13 نوفمبر 2025, الخميس

أجهزة تلاحقهم.. كيف يُخرق عناصر “حزب الله”؟

Doc P 1441656 638986244922006252
الاستهدافات الإسرائيلية المُتكررة لعناصر “حزب الله” لا تقف عند حدود تجسس بشريّ، بل تنتقلُ إلى ما هو أبعد من ذلك تقنياً.

ما باتَ معروفاً أن كافة قادة وعناصر “حزب الله” باتوا معزولين تماماً عن الأجهزة الالكترونية، لكن مسألة تحركهم قائمة ومستمرّة، فهم لا يستطيعون البقاء في مكانٍ واحد طيلة الوقت. لهذا السبب، تحصلُ الاستهدافات على الطرقات، وتحديداً حينما يكون القيادي قد خرج من منزلٍ أو مبنى.

التوصيفُ هذا يأتي بناء لمشاهد ووقائع الاستهدافات التي يتم توثيقها بالفيديوهات، بعضها ينشره الجيش الإسرائيلي من الطائرات المسيرة التي تشن الغارات، فيما هناك فيديوهات أخرى يكونُ مصدرها كاميرات المُراقبة، وهنا تكمنُ الثغرة.

يقولُ مرجع تقنيّ بارز لـ”لبنان24″ إنَّ المنظومة التقنية لدى الجيش الإسرائيليّ تراقب المُستهدفين من دون حاجة لوجود أجهزة الكترونية بحوزتهم، مشيراً إلى أنّ القصة تكمنُ في البصمة الصوتية التي من خلالها يمكن لطائرة التجسس الإسرائيلية أن تُحدّد الهدف المطلوب، وأضاف: “في الأصل، يكونُ العنصر المستهدف من دون أي هاتف فيما إجراءاته التقنية متخذة إلى أعلى الدرجات. لكنه، وحينما يدخل إلى مكان ما يوجد فيه هاتف أو جهاز الكتروني موصول بالإنترنت أو كاميرا مراقبة، عندها سيكون الخطر كبيراً”.

يلفت المرجع إلى أن عملية الاستهداف تحصل بعد عمليتي جمع معلومات وتتبع، ويضيف: “العدو الإسرائيلي يراقب كافة الخطوط الخليوية في لبنان، وبمجرد بروز البصمة الصوتية لشخصٍ مستهدف في مكان ما، عندها تحصل عملية المطاردة لجمع المعلومات عنه وتتبعه ليتم بعد ذلك تحديد عملية الاغتيال”.

المرجع ذاته يقول إنه “ليس بالضرورة أن تتبع الطائرة مكان الشخص من خلال الـGPS (نظام التموضع العالمي)”، موضحاً أنه “لدى إسرائيل الكثير من الأدوات لتحديد الشخص ومكانه وتحديداً من خلال الطائرات المسيرة”.

لذلك، تُعتبر كاميرات المراقبة المشغلة في جنوب لبنان وأيضاً الهواتف الخليوية الموصولة بـ”الواي فاي” والإنترنت، عنواناً للخرق الذي يؤدي إلى استهداف عناصر “حزب الله”. لهذا السبب، يسعى الحزب إلى الابتعاد كلياً عن أجهزة الكترونية يمكن أن تشكل خرقاً أو تنقل بصمة للصوت أو العين.

مع هذا، يتحدث الخبير عن أنّ “جدار الصوت” كان عاملاً من عوامل تحديد مكان الأمين العام لـ”حزب الله” السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، مشيراً إلى أن إسرائيل عملت في إحدى المرات على تنفيذ جدار صوت خلال خطاب لنصرالله قبيل اغتياله، الأمر الذي مثل اختباراً تقنياً هدفه تحديد مكان نصرالله بشكلٍ دقيق.

لهذا السبب، فإن “حزب الله” حاول تغيير كل مسارَ الخطابات الخاصة بالأمين العام الحالي للحزب الشيخ نعيم قاسم، إذ بدا أن غالبية خطاباته مُسجلة مُسبقاً، وانه يتفادى تماماً الخطاب المباشر لأن هذه الخطوة قد تشكل خرقاً تقنياً خطيراً.

أمام كل ذلك، ما يمكن استنتاجه هو أن القدرات التقنية الإسرائيلية تُحاصر “حزب الله” بشدة، في حين أن معركة التكنولوجيا لا حدود لها. فمن جهة، لا قدرة بتاتاً على إطفاء الهواتف في الأماكن التي يتواجد فيها عناصر “الحزب” لأن ذلك الأمر يعتبر مستحيلاً، في حين أن العمليات التي تحصل برمتها، تكشفُ عن أنّ إسرائيل استطاعت جمع “داتا معلومات” عن كافة قادة الحزب الجُدد لاستهدافهم، ما يعني ويثبت أن الخرق كبيرٌ جداً وما زال قائماً.

 

المصدر: Lebanon24