7 نوفمبر 2025, الجمعة

هل يعود “حزب الله” لتفعيل العمليات العسكرية؟

Doc P 1439142 638981058834258692
البيان الأخير الصادر عن حزب الله أمس بدا من حيث النبرة والمضمون خطابًا محسوبًا ومدروسًا بعناية، إذ حمل رسائل سياسية واستراتيجية إلى الداخل اللبناني كما إلى الخارج. في مضمونه، شدد البيان على حق المقاومة في مواجهة ما وصفه بالعدوان، داعيًا إلى توحيد الموقف الوطني ورفض أي محاولة لجرّ لبنان نحو تسويات تمس بسيادته.

اللافت في البيان كان تركيزه على مفهوم “عودة المقاومة”، لكن من دون أن يعني ذلك نية مباشرة في استئناف العمليات العسكرية. فبحسب المعطيات المتوافرة، لا يبدو أن “الحزب” يتجه نحو تصعيد ميداني فوري، بل يعتمد ما يمكن وصفه بسياسة “الصبر الاستراتيجي”، أي مراقبة التطورات وإبقاء الخيارات مفتوحة، مع تفادي أي خطوة قد تفرض عليه تنازلات أو تغييرات في المعادلات القائمة.

من الواضح أن “حزب الله” يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على ما تبقى من ردع وبين تجنب استنزاف الساحة الداخلية. فهو يدرك أن أي مواجهة مفتوحة ستثقل المشهد الداخلي اللبناني وتؤثر على الاستقرار، لذلك فهو يعتمد نهجًا أكثر حذرًا يتيح له متابعة التطورات وتوجيه الرسائل من دون التورط في مواجهة مباشرة.

كما يحمل البيان بعدًا سياسيًا داخليًا واضحًا، إذ يشدد على دور الدولة وضرورة أن تتحمل مسؤولياتها في حماية السيادة اللبنانية، في إشارة غير مباشرة إلى أن “الحزب” لا يريد الظهور كبديل عنها، بل كجزء من معادلة تكاملية إلى جانب الجيش والشعب.

وفي المقابل، يرفض “الحزب” أي محاولة لإضعاف موقعه أو فرض شروط عليه من الخارج، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية.

بذلك، يمكن القول إن ما صدر ليس إعلان مواجهة، بل موقف متزن يهدف إلى تثبيت قواعد اللعبة كما يراها “الحزب” مناسبة: مقاومة حاضرة وجاهزة، دولة تتحمل مسؤولياتها، ورفض أي تفاوض أو تسوية لا تخدم مصلحة لبنان. في النهاية، البيان يؤكد أن المرحلة المقبلة ستُدار ببرودة أعصاب وحسابات دقيقة، حيث يفضّل “الحزب” التريّث والمراقبة بدل الاندفاع، ما يجعل خطابه الأخير أقرب إلى استراتيجية انتظار محسوبة أكثر منها دعوة إلى تصعيد.

 
المصدر: خاص لبنان24

المصدر: Lebanon24