كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: في الأيام القليلة الماضية عادت إسرائيل في الخطاب اليومي لقادتها ومحلليها العسكريين لتلوّح بصوت عالٍ بـ”حرب أيام عدة” على وشك أن تطلق إشارتها الأولى ضد “حزب الله” في كل لبنان. انطلاقاً من خلفيتين:
الأولى: لتقول إنها ليست في وارد إشعال حرب واسعة من شأنها أن تشرِّع أبواب الاحتمالات المفتوحة.
الثانية: أن الإسرائيلي يوحي بأنه من “هواة” نوع الحرب القصيرة التي يُحسم فيها الموقف الميداني حسماً عاجلاً.
الأولى: لتقول إنها ليست في وارد إشعال حرب واسعة من شأنها أن تشرِّع أبواب الاحتمالات المفتوحة.
الثانية: أن الإسرائيلي يوحي بأنه من “هواة” نوع الحرب القصيرة التي يُحسم فيها الموقف الميداني حسماً عاجلاً.
وحيال كل ذلك، فإن السؤال ما الذي يدفع الإسرائيلي للعودة إلى إشهار هذا المصطلح والتلويح به كخيار قائم في حساباته الميدانية؟
يجيب الخبير في القضايا الاستراتيجية العميد الركن المتقاعد الياس فرحات : “لأن الإسرائيلي لا يريد أن يتراجع عن سرديته الأولى التي أطلقها متباهياً فور سريان اتفاق وقف النار قبل نحو عام، وذكر فيها أنه قضى على أكثر من 85 في المئة من قوة الحزب العسكرية التي راكمها على مدى أكثر من عقد ونصف عقد، يلجأ أخيراً إلى التلويح بخيار قديم هو خيار “حرب الأيام”، ويهدد بأنه عائد إليه ربما في القريب العاجل”.
ويضيف: “من منظور العلم العسكري، يلوّح فريق ما باللجوء إلى خيار “حرب الأيام” بعد أن يكون متحققاً عنده أن ثمة هدفاً أو مجموعة أهداف من طبيعة استراتيجية، وأن حسابات الميدان الاستراتيجية والتكتيكية عنده تفرض توجيه ضربة ساحقة وسريعة لها”.
ورداً على سؤال، يجيب: “الإسرائيلي أوجد الممهدات من الناحية النظرية والعملياتية لمثل هذه الحرب، عندما ركز في الأسابيع الماضية على أن الحزب يعمل على استعادة قدراته العسكرية، وقد نجح في الحصول على أسلحة جديدة أضافها إلى ما تبقى في المخازن من أسلحة. وهذا يعني من الناحية الاستراتيجية أنه توافر للإسرائيلي بنك أهداف محدد في منطقة ما في البقاع أو سواه، وأنه يمهد الأسباب لتوجيه ضربة تفوق مستوى ضرباته التي لم تتوقف منذ سريان اتفاق وقف النار، على رغم التزام الحزب التام مندرجات هذا الاتفاق”.
والمؤكد بحسب فرحات، “أن الإسرائيلي لن يطلق حرب الأيام ما لم يكن متيقناً مسبقاً من أمرين: أن معلوماته عن الهدف متحققة بنسبة عالية (هدف مضمون) لكي لا يظهر بمظهر الخاسر معلوماتياً والجاهل بتفاصيل الميدان. أن عدوه ليس في وارد استدراجه إلى حرب مفتوحة لديه مقومات التحكم في مسارها”.

