كتب كمال ذبيان في “الديار”:
اقترب اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي بوساطة اميركية من عامه الاول، والتزم به حزب الله كطرف اساسي، بينما “اسرائيل” خرقته منذ اليوم الاول بعد 27 تشرين الثاني من العام 2024، وسجلت الامم المتحدة عبر القوات الدولية 7 آلاف خرق.
وسقط خلال هذه المدة نحو 400 شهيد وآلاف الجرحى وتدمير منازل ومؤسسات، واستمرار الاحتلال لنقاط ارتفعت من خمس الى تسع، في اطار اقامة “حزام امني” يحمي المستوطنات الاسرائيلية.
وبعد عام، انتهى “صبر حزب الله الاستراتيجي”، وجاء كتابه المفتوح الى رؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام تحت هذا العنوان، وقد ترك للدولة في كل مؤسساتها ان تقوم بدورها في تطبيق الاتفاق، ووقف العدو الاسرائيلي عن الاستمرار في حربه المدمرة على لبنان، التي وبرأي مصدر قيادي في حزب الله، لن تتوقف الا بفرض الكيان الصهيوني شروطه على لبنان، الذي عليه ان لا يتنازل امام العدو الذي ما زال يحتل اراض لبنانية، ولم ينفذ القرار 1701.
فالكتاب المفتوح من حزب الله، هو رسالة واضحة للمسؤولين اللبنانيين ان لا ينجروا الى مفاوضات يريدها العدو الاسرائيلي استسلاماً، وهذا ما يرفضه حزب الله، وفق المصدر القيادي فيه، الذي يشير الى ان الضغوط الاميركية والاعتداءات الاسرائيلية، تريد من لبنان الانجرار الى افخاخ تفاوضية، تهدف الى تحقيق مكاسب لصالح “اسرائيل”، وهذا ما يرفضه الحزب، الذي كشف ان رئيسي الجمهورية والحكومة قد يوافقان على رفع مستوى التفاوض عبر “لجنة الميكانيزم”، وهي تضم عسكريين، الى ضم ديبلوماسيين اليها لا تقنيين، وهذا ما دفع بحزب الله الى توجيه الكتاب ـ الرسالة، للتحذير من الوقوع في الفخ الاميركي ـ “الاسرائيلي”، الذي يريد الحصول من لبنان ليس على هدنة، بل على سلام تحت سقف “اتفاقات ابراهام”، التي تطالبه اميركا الانضواء تحتها، كما فعلت دول عربية اخرى.
من هنا، فان حزب الله وبعد نفاد صبره، اراد في كتابه التأكيد على حقه في مقاومة الاحتلال الى جانب الجيش والشعب، وهذا لا يندرج في قرار الحرب والسلم، الذي لم يمنع العدو الاسرائيلي من تنفيذ مشاريعه التوسعية الاستيطانية في لبنان والمنطقة، يقول المصدر، الذي يشير الى انه وبعد عام على اتفاق وقف اطلاق النار، ماذا استطاع لبنان الرسمي ان يفعل؟ وهل تمكن الجيش من ردع العدوان او فرض الانسحاب الاسرائيلي؟
ولم يقصد حزب الله في كتابه ـ الرسالة النيل من أحد من الذين توجه اليهم، بل دق ناقوس الخطر، بان على لبنان ألا يذهب الى ما يريده العدو الاسرائيلي، وان لا تكون ورقة حصرية السلاح أعطيت له، لاستكمال اعتداءاته تحت ذريعة سلاح حزب الله، حيث يعلن الاسرائيلي على لسان مسؤوليه، بان الجيش اللبناني لم يقم بمهمة نزع السلاح من حزب الله، وان “اسرائيل” لا تثق بالجيش اللبناني الذي ينفذ قرار حكومته كما يجب، وهذا ما يتفق مع ما يعلنه مسؤولون اميركيون، ومنهم توم براك الذي يهدد بحرب اسرائيلية على لبنان، لتدمير السلاح.
وأحدث الكتاب ـ الرسالة ردود فعل، لا سيما من مناهضي وخصوم حزب الله، واعتبروه تصعيداً سياسياً، ورفضاً لوجود دولة صاحبة قرار الحرب والسلم، وحصرية السلاح يكون معها فقط، وهو ما ادخل الساحة الداخلية في سجال لا يطمئن ان تبقى الاوضاع مستقرة..

