من هالأرض لكل الأرض”/ حمَلَت لبنان على جَناحَين وطَبَعت أرزتَه على جَبين “السما”/ طافَت به في كل الأصقاع/ وشَكلتِ الجسرَ بين الوطنِ والمَهجر// بَلغَتِ الثمانين عُلُوّاً/ ولا تزالُ في ذُروةِ التحليق. وعلى أسطولِها الجوي رَفعتِ العلمَ الوطني رمزاً فوق السَّحَاب/ لتصبحَ شركةُ طيرانِ الشرق الأوسط/ النموذَجَ المِثاليَّ الأنجح في كيفية إدارةِ المؤسسات/ وتَستَحِقّ بجَدارةِ إدارتِها وكوادرِها في زمن السلم كما في الحرب وِسامَ الاستحقاقِ المذهَّب الذي مَنَحَها إياهُ رئيسُ الجمهورية جوزاف عون// في احتفالِها الحاشد بمَنْ ضَمَّ وعلى كل المستويات، استَخرَجَ رئيسُ الحكومة نواف سلام تاريخَ الشركةِ من الذاكرة، ومن تفاصيلِ الطفولة أعادَ طبْعَ صورةٍ اختَلَطت فيها تلالُ الرملِ التي كانت تُحيطُ بالمطار بأضواءِ بيروتَ وبداياتِ الحُلُمِ اللبناني الحديث/ لتستَحيلَ الشركةُ سِيرةً عن مقاوَمَةٍ مدنيةٍ طويلة تُوازِي في معناها مَسيرةَ لبنانَ في مواجهة الأزَمات// وتُوِّجَ الاحتفالُ بلَفتةٍ فريدة من نوعها كرَّمَت فيها “الميدل إيست” المُبدعَ الراحل زياد الرحباني/ وهو الذي كرَّمَها سابقاً بلحنٍ على سُلَّمِ الموسيقى أسماهُ “ميدل إيست”/ وبعبارةٍ مختَصَرة: “إذا راحت الميدل إيست.. بروح لبنان”// من صورة لبنان المُشرقة، إلى يومِه الأسود ذاتِ رابعٍ من آب/ وفي مستجداتِه/ استحصالُ رئيسِ الجمهورية جوزاف عون من الدولة البُلغارية على “صَكِّ” تعاونٍ في مجال التحقيقِ مع ماِلكِ السفينة التي نَقلت شِحنةَ “نيترات الأمونيوم” إلى مرفأ بيروت/ معَ قيمةٍ مضافة بإمكانية السلُطاتِ القضائيةِ اللبنانية الاشتراكَ افتراضياً في التحقيقِ الجاري وتلبيةِ طلَباتِه وصولاً إلى الحقيقة/ وتحقيقِ العدالة// في المقابل/ هَدَأتِ العاصفةُ التي أثارها وفدُ الخِزانة الأميركية في بيروت/ بعدما ألقى على عاتق لبنان وِزْرَ سحبِ “الحِمضِ النووي الإيراني” من الساحة اللبنانية عبر تجفيفِ مَنابعِ تمويلِ حزبِ الله “وقرضِه الحسن” ومحاربةِ اقتصاد”الكاش”، ووضعِ الدولةِ تحت ضغطِ المُهلِ لسحب السلاح/ وإلا فسَيْفُ العقوبات مُسَلَّطٌ فوق رِقابِ رؤوسٍ كبيرة في الدولة. في هذا الوقت يترقبُ لبنان هبوبَ عاصفةِ الوَساطةِ المِصرية “مرَّتَين” حامِلةً معها الردَّ الإسرائيلي على عناوينِها في تجميد مِلفِّ السلاح شَمالَ الليطاني وفتحِ ممرٍّ آمِنٍ للتفاوض بين لبنانَ وإسرائيل على ثوابتِ الانسحابِ من الأراضي اللبنانية المحتلة/ وتثبيتِ وقفِ إطلاقِ النار وإطلاقِ سَراحِ الأسرى/ وبانتظار أن تنالَ المبادرةُ المِصريةُ ضمانةَ استمرارِها/ أعلن حزبُ الله في يوم الشهيد أنَّ إسرائيل تريدُ لبنانَ حديقةً خلفية لتوسيع المستوطَنات كجُزءٍ من إسرائيلَ الكبرى/ وتل أبيب مشغولةٌ الآنَ بالتصفياتِ نِصفِ النهائية لاختيارِ خليفة “لمهرِّجِها” أفيخاي أدرعي/ اللاعبِ على أعصابِ الإنذاراتِ والخرائطِ الحمراء/ وأَوفرُ المرشحين حَظاً/ استبدالُ “غْراب البَيْن.. بالوَاوية”.
أسرع الأخبار

