17 نوفمبر 2025, الأثنين

لبنان ينتظر الرد المزدوج وسط مطالبة أميركية بالتفاوض المباشر والموفد السعودي في بيروت

Doc P 1443029 638989536956512067
يحمل الأسبوع الطالع جملة عناوين وتطورات على كافة المستويات، حيث من المتوقع أن يتحرك ملف التفاوض بين لبنان وإسرائيل مع بدء السفير الأميركي ميشال عيسى مهامه في لبنان، فيما يتفاعل التجاذب السياسي بين القوى النيابية والسياسية وتبادل كرة النار بين الحكومة والمجلس النيابي حول أزمة قانون الانتخاب.
وإلى بيروت، وصل أمس الموفد السعودي المكلّف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، ووفق” نداء الوطن” فقد باشر فور وصوله لقاءات بعيدة من الأضواء، انسجامًا مع الأسلوب الهادئ الذي دأبت عليه الدبلوماسية السعودية في مقاربتها للملف اللبناني خلال الأشهر الماضية. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة نظرًا لتزامنها مع القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي من المتوقع أن تتناول مجموعة واسعة من ملفات المنطقة، وبينها الساحة اللبنانية التي تستعيد موقعها في النقاش الإقليمي والدولي مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة التوتر مجددًا في الشرق الأوسط لا سيما بين إسرائيل وإيران.
وكتبت” اللواء”: تحتل صدارة الحدث اللبناني اليوم جولة السفير الاميركي عيسى حيث سلم نسخة من اوراق اعتماده لوزير الخارجية يوسف رجي في العاشرة صباحاً، ومن المقرر ان يقوم بجولة على رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. وحسب المعلومات يلتقي عيسى الرئيس عون قرابة الثانية عشرة ظهراليوم لتسليمه اوراق اعتماده. وقد حضر عيسى امس قداساً احتفالياً اقيم على شرفه في مسقط رأسه بلدة بسوس قضاء عاليه. حيث جرى له استقبال شعبي من اهالي البلدة «بالطبل والزمر». 
ولم تتوافر معلومات من المقرات الرئاسية عمّا يحمله السفير الجديد، «مع ان صيته سابقه» حسبما قالت المصادرالمتابعة، التي اضافت: ان لا شيء جديداً حول موضوع التفاوض بإنتظار تبيان ما سيحمله السفير عيسى الى لبنان «وبأي لهجة» هادئة دبلوماسية ام فجة وقاسية؟.لكن نُقل عن الموفدة الاميركية السابقة الى لبنان مورغان اورتاغوس قولها “ان ملف لبنان الدبلوماسي بات بيد السفير عيسى على ان تواصل هي (اورتاغوس) عملها في حضور اجتماعات لجنة الاشراف الخماسية الميكانيزم الدورية في الجنوب، لكنها اضافت امام شخصيات لبنانية التقتهم في اميركا: لا يظن احد ان السفير عيسى سيكون قارب نجاة للبعض، فالسياسة الاميركية ثابتة ومعروفة، وسبق ان عبّر عنها السفير عيسى في كلمته امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس وقال فيها ان نزع سلاح حزب الله ليس خيارا بل ضرورة لأن لحزب وايران يمنعان اي نهوض اقتصادي ويقوضان سيادة الدولة”. 
وأفادت مراسلة “نداء الوطن” في واشنطن بأن استياء الكونغرس يتزايد من النخب اللبنانية السياسية والمالية. فقد حث كبار المشرعين الجمهوريين الرئيس ترامب على إعداد عقوبات ضد هذه النخب، في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويتهم المشرعون بري بعرقلة الإصلاح البرلماني والتحالف مع “حزب الله” لعرقلة الانتخابات النيابية عام 2026. وشدد عضو الكونغرس دارين لحود، قبيل لقائه قائد الجيش رودولف هيكل الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، على أهمية “نزع السلاح غير الشرعي خصوصًا سلاح “حزب الله” كمقدمة للتغيير الحقيقي”.
وكتبت” الجمهورية”: فيما لم يتلق لبنان بعد أي ردّ أميركي وإسرائيلي على عرضه للمفاوضات غير المباشرة عبر لجنة «الميكانيزم»، مع موافقته على تطعيمها بمدنيين تقنيين وفنيين إذا لزم الأمر، رجّحت مصادر رسمية أن يكون السفير اللبناني الأصل عيسى قد حمل في جعبته هذا الرد المزدوج لإبلاغه إلى رئيس الجمهورية اليوم.
أما فيما يتعلق بالوضع الداخلي، فقد استحوذ على الاهتمام في الأيام الأخيرة كلام الرئيس ميشال عون عن مناخات النميمة والوشاية التي مارسها البعض لدى لقائهم الموفدين الأميركيين أو خلال زياراتهم إلى واشنطن، والتي ترافقت مع تصاعد أجواء سلبية تجاوزت انتقاد «حزب الله» لتطاول بعض أركان الحكم، وتحديداً الرئيس نبيه بري، وهو ما تجلّى خصوصاً بالرسالة التي وجّهها النائبان الأميركيان دارن لحود وداريل عيسى إلى الرئيس دونالد ترامب، والتي تحمل اتهاماً لرئيس المجلس بالوقوف وراء عرقلة مسار الإصلاح، وهذه الحملة تتلاقى مع الانتقادات التي يتعرّض لها بري في الداخل أيضاً على الخلفية نفسها، وهو ما دفعه أخيراً إلى الخروج عن صمته في لقاء مع نقابة محرري الصحافة، لكن مصادر سياسية قالت إنّ الحملة على رئيس المجلس لا تستهدف فعلاً إضعاف موقعه بأي شكل من الأشكال باعتباره المحاور الأساسي باسم «الثنائي الشيعي»، وإنما فتح باب المساومات معه على التسوية التي تعتقد المصادر أنّها تقترب أكثر فأكثر، كبديل من الانفجار الكبير الذي يسعى الجميع إلى تجنّبه، بمن فيهم الراعي الأميركي الذي يضغط لإبقاء الوضع تحت السيطرة بدعم فرنسي وسعودي خصوصاً.

وكتبت” الاخبار”: افادت مصادر مطّلعة أنّ الرئيس جوزيف عون فوجئ بعدم تلقيه أي ردّ من الولايات المتحدة أو إسرائيل على إعلانه الاستعداد للتفاوض لإنجاز ترتيبات تحقق هدنة جنوباً. وأوضحت أنّ عون كان ينتظر اتصالات أميركية، لكن واشنطن اعتبرت أنّ ما أعلنه لا يستدعي التحرك، ولا تزال تدعو لبنان إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية تعكس التزامه بخطة حصر السلاح.
في هذه الأثناء، كان الجانب الأميركي يراجع مع قيادة الجيش اللبناني ما يقوم به في جنوب نهر الليطاني وشماله. وسرت معلومات عن «قلق» أميركي من دعوة نُسبت لقائد الجيش، العماد رودولف هيكل، في مجلس الوزراء، إلى توقف لبنان عن تنفيذ القرار جنوب الليطاني ما دامت إسرائيل تواصل اعتداءاتها واستفزازاتها. مع العلم أنّ هيكل لم يطالب بتجميد الخطة، لكنه شدّد أمام مجلس الوزراء والجانب الأميركي على أنّ الاعتداءات الإسرائيلية تعرقل تنفيذ خطة الجيش.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إنّ الملاحظة الأميركية على موقف عون حول المفاوضات تتركّز على أنّ «الاتصالات مع مسؤولين لبنانيين لم تُظهر وجود تفاهم على التفاوض، وكان يُفترض أن يدخل عون، إلى جانب الرئيس نبيه بري في مفاوضات مع حزب الله، للوصول إلى ورقة تمثّل لبنان الرسمي وتحظى بموافقة الحزب، عندها يمكن للوساطة الأميركية أن تنطلق بفاعلية».
وبينما وصل السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت، أشارت معلومات إلى احتمال حصول زيارة سريعة للمبعوث توم برّاك لمساعدة عيسى في وضع برنامج عمل للمرحلة المقبلة. لكن متصلين به قالوا إنّه لا يرى حاجة للزيارة ما لم يقدم لبنان شيئاً يحرّك الأمور. مع الإشارة إلى أنّ الحديث عن تجميد دور برّاك لم يتوضّح كفاية، فيما نُقل عنه أنه منشغل بالملف السوري وبمحادثات تخصّ الملف الأرميني – الأذربيجاني – التركي.
وعن الزيارة الأخيرة لوفد الخزانة الأميركية إلى لبنان، قالت شخصيات التقت الوفد إنّ التركيز كان على الإصلاحات المالية والاقتصادية. لكن الأميركيين تحدّثوا صراحة عن ضرورة محاصرة حزب الله، ليس بالضغط لنزع سلاحه، بل عبر إجراءات تعرقل قدرته على إدخال الأموال إلى لبنان، مع طلبات محددة لمراقبة آلية إنفاق هذه الأموال.
وكشفت جهات نيابية لـ«البناء» أن بعض النواب والمسؤولين اللبنانيين يحرضون على المقاومة وعلى رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي تحت ذرائع واهية مثل التلكؤ في حصر السلاح بيد الدولة والتغطية على حزب الله، فيما حثت بعض الشخصيات السياسية والاقتصادية خلال لقائها مسؤولين أميركيين لفرض عقوبات على شخصيات مقربة من الرئيس بري.
وذكر زوار بري بأن رئيس المجلس مستاء مما ورده من معلومات عما دار في لقاء وفد الخزانة في ما سمّاه «مطبخ النائب فؤاد مخزومي»، حيث أُطلقت اتهامات وتهديدات ضده كانت كافية لعدم اللقاء بالوفد.

 

المصدر: Lebanon24