وطلب الرئيس عون من فون اركس أن تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على توفير معلومات عن أوضاع هؤلاء الأسرى والاطمئنان الى سلامتهم، مؤكدا أن اطلاقهم هو أولوية بالنسبة الى الدولة اللبنانية التي لا يمكن أن تتخلى عن أبنائها.
وخلال اللقاء الذي حضرته رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان انييس دور، عرض الرئيس عون الاتصالات التي يجريها لبنان من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها عليه، والانسحاب من المناطق التي تحتلها واطلاق الاسرى، مشدداً على عدم تجاوب إسرائيل مع الضغوط الدولية لوقف عدوانها على لبنان.
من جهته، عرض فون اركس للدور الذي يلعبه الصليب الأحمر الدولي لمساعدة لبنان في الظروف الصعبة التي يمرّ بها، مشيرا الى زيارات استطلاعية قامت بها وفود من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عدد من المناطق اللبنانية المتضررة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وعاينت الأضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات والأراضي والبساتين، والتقارير التي ستضعها اللجنة عن هذه الجولات.
وتحدث فون اركس عن المبادرة العالمية لتجديد الالتزام السياسي بالقانون الدولي الإنساني” التي اطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام 2024 بالشراكة مع كل من: البرازيل، الصين، فرنسا، الأردن، كازاخستان وجنوب افريقيا، والتي تهدف الى حشد قادة الدول حول العالم لجعل القانون الدولي الإنساني أولوية عبر سبعة محاور رئيسية. وقد تم تحديد هذه المحاور استناداً الى الخبرة التشغيلية للجنة الدولية للصليب الأحمر والمناقشات مع الدول، وهي: الوقاية، اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، القانون الدولي الإنساني والسلام، حماية البنية التحتية المدنية، حماية المستشفيات، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الحرب البحرية.
وأشار الى أنه “بالتوازي مع الجهود المبذولة للحصول على دعم رفيع المستوى للمبادرة، هناك ايضاً سلسلة من المشاورات وورش العمل الجارية بين الدول والخبراء، ضمن كل مسار عمل، بهدف تحديد توصيات عملية وقابلة للتنفيذ. وتم اصدار تقرير مرحلي هذا الشهر يقدّم تحديثات حول هذه المشاورات. وستتوج هذه المبادرة بمؤتمر عالمي بارز حول الإنسانية في الحرب، نهاية العام 2026، علماً ان كل الدول مدعوة للانضمام الى المبادرة، وحتى الآن، انضمت 92 دولة، ولا توجد عملية رسمية للانضمام، ولا تبعات مالية”.
وأبدى الرئيس عون اهتماماً بالمبادرة، ودعمه لاهدافها.

وفي قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، رئيس المؤسسة الوطنية للضمان الالزامي عبدو الخوري، مع وفد ضم أعضاء من المؤسسة هم: الكسندر ماطوسيان، ناجي صعيبي، جميل حرب، ايلي طربيه، محمد الهبري، اسعد ميرزا، جورج ماطوسيان، انطوني الفضل. وضم الوفد ايضاً الخبيران الفرنسيان Jean Eves Le Coz و Eves Page.
وسلّم الوفد الرئيس عون نسخة عن التوصيات التي صدرت عن مؤتمر “السلامة المرورية في لبنان: نحو استراتيجية وطنية واقعية متعددة القطاعات”، الذي عقد برعاية رئيس الجمهورية ونظمته المؤسسة التي شكر رئيسها الرئيس عون على رعايته، وقال: “ان التوصيات التي اعدها متحدثون خبراء يملكون خبرة تمتد لاكثر من ثلاثين عاماً في مجال سياسات السلامة المرورية، ونأمل ان نحظى بمتابعة من رئاستكم لتترجم الى خطوات عملية تسهم في تحقيق الأهداف المنشودة لما فيه خير الوطن والمواطن”.
ورحب الرئيس عون بالوفد، منوّهاً بأهمية المؤتمر الذي عقد اليوم. وشدد على أهمية التوعية في مجال المحافظة على السلامة المرورية وضرورة متابعة التوصيات التي صدرت عنه. وقال: “في غياب المحاسبة نتيجة عدم التقيد بأنظمة السير، نخسر يومياً خيرة شبابنا الذين يسقطون على الطرق في ظروف مختلفة، ولا بد استطراداً من اتخاذ تدابير رادعة للحد من الفلتان في حركة التنقل على الطرق”.




