرية، يضعان البلاد على مسار خطر، ويبددان ما تبقى من فرص إنقاذ.لهذا، تتابع المصادر، لم يتردد “الحكيم” في دق جرس الإنذار علنا، محذرا من أن استمرار النهج الحالي سيقود إلى مزيد من الانهيار، وفقدان الثقة الداخلية والخارجية.
وتضيف المصادر، أنّ جعجع سبق أن حذر مرارا من انتهاء فترة السماح الدولية الممنوحة للبنان مع نهاية العام الحالي، في ظل انتظار المجتمع الدولي إصلاحات جدية قبل أي دعم فعلي، غير أن السلطة تواصل سياسة المراوحة، وتحرم اللبنانيين من فرصة تاريخية لبناء دولة فعلية تستعيد ثقة العالم. وتشير المصادر إلى أن “القوات” لا يمكنها أن تبقى متفرجة على الانهيار أو شريكة في الصمت عنه، خصوصاً أنها منحت الحكومة أكثر من فرصة، وقدمت دعماً سياسياً من رصيدها لإتاحة المجال أمام الإصلاح.
الصبر، كما تقول المصادر له حدود، ومن غير الممكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، فجلسة مجلس الوزراء المنتظرة يوم الخميس المقبل ستكون محكا حقيقيا للعلاقة بين معراب وبعبدا، وربما لحسم اتجاه المرحلة المقبلة.
في المقابل، ينقل زوار القصر الجمهوري، ان تموضع رئاسة الجمهورية في موقع الدفاع الهادئ لا الهجوم، “فالرئيس يتعامل مع الملفات الخلافية بعقلية مؤسساتية، مستندا إلى مسار دستوري واضح في إحالة القوانين إلى اللجان أو اللجان الوزارية المختصة، رافضا الانجرار إلى سجالات إعلامية، مفضلا سياسة التريث والحوار، معتمدا “الوسطية” في الحكم، فالتصعيد الإعلامي لا يصنع حلولا بل أزمات”.
ويتابع الزوار ان “الرئيس كرجل دولة يتقدم بخطوات محسوبة، يوازن بين المصلحة الوطنية ومقتضيات اللحظة السياسية، حيث من الواضح أن الرئاسة تراهن على الزمن السياسي الطويل، ذلك أن التموضع على طرف واحد من الانقسام السياسي اللبناني، سيفقده رصيده الوطني، ويحول موقع الرئاسة إلى طرف في الصراع، لا إلى نقطة توازن”.
من هنا والكلام للزوار، تصر بعبدا على إدارة علاقة محسوبة مع الجميع، بما فيهم “القوات”، من دون أن تسمح لأحد بجرها إلى محاور داخلية أو إقليمية، رغم ادراكها ان هذه الواقعية، وإن كانت تمنحها صدقية لدى الشارع الوسطي، إلا أنها تفقدها بعض الحماسة في الشارع المسيحي المتشدد، الذي يطالب بمواقف صريحة وحادة. في النتيجة، العلاقة بين الطرفين دخلت مرحلة “التنافس الهادئ” لا صدام مباشر، ولا تنسيق فعلي. فسمير جعجع يسعى لشد القاعدة المسيحية حول خطابه السياسي الواضح، فيما يحاول جوزاف عون أن يحافظ على تموضعه دون أن يخسر دعم معراب. ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، في مقدمتها الانتخابات النيابية المحتملة، يبدو أن هذا التوازن الهش سيتعرض لاختبارات متلاحقة، قد تحدد إن كان الطرفان يسيران نحو تفاهم صامت، أم نحو مواجهة سياسية مؤجلة ….

