مواعيد مفصلية هذا الاسبوع، ستحدد معالم منطقتنا.
البداية غدا من نيويورك حيث يصوت مجلس الامن على مشروع قرار اميركي مدعوم عربيا يرتبط بغزة، يقابله مشروع قرار روسي.
اذا مر المشروع من دون اي فيتو روسي او صيني، سنكون امام تبنٍّ لخطة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، ولكن الاهم من ذلك ان في مشروع القرار اشارة الى دولة فلسطينية محتملة مستقبلا.
اسرائيل تعارض مشروع القرار، وبنيامين نتنياهو اكد اليوم انه لا يحتاج لدروس من احد، وفي موقفه هذا، تحد ليس فقط لواشنطن انما كذلك لاي فرصة لتوسعة اتفاقيات ابراهام لتطال السعودية، ومن بعدها سائر الدول العربية.
التصويت غدا، يأتي قبل الثامن عشر من تشرين الثاني، موعد قمة ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
قمة اهميتها لن تتوقف عند الاتفاقيات التجارية الضخمة، بل ستكون مفصلية في العلاقة الاميركية السعودية، وفي السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط، حيث تريد الرياض تثبيت موقعها المحوري على كل الاصعدة في المنطقة، من الاقتصاد والتكنولوجيا، الى الامن الى لعب دور الوساطة في اكثر من ملف، الى الامساك بمفتاح التطبيع مع اسرائيل.
وسط هذه المواعيد المفصلية، يقف لبنان.
ملفه يُتوقع ان يكون جزءا من محادثات واشنطن، وذلك بالتزامن مع معلومات تقول إن الامير يزيد بن فرحان في بيروت، وسط تكتم شديد حول محادثاته.
فما الذي يفعله الامير يزيد بن فرحان؟
اذا قاطعنا التواريخ والمعطيات منذ ايلول حتى اليوم، لا بد ان نستذكر خطاب الشيخ نعيم قاسم الذي توجه الى المملكة بخطاب علني لفتح صفحة جديدة معها، وصورة السفير وليد البخاري مع الشيخ علي الخطيب وحديثهما عن اتفاق الطائف، واعلان المجلس الشيعي الاعلى ان الطائف هو المخرج الوحيد للحل الوطني والمدخل الى قيام الدولة.
وتاليا، يصبح السؤال: هل تريد السعودية التي تعيد ترتيب دورِها القيادي على مستوى العالم العربي كلِه، ترتيب البيت اللبناني عبر الرهان على الدولة وحدِها، وهل سيفهم حزب الله، الذي اضعفته الحرب، ان طريق الخلاص عربي، لا ايراني؟
اسئلة جوهرية، قلة قد تكون فكرت فيها اليوم، لان ملهاتِها كان اسمها انتخابات نقابة المحامين في لبنان، ومن الاحزاب التي ستنتصر فيها؟
انتصار وهمي في معارك مفصلية تخاض على مستوى المنطقة.

