أولا – لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)الذي تسعى وزارة الصحة العامة بالتنسيق مع تحالف غافي GAVI للقاحات إلى ضمه للروزنامة الوطنية للقاحات،
ثانيًا – الكشف المبكر عبر إجراء فحص خاص لدى الطبيب النسائي إلى جانب فحص مسحة عنق الرحم المعروف بالفحص الزجاجي (Pap Smear) لأن الفحص الأخير لا يكشف في الكثير من الحالات وجود الفيروس.
يذكر أن سرطان عنق الرحم يُعدّ أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء حول العالم، ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يتم تسجيل أكثر من 600 ألف حالة جديدة من سرطان عنق الرحم سنوياً على مستوى العالم، يتوفى منهن ما يقارب 340 ألف امرأة، وهو ما يجعل هذا المرض من أبرز التحديات الصحية التي تواجه النساء، ومع ذلك فهو من الأمراض التي يمكن الوقاية منها تماماً .
شارك في ورشة العمل الاختصاصي في جراحة الأورام النسائية والثدي الدكتور ديفيد عطالله والخبيرة في مجال الإعلام الصحي روى الأطرش ومسؤول العلاقات الخارجية في شركة MSD حسن بيبي ورئيسة دائرة الإرشاد والتثقيف في وزارة الصحة العامة الدكتورة ديما شمس في حضور عدد من الإعلاميين.
ناصر الدين
وأكد الوزير ناصر الدين في كلمة أن “تجنب سرطان عنق الرحم ليس صعبًا أو مستحيلا”، مضيفا أن الوقاية من هذا السرطان ضرورية ومتاحة من خلال الكشف المبكر واللقاح. وأعلن أن الوزارة تتفاوض مع تحالف غافي للقاحات الذي وافق على تقديم دعم تقني للوزارة في مرحلة أولى، ليكون اللقاح في مرحلة لاحقة من ضمن البرنامج الوطني للقاحات المدعوم من الوزارة، بحيث سيتم ضم هذا اللقاح إلى البرنامج من خلال استهداف فئات عمرية محددة لفتيات مراهقات، على أن تواصل الوزارة حملات التوعية للسيدات الأكبر سنًا بهدف تشجيعهن على إجراء فحوصات الكشف المبكر.
وشدد وزير الصحة العامة على دور الإعلام في التوعية والتثقيف وقال متوجهًا للإعلاميين: “في الوقت الذي نخطط ونضع السياسات، أنتم من يطرق الأبواب ويدخل البيوت ويصل مباشرة إلى الناس. أنتم رافعتنا في المشاريع والحملات وصوتنا في التوعية والتثقيف وجسرنا إلى الفئات الأكثر حاجة”.
تابع الوزير الدكتور ناصر الدين مؤكدًا أن الكلمة مسؤولية، فهي قد تنقذ حياة كما قد تربكها وقد تنشر الوعي كما قد تسهم في نشر الجهل. والفيصل بين هذا وذاك في القطاع الصحي هو دقة المعلومة وصحتها.
وأمل أن يشكل هذا اليوم محطة بناءة لتعزيز التواصل الصحي المسؤول وأن يكون بداية لمسار من التعاون والأنشطة المشتركة بما يحقق المصلحة العامة.
بيبي
وكان السيد حسن بيبي قد استهل اللقاء بكلمة ترحيبية أوضح فيها أن فيروس الـ HPV مسؤول عن عدة أنواع من السرطان، أبرزها سرطان عنق الرحم، وهو قابل للوقاية والعلاج المبكر بفعالية عالية. وتابع أن نشر المعلومات الصحيحة حول سبل الوقاية والفحص المبكر يسهم في تحقيق الرؤية العالمية التي تتبناها منظمة الصحة العالمية، والمتمثلة في القضاء على سرطان عنق الرحم كتهديد للصحة العامة خلال هذا القرن. أضاف أن ورشة اليوم تسلّط الضوء على قوة صوت الإعلام ودوره الحيوي في حماية مجتمعاتنا. فكثير من النساء في منطقتنا ما زلن يواجهن تحديات بسبب نقص المعلومات أو الخوف أو الوصمة، وهنا يأتي دور الإعلام في كسر هذه الحواجز. فمن خلال تقرير واحد، أو قصة مؤثرة، أو منشور على وسائل التواصل، يمكن إنقاذ حياة وتشجيع مئات النساء على إجراء الفحوص المبكرة، وبناء ثقة مجتمعية تدعم الوقاية والعلاج. وقال السيد حسن بيبي إن شركة MSD تفتخر بأن تكون جزءاً من هذا المسار، من خلال الدعم المستمر للجهود الوطنية بقيادة وزارة الصحة، والمشاركة في نقل المعرفة، وتطوير القدرات، وتمكين الإعلام من أداء دوره الحيوي في رفع الوعي المجتمعي.
الدكتور عطالله
ثم قدم الدكتور ديفيد عطالله عرضًا علميًا شدد فيه على إمكان تجنّب سرطان عنق الرحم باللقاح والكشف المبكر عن فيروس الورم الحليمي البشري عند الطبيب النسائي.
وقال أن نحو 12 في المئة من النساء في لبنان لديهن فيروس HPV إضافة إلى خلايا متحولة وهنّ بالتالي مهددات بالإصابة بسرطان عنق الرحم، علمًا أن ثلثهنّ أي 4 في المئة منهنّ لديهنّ HPV من دون أن يظهر ذلك في الفحص الزجاجي أي أن الفحص الزجاجي أتى سليمًا في حين أن لدى السيدات فيروس HPV ، أضاف أنه عندما يظهر وجود فيروس HPV فعلى الفتاة أو السيدة إجراء المزيد من الفحوص من خلال منظار وخزعة للوقاية والتأكد من عدم الإصابة بالسرطان.
وأوضح أنه بحسب بيانات وزارة الصحة العامة الصادرة عام 2018 فإن نسبة الإصابة في لبنان بسرطان عنق الرحم تبلغ 5 فاصل 7 بالمئة ألف.
ونوّه الدكتور عطالله بالخطة التي وضعها الوزير ناصر الدين التي تقوم على التحفيز على الكشف المبكر وعدم الإعتماد فقط على الفحص الزجاجي بل إجراء فحص الكشف عن فيروس HPV، إضافة إلى السعي لضم اللقاح للروزنامة الوطنية.
الأطرش
وفي كلمتها، لفتت الخبيرة في مجال الإعلام الصحي روى الأطرش إلى الأهمية المتنامية لدور الإعلام الصحي ولا سيما في مجال مكافحة سرطان عنق الرحم لناحية التحفيز على الوقاية ونشر المعلومات الدقيقة والسياسات الصحية الهادفة للحد من الإصابة بهذا السرطان، كما نشر الأبحاث الحديثة وآخر ما توصل إليه الطب. وشجعت الأطرش الإعلاميين على حضور المؤتمرات العلمية ومراجعة الخبراء والأبحاث وورشات العمل التدريبية. ولفتت إلى أهمية الحصول على مراجع موثوق بها وهي المراجع التالية: وزارة الصحة العامة، منظمة الصحة العالمية، المؤسسة الأميركية الوطنية للصحة NIH، المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC والمجلات العلمية مثل The Lancet وNature والوكالة الدولية للأبحاث عن مرض السرطان وغير ذلك من المراجع والمصادر المعروفة والحائزة على الثقة. وعرضت الأطرش قائمة التحقق من الحقائق في الصحافة الصحية كالتالي: تحديد الادعاء، تتبع المصدر الأصلي، تقييم مصداقية المصدر، فحص الأدلة، إستشارة خبراء مستقلين، التحقق من مصادر موثوقة، إستخدام أدوات التحقق، البحث عن السياق، الشفافية في التقرير، المراجعة النهائية.

